|
فلسطين عربية
نشر بتاريخ: 14/06/2016 ( آخر تحديث: 14/06/2016 الساعة: 12:17 )
الكاتب: ماهر حسين
بلا تردد أقول بأن لفلسطين مكانة في قلب كل عربي ....من المحيط للخليج ....وبلا تردد أقول بأن تعدد المصائب العربية وتعدد المصاعب العربية لم يُفقد فلسطين مكانتها لدى العرب ...نعم تأثرت فلسطين بما يحدث فبات ترتيب فلسطين في نشرة الأخبار المحلية رابعا" أو خامسا" وباتت عنوانين الصحف العربية تخلو في الغالب من عنوان في الصفحة الأولى عن فلسطين .
تأثرت متابعة المواطن العربي لقضية فلسطين ولكنها وبكل إيمان كانت وما زالت الجرح الدامي في صدر كل عربي . يجب أن نبادل كفلسطينين الشعوب العربية هذه المشاعر ويجب أن نبتعد عن الخلاف والحدية في النقاش معهم وبشكل خاص فيما يتعلق بأمورهم الوطنية والخاصة بهم ...ففلسطين يجب أن تجمع ولا تفرق . أتناول هذا الموضوع ردا" على بعض ما قرأت في وسائل التواصل الإجتماعي ...أتناول هذا الموضوع لأحذر من مخاطر كلمات البعض من أبناء شعبنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي حيث شاهدت ما يضر ولا ينفع ...علينا أن نربي أطفالنا على الحذر في التعامل مع هذه الوسائل وعلينا أن نربيهم على فن التواصل الإجتماعي وعلينا أن نضع ذلك جزء" من المناهج التعليمية في المدارس والجامعات كجزء من التربية الوطنية . نعم وأكرر علينا أن ندرس أطفالنا وشبابنا أصول التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي وعلينا أن نقول لهم بوضوح بأن عروبتهم خط أحمر وتعاطيهم مع أي مواطن عربي يجب أن يكون من على قاعدة الإحترام وعدم التدخل في شؤون الغير ويجب أن نركز على ما يجمعنا مع كل مواطن عربي . يجب أن نعزز الرابط بين أبناء شعبنا وبين أبناء امتنا العربية وإن كنا بحاجة لتعزيز مبادئ قبول الآخر في فلسطين نفسها لنعتاد الخلاف . سأحاول هنـــا أن اتحدث بشكل أوضح ...لنبدء من جمهورية مصر العربية ...حيث كما هو الشعب المصري انقسم الشعب الفلسطيني العاشق لمصر في تعاطيه مع الثورة والتنحي والإنتخابات الأولى والثورة على الإخوان والإنتخابات ..البعض أيد هذا والبعض أيد ذاك ولكن أخطر ما شاهدناه هو وللأسف الإنحياز المطلق لحماس مع جماعتها الأم في مصر (جماعة الإخوان المسلمين ) هذا الإنحياز أضر بفلسطين وأضر بالشعب الفلسطيني ولكن هناك من أضر بشعبنا اكثر وأتحدث طبعا" عن البعض ممن راح (يكيل الشتائم ) لهذا الطرف او ذاك عبر وسائل التواصل الإجتماعي مما جعلنا على عداء مع البعض ومع العديد من أبناء الشعب المصري الأعلم بشؤونه ...بالنسبة لي أنا أقولها وأكرر يجب أن نكون مع شعب مصر وخياراته ...ويجب أن نكون مع جيش مصر ودولة مصر ...لا داعي أبدا" للتدخل في الأمر بطريقة حدية وعلينا التأكيد دوما" على تقديرنا لمصر ولشعبها وهذا ما يبقينا على تواصل إيجابي مع الشعب المصري وينطبق الأمر على سوريا فالبعض مع النظام والبعض الأخر مع المعارضة السورية .. وهذا الإنقسام حول سوريـــا تحول في بعض الأحيان الى إنقسام حدي في العائلة الفلسطينية الواحدة .. ما يعنينا ويهمنا في فلسطين هو سوريا وشعب سوريا ...ويجب أن نتمنى لهم الخير ونبتعد عن التدخل ..وللأسف أسجل من جديد لحماس تدخل غير موفق في الملف السوري . هناك فرق بين ضرورة أن نعي ما يحدث في مصر وسوريا وأن نتناوله بالحوارات والنقاشات وبين أن نتدخل في الشأن السوري أو المصري ويجب علينا الحذر عند التعاطي مع الامر عبر وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الإجتماعي . كون فلسطين تجمع فهذا شيئ إيجابي لنا ولكل شعب عربي ...فلماذا لا يكون الفلسطيني جامعا" كما هي قضيته !!! علينا أن نجعل من فلسطين بارقة أمل لوحدة العرب شعبيا" . ولهذا علينا أن لا نحذر ونبتعد عن كل ما هو تدخل في شؤون الغير ..حتى ولو بتعليق . أقول ما قلت لأنني أحذر من تنامي ظواهر تتمثل في تعليقات غير لائقة وإنحيازات ضارة تمس ببعض الدول العربية وبعض الزعامات العربية وهذا بالنسبة لنا في فلسطين ضار بقضيتنا وبشعبنا وأحذر منه . علينا من خلال وزارة الثقافة ومن خلال وزارة التربية أن نعمل على إيجاد الحلول التوعوية التي تجعل وعي شبابنا وطلابنا جزء من العملية الثقافية والتربوية التعليمية في فلسطين . علينا أن نقوم بحملة توعية من خلال وسائل الإعلام ومن خلال المساجد . أخيرا" أقول بأن الأسابيع الأخيرة تناولت العديد من الصحف تقارير عن خلافات فلسطينية -عربية.. بالمختصر خلافات مع هذه الدولة أو تلك وهذا وارد وطبيعي ولا يجب أن يفسد للود قضية . الخلافات معتادة في عالمنـــا العربي وهي بالمحصلة ستزول ولأن فلسطين عربية سيكون العرب معنا ولأن فلسطين عربية علينا أن نراعي كل دولة عربية وهذا واجبنـــا . قد تكون الخلافات رسمية ومحصورة في هذا الإطار ولكنها وللأسف ضارة بنا حتما" ولا تليق بأصحاب قضية جامعة كفلسطين ولهذا أعتقد ببضرورة ان يكون هناك حراك رسمي فلسطيني قيادي دبلوماسي حكومي مدعوم شعبيا" وجماهيريا" من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لإعادة الدفء والحيوية لكل العلاقات الفلسطينية العربية الرسمية ولتعزيز العلاقات الشعبية مع كل عربي . بالمحصلة فلسطين يجب أن تبقى مع الجميع ويجب أن يبقى الجميع مع فلسطين ....فلسطين عربية . نعم فلسطين عربية . |