وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المسحراتي يقاوم التكنولوجيا

نشر بتاريخ: 15/06/2016 ( آخر تحديث: 15/06/2016 الساعة: 15:03 )
المسحراتي يقاوم التكنولوجيا
غزة- معا- كما جرت العادة وفي كل عام ينتظر سكان مدينة غزة مسحراتي رمضان على أحر من الجمر، حتى أصبح وجوده جزءا من الطقوس الرمضانية مثل صلة الأرحام وأداء صلاة التراويح وغيرها من الطقوس الرمضانية التي تختفي بانتهاء الشهر الفضيل.

زي خاص
قبل ثماني سنوات بدأ المسحراتي يوسف رضوان العمل كمسحراتي ، انقطع عن العمل لفترة ثم عاد إليها خوفا عليها من الاندثار أمام التطور التكنولوجي كما قال محاولا استرجاع شيئا من التراث العربي الإسلامي فقام بتصميم زي خاص بها حتى يعطي للمسحراتي رونقا خاصا وشكلا حضاريا يليق بالمهنة.
يبدأ رضوان بذكر الله وإيقاظ الناس للسحور ويذكرهم بالتراحم فيما بينهم ويدعو وإصلاح شطري الوطن دون ان ينسى المحيط العربي والإسلامي لقطاع غزة في سوريا واليمن ولبنان والكربات التي تمر بها هذه الدول.

ويقول رضوان في هذا الصدد: "أحببت أن احي ثقافة المسحراتي من جديد فكثير من الناس تعتمد على المسحراتي لإيقاظهم من اجل السحور وأداة الصلاة"مؤكدا أن التكنولوجيا لم تتمكن من المسحراتي فالكل يتسابق لديه ليسمع اسمه ينادى عليه ليلا أو يطرق بابه.

ويخرج رضوان من منزله في الواحدة والنصف ليلا حيث يتوجه إلى مخيم الشاطئ غرب غزة حيث يبدأ عمله من الساعة الثانية إلى الثالثة في ظل تفاعل كبير من المواطنين معهم الذين يتسابقون لتقديم العصائر والحلوى له كما يحاول بعض الأطفال تقديم التحية له واخذ صور تذكارية معه.

هواية ثم مهنة
بدأ رضوان مهنة المسحراتي بهواية عشقها عندما كان صغيرا يخرج مع احد العاملين بهذه المهن فيتميز بقدرته على حفظ الأناشيد الدينية والابتهالات والمواويل السياسية المعتدلة وجذب المواطنين أليه فهي مصدر رزقه المؤقت يعود لعمله الأصلي بعد أن ينتهي رمضان.

مهنة بلا ترخيص
عاطف عسقول مدير عام قسم الإبداع والفنون في وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة أكد انه لا يوجد ترخيص لمهنة المسحراتي مؤكدا أن وزارته لن تضع عقبات أمام أن تكون هذه العادة طوعية لدى المواطنين من اجل الحفاظ عليها.

وبين عسقول أن المسحراتي جزء من ثقافة المسلمين والشرقيين وجزء من طابع الحياة الرمضانية مؤكدا أن المسحراتي عمل طوعي يعمل به ناس متطوعين وليس مهنيين ولا يعتمدون على الأجر.

وشدد عسقول أن المسحراتي وجزء من طقوس رمضان التي أصبحت من الطقوس الرمضانية اللازمة قائلا:"الجميع ينتظر المسحراتي وان لم نسمع به نشعر أننا فقدنا شيئا من طقوس رمضان".

ويعمل العشرات من الشباب في هذه المهنة خلال الشهر الفضيل بعضهم يبحث عن الاجر الديني فيما يتخذها البعض مهنة مؤقتة يقاوم بها البطالة.

تقرير: هدية الغول