|
تسع سنوات على الانقسام دون مصالحة
نشر بتاريخ: 14/06/2016 ( آخر تحديث: 15/06/2016 الساعة: 00:41 )
غزة- تقرير معا- في مثل هذا اليوم بدأت الجولة الأخيرة من القتال بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة، والتي انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة أو ما بات يعرف "بالانقسام الفلسطيني"، تسع سنوات مرت دون أن ينجح طرفا الانقسام في إعادة اللحمة إلى جناحي الوطن أو الوصول إلى آلية تضمن إنهاء آثار الانقسام، وخلال التسع سنوات جرت عدة جولات لإنهاء الانقسام تنقل فيها الطرفان بين عدة عواصم عربية دون أن يفضي ذلك إلى مصالحة حقيقية.
لقد ساهم الاقتتال الفلسطيني في خلق واقع سياسي وامني مزدوج كما خلق الانقسام قضايا مجتمعة عجزت جولات المصالحة عن حلها فقضايا الدم لا تسقط بالتقادم، كما خلق الانقسام واقع إغلاق وحصار شديدين على قطاع غزة منذ سيطرت الحركة على القطاع. المصالحة ضرورة فلسطينية المحلل السياسي إبراهيم المدهون أكد أن المصالحة الفلسطينية أضحت ضرورة لدي جميع الأطراف، مؤكدا أن الوطن والفصائل والسلطة والمنظمة كلها تعاني من مأزق لا يمكن الخروج منه إلا بالمصالحة الفلسطينية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني. وأشار المدهون إلى أن المصالحة الفلسطينية تمر بتعقيدات وعدة عراقيل لنقلها من الحالة النظرية إلى الحالة الواقعية أبرزها الاحتلال الإسرائيلي المستفيد الأول من الانقسام ويعمل على توسيعه ويمنع أي فرص لإعادة اللحمة الفلسطينية ويبقي عليه لأنه يدرك بأنه بعودة اللحمة سيخسر كثير من الأوراق التي كسبها من خلال الانقسام. وبالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي أشار المدهون إلى أن الواقع الميداني على الأرض سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة يعيق تحقيق المصالحة بالإضافة إلى التدخلات الخارجية التي تعمق الوضع الفلسطيني القائم. وقال المدهون: "أيضا هناك الواقع الميداني على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث لدينا واقع ميداني مختلف عن الواقع الذي سبق حالة الانقسام بالإضافة إلى الرغبات والإرادات الإقليمية والدولية المعنية أن يبقى الواقع الفلسطيني بهذا الضعف لاستغلاله واستثماره ". الانقسام أعاق الاستثمار في المقاومة والسياسية ولفت المدهون إلى أن الانقسام الفلسطيني أعاق استكمال المشروع التحرري والنضج الفلسطيني ووقف الانقسام في وجه نمو المقاومة بشكل جيد وأضاف:"نحن الآن عالقين لا نستطيع استثمار القوة الثورية التي برعت فيها حركة حماس ولا نستطيع الاستثمار في الدهاء السياسي الذي برع فيه الرئيس محمود عباس ولهذا فان الحل أن تتكامل جهود النضال العسكري مع النضال السياسي". حوارات الدوحة ونوايا المتخاصمين المحلل السياسي معين الكفارنة أكد أن نتائج حوارات الدوحة رهينة لنوايا كافة الأطراف المتخاصمة مشددا:"حوارات يفترض بها أن تنهي الانقسام إن توفرت النوايا"كما قال. وتطرق الكفارنة إلى تصريحات بعض قادة حركة حماس التي أطلقتها من غزة قبل التوجه للدوحة بتقديم الرئيس محمود عباس وقادة حركة فتح لمحاكم وتحميلهم مسئولية حصار غزة مؤشر سلبي لا يعطي الأمل بإنهاء الانقسام وأضاف:"الهدف من هذه التصريحات التي تستخدم لأول مرة هي إيجاد حالة خوف لدى الرئيس وقادة فتح للتراجع عن المصالحة. الانقسام افقد الفدائي قيمته ويؤكد الكفارنة أن الانقسام الفلسطيني افقد الفدائي الذي مثل لسنوات العزة والكرامة والشموخ والكبرياء قيمته مشددا أن نظرة الافتخار التي كانت تنظر للفلسطينيين استبدلت بان أصبحنا نموذج للانقسام مشيرا إلى التراجع السياسي وانهيار النسيج الاجتماعي وفقدان القيم والأخلاق التي خلفها الانقسام بالإضافة إلى حب الحزب ومصلحته على حساب الوطن. |