|
الجمعيات الخيرية.. ملاذ لفقراء غزة في رمضان
نشر بتاريخ: 10/06/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
غزة- تقرير معا - مع حلول شهر رمضان المبارك، تنشط المؤسسات الخيرية العاملة في قطاع غزة في تقديم يد العون للأسر الفقيرة والمحتاجين في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض منذ عشر سنوات. وتتركز المشاريع المقدمة من الجمعيات الخيرية على إفطار الصائم وتقديم المساعدات العينية والنقدية والطرود الغذائية ووجبات الطعام وغيرها، بهدف توزيعها على الفقراء والمساكين والأيتام وغيرهم من المحتاجين خلال الشهر الفضيل. وبحسب وزارة الداخلية في غزة، تعمل في القطاع 1008 جمعيات خيرية، منها 917 جمعية محلية إضافة إلى 91 جمعية أجنبية. وقال طارق البنا رئيس مؤسسة "فارس العرب للتنمية والأعمال الخيرية" إن المؤسسة تطلق مشاريعها الرمضانية للعام 2016 باستهداف جميع المحتاجين في جميع المناطق بقطاع غزة خاصة المهمشة منها والتي تضررت في الحرب الاسرائيلية الاخيرة وذلك بتمويل من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بدبي، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وأضاف البنا في حديث لمراسل "معا" :"المشروع يتضمن توزيع عدد كبير من الطرود الغذائية بالإضافة إلى اقامة موائد الرحمن للصائمين في عدة مناطق بالقطاع والتي تستهدف العديد من الشرائح مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال مرضى السرطان والعاطلين عن العمل ودار المسنين بالإضافة الى توزيع قسائم شرائية للمحتاجين". وتابع :" سيتم أيضا في العشر الاواخر من رمضان توزيع قسائم شرائية عبارة عن كسوة العيد للأطفال الايتام المكفولين لدى المؤسسة، بالإضافة إلى أن لدينا برنامج أفقر الفقراء الذي أفرز مئات الأسر الفقيرة وتعيش تحت خط الفقر ". واستطرد :" نحاول استهداف الاسر التي تتكون من 6 أفراد فما فوق"، مشيرا الى ان المؤسسة لديها قاعدة بيانات كاملة عن الأشخاص الذين تم استهدافهم من قبل ومسجلين بصورة رسمية لديها". وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني ، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة قد بلغت 2ر41% وبلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 200 الف شخص في قطاع غزة خلال الربع الأول من عام 2016، وتعتبر معدلات البطالة في غزة الأعلى عالميا. بدوره، أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة عن نيته تقديم افطارات رمضانية بتمويل من لجنة دعم إمداد الإمام الخميني تقدر بـ 150 ألف وجبة رمضانية على الفقراء والمحتاجين وعوائل الشهداء وأصحاب البيوت المدمرة في غزة طوال شهر رمضان. وأكد تحسين الوادية منسق "حملة افطار الصائم" أن المشروع سيبدأ اول أيام شهر رمضان الكريم بمعدل 5000 آلاف وجبة على العوائل الفلسطينية في غزة وأنه وجد ترحيبا واسعا في العام الماضي لاسيما في ظل الحصار والوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه قطاع غزة. وتتوزع الجمعيات الخيرية والهيئات الأهلية في محافظات قطاع غزة على النحو التالي:563 جمعية مسجلة في محافظة غزة و151 جمعية في محافظة الشمال، إضافة إلى 110 جمعيات مسجلة في محافظة خانيونس، و97 جمعية في المحافظة الوسطى، و87 جمعية مسجلة في محافظة رفح. ويعزو الدكتور ماهر الطباع الخبير الاقتصادي على تزايد نشاط المؤسسات الخيرية في غزة في شهر رمضان إلى ارتفاع معدلات البطالة التي وصلت لـ 41 % بالإضافة الى وجود 202 الف عاطل عن العمل وتجاوز نسبة الفقر والفقر المدقع الـ 65% بالإضافة الى ارتفاع نسبة انعدام الامن الغذائي إلى 72%. وقال الطباع في حديث لمراسل "معا" :"كل هذه الارقام المخيفة تستدعي بقوة من المؤسسات الخيرية العاملة في القطاع التحرك وايصال المساعدات الى مستحقيها لاستهداف اكبر قدر من المحتاجين". وتابع :" ما يزيد عن مليون شخص في القطاع دون دخل يومي وهذا يشكل 60% من إجمالي السكان , وهم يتلقون مساعدات إغاثية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وجهات محلية وعربية ودولية". واوضح أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات أدى إلى دمار البنية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية , وأصبح مليونا شخص يعيشون في أكبر سجن بالعالم. وأشار إلى أن شهر رمضان يأتي هذا العام والأسواق تشهد حالة كساد وركود اقتصادي في كافة الانشطة الاقتصادية وأهمها القطاع التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لضعف القدرة الشرائية لدي المواطنين وأصبحت الاسواق التجارية خالية ومهجورة من الزبائن. ورأى أن كافة المؤشرات السابقة تؤكد بأن قطاع غزة حاليا ليس على حافة الانهيار بل يدخل مرحلة ما بعد "الموت السريري" حيث أن قطاع غزة اصبح نموذجا لأكبر سجن بالعالم , بلا إعمار, بلا معابر, بلا ماء , بلا كهرباء , بلا عمل , بلا دواء , بلا حياة , بلا تنمية. وقال الطباع:" يجب أن يعلم الجميع بأن الخناق يضيق بقطاع غزة والانفجار قادم لا محالة وأصبح المطلوب من المؤسسات والمنظمات الدولية الضغط الفعلي على إسرائيل لإنهاء حصارها وفتح كافة المعابر التجارية وإدخال كافة احتياجات القطاع من السلع و البضائع وعلى رأسها مواد البناء دون قيود وشروط". |