|
الطريق الى القدس تمر من نواكشوط
نشر بتاريخ: 04/06/2016 ( آخر تحديث: 06/06/2016 الساعة: 17:08 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد اعتذار المغرب ، من المقرر أن تستضيف موريتانيا ، القمة العربية في دورتها 27 في العاصمة نواكشوط ، يومي 25- 26 يوليو/تموز القادم. وبحسب التقديرات السياسية فان العرب وخلال هذه القمة سيعملون على طرح موضوع المبادرة العربية من جديد أم انها تحتاج الى تعديل بعض البنود كما تطلب تل ابيب وتضغط واشنطن .
ورغم ما فعلته الولايات المتحدة الامريكية في مؤتمر باريس ومحاولتها نزع الدسم من أي مؤتمر دولي لا يمر عبر الموافقة الاسرائيلية ، الا ان امريكا تفقد السيطرة على العالم رويدا رويدا بسبب اجحافها والكيل لاسرائيل بكل المكاييل دون اية اعتبارات اخرى . كما ان تل ابيب باتت تدرك انها منبوذة وملعونة في كل كتاب وان حركة المقاطعة الاسرائيلية عرفت من أين تأكل كتفها . نتانياهو ورغم تبجحه الدائم ، ضعيف وظهره للجدار ، ولا مجال أمامه سوى ان يهرب الى مخرجين ، الاول المبادرة المصرية وفي هذا الاطار قال المحلل السياسي للقناة الاولى باسرائيل عوديد جرنوت : اريد ان أسكب ماء باردا على المشاهدين وأقول لهم لا يوجد شئ اسمه مبادرة السيسي لان السيسي منشغل بملفات داخلية ولم يطرح مبادرة . المخرج الثاني هو المبادرة العربية ، وبعد رفض ابو مازن العودة للمفاوضات وتوجهه للامم المتحدة لنبذ ومحاكمة اسرائيل ، يدّعي نتانياهو وليبرمان انهما قادران على اقامة علاقة انفرادية مع السعودية وهذا الكلام مبالغ فيه وغير صحيح ، فلا يمكن ان تدخل اسرائيل بوابات العالم العربي الا من خلال الفلسطينيين وهو أمر محسوم ومحتوم شعبيا ورسميا ، ولا يوجد أي مسؤول عربي يجرؤ حتى الان على البوح للناس بغير ذلك . في قمة نواكشوط سيكون للعرب فرصة كبيرة لتعلم كيفية مفاوضة اسرائيل ، وربما يعلمون اكثر منّا ان الاحتلال لا يمكن ان تبدأ التفاوض معه بتنازلات لانه سيطلب اكثر وأكثر وأكثر حتى تسقط قيمة التفاوض . ويكفي ان اقول ان زعيم المعارضة الاسرائيلي هيرتسوغ فشل في مفاوضة نتانياهو ورفض الدخول معه في " حكومة سلام " . كما ان نتانياهو وعند فوزه بالتدليس والعنصرية في الانتخابات الاخيرة استنفذ المهلة القانونية 40 يوما وطلب مهلة اسبوعين اخرين واستنفذهما ولم يتمكن من انجاح مفاوضاته مع ليبرمان الذي لم يدخل حكومته حينها . فاذا كان اليهود والصهاينة أنفسهم قد تعثروا في مفاوضة نتانياهو ، فما بال العرب !! يجب ان يكون هناك مرجعية دولية - شرط ان لا تكون أمريكية - لتكون هي الحكم في كل خلاف ، وبالمناسبة فان اسرائيل ستطرح كل يوم عشربن خلافا . ويجب ان يكون هناك موعد زمني محدد كما حدث مع مفاوضات ايران والدول الخمس الكبرى , والا فان العرب سيتحولون الى وجبة اخرى على قائمة طعام امريكا واسرائيل لردح من الزمن . |