وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سيناريو ما بعد مؤتمر الخريف : حرب مصغرة على قطاع غزة

نشر بتاريخ: 18/11/2007 ( آخر تحديث: 18/11/2007 الساعة: 16:19 )
بيت لحم - ترجمة معا- تعرض اجهزة الامن الاسرائيلية هذه الايام معادلة بسيطة في تركيبتها وخطيرة في مضمونها، وهي كلما تأجلت المواجهة في غزة ارتفعت اعداد المصابين في الجانب الاسرائيلي خاصة في ظل العبوات الناسفة غير المرئية تقريبا ومظلة الصواريخ المحلية التي تغطي جنوب اشدود، لذلك فأن فشل مؤتمر انابوليس قد يعطي الضوء الاخضر للشروع في عملية عسكرية، وكيف ستبدوا هذه العملية .؟ الجيش الاسرائيلي يتحدث عن عملية تقع من حيث الحجم بين عملية الليطاني التي جرت في جنوب لبنان عام 1978 وحرب لبنان الاخيرة .

واضاف الكاتب حنان غرينبرع في تحليل نشره على موقع يديعوت احرونوت الالكتروني بانه لم يعد خافيا بان المؤسسة الامنية الاسرائيلية لا تعلق أي امل على مؤتمر انابوليس ناقلا عن مصدر عسكري كبير قوله :"ان فشل المؤتمر من شأنه ان يعجل بالضوء الاخضر القادم من المستوى السياسي لقيادة الجيش للشروع في عملية عسكرية واسعة النطاق" .

واعربت مصادر عسكرية اسرائيلية عن مخاوفها بان تنضج حماس خلال اشهر ظروفا موضوعيا تؤدي الى تورط اسرائيل في مواجهة خطيرة تقلص احتمالات تحقيق اسرائيل اهدافا جوهريا وهامة لذلك يعتقد الامن الاسرائيلي بان الزمن لا يلعب لصالح اسرائيل .

وتعتقد الجهات الامنية الاسرائيلية بان حماس تقف على بعد ثلاث سنوات على اكثر تقدير لتحقيق قدرات عسكرية وميدانية تشبة تلك التي يمتلكها حزب الله، مقدرة ان يتجاوز مدى الصواريخ الفلسطينية العشرين كيلو مترا لتهدد جنوب مدينة اشدود التي لا زالت نسبيا بعيدة عن مرمى الصواريخ الفلسطينية .

وترددت كلمة سيناريو اخر خلال المدولات الامنية التي جرت على مدى الاسابيع الماضية لمناقشة احتمالية حيازة حماس صواريخ محسنة مهما كان اسمها كاتيوشا او أي اسم اخر.

وعرض الاسبوع الماضي الجنرال افي مزراحي مسؤل قسم اللوجستيات في الجيش والذي سيعين قريبا قائدا للقوات البرية خلال اجتماع " اللطرون " نموذجا اخر لما يحدث في قطاع غزة وقال " انهم يحفرون حفرا عميقه في الطرق الرئيسية ويزرعون فيها العبوات الناسفة شديدة الانفجار ومن ثم يعيدون سفلتت الطريق بما يمنع تحديد مكان العبوات المطمورة هناك"، اضافة الى اعداد كبيرة من الانتحاريين والسيارات المفخخه متهما الايرانيين بالتورط المباشر في هذه الاعمال اضافة الى دعمهم لما اسماه سلاح البحرية الفلسطينية.

وفي عودة الى السيناريو الاخر ترى الاجهزة الامنية الاسرائيلية ان المواجهة العسكرية في قطاع غزة باتت امرا لا مفر منه مدعية بانه لا يمكنها المرور مرور الكرام على ما يحدث داخل القطاع والانتظار حتى يشتد عود حركة حماس متهمه مصر بعد فعل أي شيئ لمنع هذا التعاظم وتهريب الصواريخ المحسنة، لذلك فان موضوع القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق لم يعد موضوعا للنقاش او التساؤل معترفين بان العمليات المحدودة وان نجحت في منع وقوع عمليات فلسطينية على المدى القصير الا انها لا تمس ولو من بعيد بما تسميه المؤسسة الاسرائيلية بصناعة الارهاب داخل غزة .

ويبدو حتى الان ان حماس وعن قصد لا تكسر قواعد اللعبة وتحافظ على مستوى معيين من الارهاب وتعمل على نار هادئه وكذلك اسرائيل ترد بشكل منضبط ومحدد وتمتنع عن تصعيد الاوضاع وذلك تمشيا مع تعليمات المستوى السياسي الواضحه ولكن الى متى يستمر الحفاظ على هذه المعادلة .

ويمتنع الجيش الاسرائيلي عن اعطاء اية تفاصيل حول شكل العملية الواسعه التي يخطط لها لكنه يتحدث عن حرب صغيرة " ميني حرب " تقيع من حيث الحجم ما بين عملية الليطاني وحرب لبنان الثانية ويمكن ملاحظة التحضيرات والتدريبات الجارية في الميدان .

وسيسعى الجيش الاسرائيلي الى تحقيق اهداف حاسمة خلال شهر منذ بداية العملية متحدثا عن اعداد كبيرة من المصابين على الطرف الفلسطيني وسيضرب كافة المواقع التي يشتبه فيها مثل المواقع العسكرية والمخازن والمختبرات وكل ما يمكن تدميره على ان تنتهي العملية بخلق واقع جديد في قطاع غزة مغايرا لما هو عليه الحال في الوقت الراهن وايجاد معادلة جديدة تمثل بخسارة حماس امورا ومواقعا استراتيجية لصالح اسرائيل وانشغالها بترميم ذاتها بعد الخسائر المادية والبشرية التي ستلحق بها على امل ان يضعها مثل هذا الوضع في موقف جديد يعطي المستوى السياسي مجالا واسعا للمناورة .