وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

زاوية حادة

نشر بتاريخ: 16/06/2016 ( آخر تحديث: 16/06/2016 الساعة: 13:12 )
زاوية حادة
زاوية حادة
ماذا يحدث بعد صلاة التراويح في غزة؟
بقلم : د.حسام الدين حرب

كغيري ممن يهتمون بالزيارات العائلية وصلة الأرحام في شهر رمضان وزيارة الأصدقاء والأحباب وتعزيز العلاقات الإجتماعية والتسامح والأخوة وغيرها من الأمور التي دعاني إليها الله عز وجل، ولكني وأثناء زياراتي لا يكاد يخلو حي أو منطقة من الأصوات المرتفعة والتي تصدح بالأهات المختلفة بين الفينة والأخرى، كنت أظنها أصوات بعض المحتلفين بهذا الشهر وخاصة بأنها تكون بعد الإنتهاء من صلاة التراويح إلا أنه أصبح لدي بعض الفضول في التعرف على مصدر هذه الأهات المختلفة والتي تتنوع في الأصوات وكان ذلك في أكثر من منطقة إلا أن أيقنت بأنها البطولات الرمضانية والتي تأتي بعد نهاية صلاة التراويح في كافة مناطق قطاع غزة.

والأمر لم يتوقف عند ذلك فحسب بل إمتد إلى مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أن رواد هذه المواقع لا يتركون شاردة ولا واردة وإلا ويتحدثون عنها، من حيث حجم الأخبار الرياضية في البطولات الرمضانية والتي لا يمكن أن يتصورها عقل، إضافة إلى المواقع الرياضية والتي تتفاعل مع الأخبار الرياضية في البطولات الرمضانية بشكل كبير سواء بنشر أخبارها أو حتى نشر الصور الخاصة بهذه المسابقات الرمضانية.

وبالرغم من أنني رياضي ومتابع للحركة الرياضية إلا أن حجم هذه البطولات وانتشارها دفعني للإستغراب كثيرا في طبيعة البطولات، والتي لا يكاد يخلو نادي منها أو حتى الملاعب التي تعود ملكيتها للمؤسسات الخاصة الإستثمارية.
أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهني، هل لهذه البطولات علاقة بإنتشار الملاعب في قطاع غزة؟ أم أنها تأتي في إطار الترفيه عن الصائمين طوال يوم كامل في شهر رمضان ؟ أم أن انتشار لعبة كرة القدم هو السبب في ذلك؟

وأية كانت طبيعة هذه الأسئلة، فإنه يمكننا أن نستفيد من هذا الاقبال لهذه الفئات العمرية المختلفة لهذه المسابقات، وخاصة بأن أغلب المشاركين هم من فئة الشباب والذين لا تزيد أعمارهم عن 25 عاما، ولا تقل عن 15 عاماً وهذه الفئة هي فئة الشباب والتي بحاجة إليها أغلب الأندية في قطاع غزة، بمعنى ممكن أن تكون هذه البطولات فرصة للبحث عن نجوم ومهارات جديدة تستفيد منها الأندية الفلسطينية في قطاع غزة.

وبلغة الأرقام فإن هنالك أكثر من "24000" لاعب يشاركوا في بطولات رمضان في كافة محافظات غزة وذلك على إعتبار أن عدد البطولات الرمضانية تقريباً "200" بطولة وعدد الأندية المشاركة فقط "12" نادي، مع أن هذا الرقم مرشح للزيادة بقوة، أليس هذا الرقم بحاحة إلى المتابعة والإهتمام.

والتساؤل الأهم من ذلك، ما هو مصير اللألعاب الأخرى في ظل الاهتمام الجارف في كرة القدم سواء في شهر رمضان او غيره من شهور العام، كيف يمكن لنا ان نطور كرة الطائرة والسلة واليد وغيرها من اللألعاب الأخرى، ولماذا لا يكون لدى هذه الاتحادات رؤية للإهتمام من هذه المواسم في إطلاق مثل هذه البطولات من خلال توسيع رقعة انتشارها حيث أنها لا تقل شأناً عن كرة القدم ولكنها بحاجة إلى من يغيثها ويوقظها من نومها العميق.
ختاماً لا أختلف مع الجميع على أن كرة القدم هي معشوقة الجماهير وشغلهم الشاغل ولكني دائماً أقول من له أطفال لا يهتم ببعضهم على حساب الأخرين.
ورمضان كريم ... وكل عام وأنتم بخير

وللحديث بقية طالما في العمر بقية
[email protected]