|
يطا لا تعتذر لاحد
نشر بتاريخ: 09/06/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كنت قبل سنوات كتبت مقالة تحت عنوان ( نيويورك لا تعتذر لأحد ) وكتبت فيها عن قسوة نهر هاديسون ، وكيف ان نيويورك التي كانت ملكا للهولنديين صارت تشبه النهر ، تمضي وتستمر ولا تكترث بأحد .
يطا لا يوجد بها نهر ماء ، لكن فيها أنهار من الجبروت والقوة ، واحيانا يخيل لي ان يهوشع حين قال : ان فيها قوما جبارين ، كان يقصد أهل يطا ودورا تحديدا . لا يصمد فيها الا من ولد على ترابها ، فهي السهل الممتنع ، نخوة الرجال يطا وعز الصديق الوفي ، كرم اهلها وطيبة قلوبهم لا يمنع خشونة اليد وشظف الحياة ، سهولها تعانق الجبال فلا تعرف ان كنت قد دخلت سهلا ام صعدت تلالا . أراضيها التي تصل الى البحر الميت اطلق عليها الكنعانيون القدماء "يوطه" "Yuta" و تعني الأرض المنبسطة. ولغاية الآن يوجد فيها بنايات قديمة وآبار. وهناك روايات تقول أنها البلدة التي سكنها سيدنا زكريا عليه السلام وفيها ولد له ابنه يحيى عليه السلام. والتي زارتها مريم العذراء أم المسيح علية السلام عند زيارتها لقريبتها أم يحيى. وعرفت حديثا حين نشات من جديد في العصر العثماني، قدّت من الصخر العنيد ، وحفرت ذكرياتها في الجبال الحمراء . وتوّجت نفسها مملكة الغار والجمر بين الجبل والبحر . قرارات الكابينيت الاسرائيلي باستهداف يطا مجرد هراء ، لا تعني شيئا . أدولة تهدّ على بلد ؟ أم بلدة تنظر بعين النسر الصافية الى طيور مهاجرة فلا ترى سوى سراب الغريب ؟ ليس من صفات يطا " الخمس" أن تخاف وليس من صفاتها ان ترتجف . يطا تعرف كل شئ الا البكاء على مخدة الأيام . ليس من صفاتها ان يهلع قلبها من غدر الزمن او الرفيق. هي هكذا .. والمعادلة ليس أن تقبلها أو لا تقبلها . بل المعادلة اذا هي تقبلك أم لا تقبلك. يطا . سهام هوميروس في اسطورة الاوذيسة . يطا . سفينة اجامنون في ملحمة الالياذة . يطا . طهارة اغناثيوس في انطاكية . يطا . صدى صوت المقيم في كهوف المسافر . ويطا تحاكي بطولات جلجامش في غابات الأرز . يا سادتي لا تخجلوا . اعتذروا جميعا ليطا ، وضعوا سهام الغدر في جرابها وأغمدوا سيوفكم في قرابها . لان يطا لن تعتذر لاحد . |