باحثون يدعون الى ضرورة التخفيف من مشاهد العنف في جميع وسائل الإعلام لحماية الطفل الفلسطيني

غزه -معا- أكد باحثون على أن اعتماد معظم وسائل الإعلام الفلسطينية على الحدث السياسي بالدرجة الأولي على حساب قضايا المجتمع بكل فئاته ومن ضمنها الطفل وضعف الإمكانيات المادية لإنتاج برامج خاصة بالأطفال أدى إلى فشل تحقيق الأهداف التربوية المنشودة في حماية حقوق الطفل الفلسطيني .

وقالت أستاذة علم نفس في وزارة التربية والتعليم د. جولتان حجازي خلال ورشة عمل اليوم بعنوان" حماية الأطفال من العنف في وسائل الإعلام " نظمتها برنامج غزة للصحة النفسية على ضرورة وضع خطة واضحة لبرامج الأطفال تكون لها أهداف محددة بالتعاون مع لجنة من الخبراء والمختصين إضافة إلى الاستعانة بالخبراء النفسيين والتربويين في أعداد وتقديم برامج الأطفال علاوة عن توظيف برامج الأطفال في وسائل الإعلام المختلفة من اجل تثقيف الطفل وتزويده بالقيم والسلوكيات والتي تسمح المجال أمامه للإبداع .

وطالبت المسئولين التخفيف من عرض البرامج التي تتضمن مشاهد العنف سواء في الإعلام الترفيهي أو الإعلام الإخباري من أجل حماية الطفل من العنف .

وحول العلاقة بين العنف في الإعلام ومستوى العنف لدى طلبة المدارس قالت عزه محيسن رئيسة قسم الصحة النفسية بوزارة التربية والتعليم أن مظاهر العنف أصبحت موجودة بشكل ملموس في كل مكان وخصوصا في المدارس والتي هي انعكاس لكل ما يحدث في المجتمع وأصبحت ظاهرة سواء الطلاب مع بعضهم البعض أو مع المعلمين , موضحة أن من أهم أسباب السلوك العدواني هي البيئة التي يعيش فيها الطفل إضافة إلى أسباب نفسية واقتصادية وسياسية والتي كان فيها ممارسات لجنود الاحتلال بضرب التلاميذ في المدارس واعتقالاتهم .

وأضافت أن وسائل الإعلام وما تبثه من مشاهد جعلت الطفل يختزن سلوكا معينا في ذاكرته ومن ثم يقلد الذي شاهدة من مشهد عدواني ضد الآخرين والذي لعب دور كبير على التأثير في قيم ومعتقدات وسلوك الأفراد من خلال بثها لمسلسلات والأفلام العدوانية والتي تزيد عن 10% , موضحة أن فترة المراهقة لدى الشباب تؤثر على عملية التنفيذ لديهم والتي من خلالها يريد أن يثبت ذاته من بين الآخرين .
من جانبه أوضح د. عبد العزيز ثابت استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين على أن مشاهدة الأطفال للتلفزيون له تأثير سلبي على ذكائهم فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي , مضيفا أن في عام 2005 كان هناك 236 حاله عنف في المدارس وفي عام 2006 كان هناك 324 حاله عنف .

وأوضح إلى أن برامج التلفزيون المتمثلة في الأخبار أو في برامج الكرتون لها دور مباشرا وغير مباشر في ظهور السلوك العدواني لدى الأطفال وخاصة الذين يقضون وقت طويلا أمامه شاشة التلفزيون عازيا ذلك إكسابهم سلوكا عدوانياً يزيد من دائرة العنف التي يعيشها الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة.

ويذكر أن اليوم يصادف اليوم العالمي لحماية الأطفال من الاستغلال...في الوقت الذي يتعرض فيه ملايين الأطفال في شتى أنحاء العالم لمختلف أشكال التعذيب والاستغلال الجسدي والنفسي والجنسي والحرمان من التعليم والرعاية الصحية والمعاملة اللا انسانية والمهينة، وتنتهك حرياتهم وحقوقهم التى أقرتها القوانين والأعراف الدولية واتفاقيات حقوق الطفل وحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني.