|
عاشق من فلسطين نموذجاً لبرامج ثقافية ضرورية
نشر بتاريخ: 05/06/2016 ( آخر تحديث: 05/06/2016 الساعة: 15:20 )
بقلم: محمد جميل
يقف المرء مأخوذاً بدهشة ٍ عارمةٍ بإتساع الإنترنت للأفكار و التوجهات و المحتويات الشاملة في المواضيع المختلفة غثها وسمينها، هذا الإنترنت الذي يعده كثير من الناس أفضل الإختراعات بعد إختراع ولا زلت ُ أذكر ذلك جيداً أن اتصالاً بيني و بين المواقع الفلسطينية كاد يكون شحيحاً ونادراً في طفولتي على الإنترنت، إلا أن تبدد ذلك بعد أن بدأت تتفتح بواكير أحلامي الأولى لدرسة الصحافة والإعلام بعد انتهائي من دراستي الثانوية. وكانت فعلاً تلك سنوات المتابعة للأحداث الإعلامية في حياتي ما بين مرحلة الثانوية والتحاقي بالجامعة، و الحق بدأت تصفحي و متابعتي مع عدد ٍ من المواقع الفلسطينية المعتبرة و أخص بالذكر هنا موقع معاً كنموذج لصحافة ٍ فلسطينية و كمصدر ٍ موثوق ٍ للمعلومات يغطي شغفي بما هو عالمي و حاجتي الضرورية للتعرف على ما هو محلي في آن واحد. أضف إلى ذلك أن وكالة كهذه لم تكتفِ فقط بفضاء ِ الإنترنت بل دعمته بتجربة في إعلام ٍ فضائي تخلله الكثير من البرامج الممتازة، فأنا على الصعيد الشخصي أصب جام أهتمامي ببرنامج جولة في الصحافة العبرية من تقديم د.ناصر اللحام، حيث أراه بمثابة محاضرات على الملئ في الأداء و التنفيذ، ما يثير داخلي حافزاً لتعلم اللغة العبرية و دافعاً لوضع نفسي بمران جدي دائم على تقوية حصيلتي من مفرداتها و طرق نطقها وقراءتها، و زيادة ثقتي بأن الإعلام الفلسطيني لن يكون في أوج تأثيره وقوته دون أهتمام في تحليل الصحافة العبرية، و إدراك محتواها. إلا أن مؤخراً باباً جديداً لم يكن متوقعاً قد فتحته معاً على مصراعيه بصحبة "برنامج عاشق من فلسطين" من إعداد و تقديم د.حسن عبد الله ، وهو الثقافي و الشعري الذي كنت لطالما أتوق لمثله في اعلامنا الفلسطيني، ففي الوقت الذي يأخذ الشعر والأدب فيه شكلاً من أشكال العِرافة التقليدية في المهرجانات، والنصوص المترامية على صفحات التواصل الإجتماعي، يعمل ُ د.حسن عبد الله بطريقة ٍ جادة ، ومسؤولية أدبية عالية لإعمال تجارب مبدعين فلسطينيين، يفلحون بجد في أرض القصيد و الرواية والنص، في كل فضاء ٍ و براح. وبين حلقة ٍ مع الروائي والأكاديمي د.أحمد رفيق و حلقة مع الكاتبة أسماء أبو عياش، كان بريق ٌ يلمع في ذاكرتي ذاكرة الفرد، مع ذاكرة ٍ فلسطينية جمعية ، فإن حجم البوح في البرنامج و زخم الطرح، أنتج لدي الكثير من الروابط بين الوعي الفلسطيني قديماً و حديثاً و بين وجهات نظرٍ مختلفة وطرق تعبيرٍ متمايزة، سواء على صعيد مكنونات نفسية ٍ وإجتماعية شكلتهم و نصوص و أعمال ٍ صدرت عنهم و ترجمتهم. لذا يجدر بي القول إنني أجد نفسي عبر هذا البرنامج منفتحاً على نصوصٍ جديدة و مطالعة تجارب هامة شأنها شأن العالمي والعربي ، كما أعتبر أن هكذا تدوينة أقوم بها حول برامج فلسطينية تأتي في سياق مشاركتي لأهتماماتي مع جيل الإعلاميين الجدد و طلبته. و في الختام يبقى أن نذكر الإعداد في فضائية معاً بأن يقوموا بتوفير حلقات برنامج "عاشق من فلسطين" عبر موقع يوتيوب، ليتسنى لي و لكثير ٍ من الراغبين مشاهدة حلقاته مراراً و تكراراً من أجل ترسيخ الفائدة العلمية ، الثقافية، التاريخية، على الصعد كافة. |