وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في دراسة أعدها مركز شؤون المرأة: الاقتتال الداخلي أحبط النساء وأشعرهن بغياب الأمن والأمان

نشر بتاريخ: 18/11/2007 ( آخر تحديث: 18/11/2007 الساعة: 17:01 )
غزة-معا- أظهرت دراسة نسوية أن الاقتتال الداخلي أدى إلى شعور النساء في قطاع غزة بدرجة كبيرة من غياب الأمن والأمان، كما شعرت النساء بالإحباط الشديد بسبب اختلاف انتماءات أبنائهن السياسية، والخوف الشديد على أنفسهن وعلى أزواجهن وأبنائهن.

جاء ذلك خلال ورشة عمل متخصصة عقدها اليوم مركز شؤون المرأة بالتعاون مع مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق - رام الله، لعرض نتائج دراسة حملت عنوان "المرأة في قطاع غزة.. حصار وإفقار وفلتان أمني"، وذلك بحضور لفيف من الباحثين/ات والسياسيين/ات والكتاب والصحافيين/ات.

وافتتحت هداية شمعون، منسقة برنامج الأبحاث والتوثيق الورشة عارضةً أهمية الدراسة والدراسات السابقة التي قام بها البرنامج وتناول خلالها قضايا مختلفة من منظور نسوي، والتي تهدف إلى رفد الحركة النوسية بمعلومات وإحصاءات حول المرأة.
وأوضحت شمعون أن الدراسة اعتمدت منهجية "البحث النسوي المقاوم"، وهي منهجية تركز على الفعل النسوي تجاه الأحداث، وتجارب النساء، ولغتهن الخاصة وتعبيراتهن حول الواقع الذي يعشن فيه.

من جهتها عرضت د.هديل القزاز، الباحثة الرئيسية للدراسة نتائج وملخص الدراسة.
وأظهرت الدراسة تفكك في العلاقات الأسرية بشكلٍ واضح، فأصبحت العلاقات مفككة ومقطعة؛ وصلت لدرجة التعدّي اللفظي والجسدي -حسب الدراسة-، مشيرة إلى أن الطفلات هن أكثر من تضرر نفسياً؛ وحتى فيما يتعلق بقضايا اللعب حيث خلقت أجواء الفلتان الأمني وغياب الأمان قلقاً متزايداً تجاه الأطفال بشكلٍ عام وتجاه الطفلات بشكلٍ خاص، مما زاد من القيود المحيطة بهن بحجّة "الحماية" و"الخوف من العار".

يذكر أن فكرة هذا البحث جاءت من خلال التزام "مركز شؤون المرأة بدراسة وتوثيق تجارب النساء ورصد أثر الأحداث المتسارعة في قطاع غزة (من انسحابٍ إسرائيليٍ أحادي الجانب، وحصار اقتصادي وسياسي مشدّد، وفلتان أمني، واقتتال داخلي) على حرية حركة النساء، وقدرتهن على اتخاذ القرار أو التأثير في قرار أسري، وأثره على الفتيات الشابّات وقدرتهن على التعلم، وأثره على ترك الفتيات للتعليم، أو الزواج أثناء التعلم، والإنجاب وما يصاحب هذا الأمر من إشكاليات وآثار نفسية واقتصادية.

كما توصل البحث إلى عددٍ من النتائج؛ من أبرزها، أنه وعلى الرغم من القيود المجتمعية الكبيرة التي تعاني منها النساء في قطاع غزة فهن يقمن بمسئوليات كبيرة للحفاظ على الأسرة والترابط بين أفرادها وتوفير لقمة العيش لأبنائهن. وأصبحت النساء صمّام الأمان في معظم البيوت (المحاصرة بالكثير من الضغوطات) فأصبحن يقمن بدور المعيل للأسرة، ويزدن من قدرتها على التكيّف مع جميع الظروف.

وفي الفترة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع أكدت الدراسة أن المرأة بدأت تشعر بالارتياح لغياب المظاهر المباشرة للاحتلال الإسرائيلي وإزالة الحواجز؛ برغم إدراكهن لعواقب الانسحاب واستمرار الاحتلال بأشكال أخرى، وظهور شبح الاقتتال الداخلي الذي ولّد مشاعر الخوف والإحباط، إلى جانب التدهور الاقتصادي وزيادة معدلات الفقر وارتفاع نسبة البطالة، وسرعان ما تدهور الوضع الاجتماعي بسبب الاقتتال الداخلي فتقطعت العلاقات الاجتماعية والأسرية.

وتخلل الورشة عرض فيلم حول الفلتان الأمني وأثره على النساء بعنوان "هذا وطني" من إنتاج مركز شؤون المرأة، ونقاش لنتائج الدراسة ما بين حضور الورشة في غزة وحضورها في رام الله، عبر الفيديو كونفرنس.