|
وأشاهد الأيام من بين الأصابع
نشر بتاريخ: 18/06/2016 ( آخر تحديث: 18/06/2016 الساعة: 21:45 )
الكاتب: سميح فرج
قالت: عَوافْ عَمّي: عَوافْ قلتُ: العَوافْ ***** أَدركتُ أَنَّ الصوت (لانا)، مفتاح أَشيائي البعيدة حاضرٌ، وَيقولني فَأَقول هَيّا ***** سفحٌ بعيدٌ ما زال ينظر نحونا ويقول صمتاً مدهشاً سفحٌ جميلْ ***** ما زلت أَجلسُ هادئاً قربي كتاب هاديء و مياه قلبي والضّفافْ ***** أَتأَمل الأَشياءَ حولي كلها وَأُفَسّر المجهولَ، أَستبقي على بعض الخبايا، وأسير فيها، وأسير منها إنّني...، فلعلّها...، ولعلّني...، ***** غيب يجيء ويختفي وَلَدٌ، يجيء إلى المكانْ صوت تمزق ما بين جدران البيوت كل الأخاديد التي فيها تعثرنا صباحاً ما أجمل الأشياء حين تحركت في بُعدها كانت تقول كلامها كانت تقول كلامنا كنا نقول. ***** لانا تمازحني هنا قالت عَوافْ حَرَّكتُ رأسي نحوها، كانت تُلوّح باليمينْ، ودخلت في ذاتي كثيراً كانت تَشِفّ وتبتسمْ كانت تَشي الله... كم كانت تَشي؟ وتُزلّج الكلمات نحوي فأعيشها وأعيش قافلة المعاني، وأعيش أهوالي الجميلة إنها فأقول يا لانا رويداً، هكذا لا أحتملْ. ***** عَمّي: عَواف...! كانت تحس بأَنني، وأظنها أَمضي إِلى شجر كثيف خلف ناياتي التي... الله ... يا لانا...! ما زلت أجلس بين أسطرنا القديمة، لا أغالي وأشاهد الأيام من بين الأصابعْ تصحو معي، تجري معي، وتقلِّب الأوراق إن تعبت يدي، كانت معي ***** لانا هنا... قالت: عَوافْ كانت تعلمني: وحقيبتي ليست معي والبَدلة الكاكي...! ورقي المهذب مثلها، ومساطري، ودفاتري، وبقية الممحاة والقلم الرصاص: ألف أنا باء أنا ياء أنا،... لانا هنا، فأعيش ما قالت وأدخل من ضفاف ثم تدخلني ضفافْ، وأعود نحو الحزن يعرفني تماماً: أين اختفيت وما السبب؟ ويشدني ويقول شيئاً، ثم يسترخي قليلاً، ويحدّث القمم البعيدة كي أرى ويقول أهلاً صاحبي: لا تبتعد إياك في هذا الزمان فإنني... وأنا حبيبك دائماً، وأنا أخاف على الأحبّة كلهم، وأنا أخافْ... ***** لانا هنا، ما زلت أقرؤها تماماً ما زلت أنشدها فتسمعني بلادي وتقول أهلاً يا صديق الريح والقمم البعيدة إنها لانا هنا، ندري بها، هذا انعطاف مدهشٌ أو باهرٌ، فاكتب وفصّل، إننا... ***** لانا هنا لما تغيب دقيقة يأتي الكلامْ، فيقولها ويقول: افتح صفحة أو راية فتجيء تضحك، ثم نعبر كلّنا. ***** لانا هنا ما زلت أجلس في المكانْ وأشاهد الأيام من بين الأصابعْ، مَن قال أنّا مُتعَبونْ...! مَن قال أنّا مُتعَبونْ...! [email protected] |