|
كيف ترى إسرائيل الإنتفاضة الثالثة؟ وإلى أين المفر؟
نشر بتاريخ: 19/06/2016 ( آخر تحديث: 21/06/2016 الساعة: 11:07 )
بيت لحم- ترجمة حرفية من وكالة معا- بعد ثمانية اشهر ونصف على اندلاع "انتفاضة الاقصى" كما تسميها حماس، والتي انفجرت في اعقاب احداث شهدها المسجد الاقصى وصلوات أقامها أعضاء كنيست في المكان، شهد المسجد الاقصى يوم أمس زيارة غير مفاجئة إذا ما اخذنا بالاعتبار الظروف السياسية قام بها رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله الذي وصل المسجد في ساعات الظهر لاداء الصلاة فيه، برفقة رئيس المخابرات العامة ماجد فرج ومدير جهاز الامن الوقائي زياد هب الريح. قال الصحفي الاسرائيلي ومحلل الشؤون العربية في موقع "واللا" العبري وموقع "The Times of Israel" الناطق بالانجليزية "آفي زخاروف" تقريره المنشور اليوم "الأحد" تحت عنوان "الوضع هش وقابل للانفجار: الهدوء النسبي الذي تشهده الضفة سينفجر في وجه السلطة" وأضاف: "تمت الزيارة كما هو مفهوم بالتنسيق مع الامن الاسرائيلي الذي يقف على رأسه هذه الايام الوزير الجديد افيغدور ليبرمان". مرّت الزيارة بهدوء مدهش ونموذجي وكذلك صلاة الجمعة الثانية من رمضان التي سبقت الزيارة بيوم وشارك فيها ما لا يقل عن 80 ألف شخص وقبلها بأسبوع ايضا مرت صلاة الجمعة الاولى من رمضان بهدوء ودون تسجيل اية احداث. قد يبدو هذا الهدوء مفاجئا في ظل العملية التي شهدتها مدينة تل أبيب قبل عشر أيام وقتل فيها أربعة أشخاص أو التحريض المستمر وعملية الشيطنة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، لكن حالة الهدوء النسبي لا تميز المسجد الاقصى وحده بل شملت كامل الضفة الغربية التي ورغم تسجيلها حالات إلقاء حجارة وزجاجات حارقة لم تشهد مظاهرة واحدة أو عملية منظمة لخرق النظام العام، باستثناء تلك الاعمال التي تجري في مناسبات محددة مثل يوم النكبة والنكسة وخلافها. وفي المقابل واصلت العمليات تراجعها الكبير قياسا بالأشهر الصعبة "أكتوبر وديسمبر 2015" فعلى سبيل المثال واستنادا لمعطيات "الشاباك" سجل شهر اكتوبر 483 عملية ذات قيمة منها عمليات القاء زجاجات حارقة لكن الشهر الماضي سجل 67 عملية فقط. وتذكرنا هذه الارقام بأشهر تميزت خلال السنتين الماضيتين بالهدوء مثل اذار 2015 الذي سجل 61 حادثا أو شهر تموز الذي تلاه مسجلا 66 حادثة. تشير المعطيات الى شيء غريب يجري على الساحة الفلسطينية فمن ناحية هناك شعور بالاشمئزاز والكراهية والمقت اتجاه اسرائيل في اوساط الرأي العام الفلسطيني، وكذلك الامر اتجاه قيادة السلطة الفلسطينية وازداد هذا الشعور وتعمق اكثر مما كان عليه في اوقات سابقة، ولكن ومن الناحية الاخرى تشهد المنطقة حالة هدوء وتواصل العمليات تراجعها من حيث العدد وهنا يبرز السؤال كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة؟. "اذا القيت نظرة على صفحات فيسبوك التابعة للشباب والفيسبوك بشكل عام وكذلك استندت الى معطيات استطلاعات الرأي لاعتقدت بكل سهولة أن عشرات الاف ينتظرون وهم حاملون احزمتهم الناسفة والسكاكين والبنادق ومستعدون لتنفيذ العمليات، لكن الفيسبوك يخلق في احيان كثيرة الاوهام وفي كثير من الاحيان لا يفهمون لدينا ولديكم هذا، فهناك فجوة كبيرة بين التصريحات على موقع فيسبوك أو عبر استطلاعات الرأي واستعداد الناس للفعل، ويمكننا ملاحظة تراجع اعداد الشبان المستعدين للموت خلال تنفيذهم لهذه العمليات خاصة منذ مطلع هذا العام يناير وفبراير، وفي النهاية يجب أن نفهم الفرق بين تمجيد "انتفاضة القدس" أو منفذي العمليات في تل ابيب والاستعداد لتنفيذ عملية" قال احد المحللين السياسيين الفلسطينيين البارزين في حديث مع موقع "واللا NEWS " الاخباري الناطق بالعبرية". وأضاف المحلل الذي وصفه الموقع بالكبير "تفضل غالبية الناس في اراضي السلطة الفلسطينية وحتى غالبية الشباب مواصلة العمل أو الدراسة وعدم المخاطرة بالموت خلال تنفيذ عملية". من اجل من؟ تساءل وواصل حديثه "باتوا يفهمون امكانية أن تؤدي عملية طعن وأن تسبب سكين بأحداث تغيير ما هي فرصة قليلة جدا أن لم تكن صفرا اضافة لذلك يتم هذه الايام اعتقال كل من يكتب على فيسبوك أو أي مكان اخر عن نيته تنفيذ عملية فورا. لكن زميله المحلل السياسي "ع" يرى الأمور بطريقة مختلفة قليلا "يوجد اليوم الكثير جدا من الاشخاص المستعدين للقيام بشيء عملي وحتى القيام بأعمال عنيفة لأنهم ضاقوا ذرعا بالأوضاع الشخصية والوطنية خاصة الشباب منهم صحيح أن الجيل القديم والجيل المتوسط يريدون الهدوء لكن الوضع مختلف لدى الشباب وهو قابل للانفجار في كل لحظة" قال المحلل "ع". وردا على سؤال حول كيفية تفسير ما يتوقعه من انتفاضة وأسباب اندلاعها وحالة الهدوء الكبير التي تعيشها الضفة؟ وقدم المحلل "ع" في معرض تفسيره لهذا الامر عدة اسباب اساسية قائلا "اول هذه الاسباب وجود قناعة وإدراك أن عمليات الدهس والطعن غير مجدية ولا تقدم أي فائدة، لذلك نلحظ تأييدا متزايدا لعمليات اطلاق النار وحتى للعمليات الانتحارية، اما السبب الثاني فيتمثل بالسلطة الفلسطينية التي ينظر اليها الشباب كجزء من المشكلة وليس جزء من الحل، لقد تحدث الرئيس أبو مازن نفسه ضد العمليات حين قال إن الاجهزة الامنية تفتش المدارس وتصادر السكاكين وكذلك رئيس المخابرات العامة ماجد فرج تحدث بأشياء مشابهة لذلك يفكر الناس مرتين". "ما هي الفائدة المرجوة من عمليات من هذا النوع اذا كانت القيادة الفلسطينية ذاتها تعمل ضد من يخطط أو ينفذ أي عملية؟ " قال المحلل"ع" متأملا قبل أن يجري مقارنة بين الوضع الحالي والذي كان سائدا ايام الانتفاضة الاولى والثانية. "حينها كان في البداية من سعى وحاول لتوجيه الجماهير على الاقل عبر اصدار بيانات أو الادلاء بتصريحات وفعلا حددوا التكتيكات في أي يوم نقوم بهذا الامر ومتى نفعل كذا، لكن الهبة الاخيرة غابت القيادة وغاب الصوت الموجه وغابت أي خطة" قال "ع". وواصل قائلا "هناك العديد من الاسباب الاخرى، فقد بدأت هذه الاحداث في محيط وحول الاقصى مع زيارة الوزير اوري ارئيل والأحاديث حول نية اسرائيل تقسيم الاقصى، لكن الناس لم يروا في ذلك حقيقة الامور وجوهرها فقد توقفت زيارات اعضاء الكنيست ولم يجر أي تغيير على الوضع القائم، والقيود المفروضة على اعمار المصلين لم تعد موجودة، وكذلك هناك دور للسياسة التي اتبعتها إسرائيل بعد العمليات في تحقيق الهدوء النسبي الذي تعشيه المنطقة وفي هذا الباب يمكن أن نأخذ القدس كنموذج فقد تم تطويق الاماكن التي خرجت منها العمليات مثل جبل المكبر والعيسوية، فيما تمتعت ضواحي اخرى أكثر هدوءا بحرية الحركة وهذا الامر فهمه وأدركه الناس والشباب ايضا". وأوضح "ع" قائلا "لا زال الوضع هشا وقابلا للانفجار ولا زال دافع الشباب للعمل ضد اسرائيل والإسرائيليين قويا، واعتقد اننا سنكون شهودا في المرحلة القادمة على انفجار الانتفاضة ضد السلطة الفلسطينية وإسرائيل بالتوازي". لقد تغير العداء الذي حمله الشباب ضد اسرائيل وأصبح ايضا موجها ضد السلطة الفلسطينية التي ينظرون إليها كعبء ثقيل يعيق ويمنع جهود التغيير ولا يفيدها بشيء ويتابع الشباب التحريض الجاري عبر مواقع التواصل ضد ابو مازن ويتأثرون به". حماس تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض ضد "أبو مازن" يوصف الشاب فادي السلاميين (33 عاما) وهو اكبر واشد منتقدي ابو مازن بنجم مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية حيث يبلغ عدد متابعي صفحته الشخصية 530 ألف متابع. يقيم السلامين حاليا في الولايات المتحدة الامريكية وتلقى تعليمه في الخارج وأمه تعود اصولها الى مدينة بئر السبع واب من منطقة الخليل، لكنه يحمل الهوية الاسرائيلية. ويشن السلامين من مكان اقامته الهجمات الشديدة والعنيفة ضد أبو مازن وأبنائه وضد كبار رجال السلطة بمختلف مسمياتهم، كذلك ضد حماس ولا يوجد تقريبا ناجين من انتقاداته باستثناء شخص واحد هو محمد دحلان وخصم أبو مازن اللدود، حيث يكثر السلامين من اقتباس مقالات كتبها مقربون من الدحلان مثل حسن عصفور، فيما تدعي الاجهزة الامنية الفلسطينية امتلاكها ادلة قاطعة تثبت علاقة السلامين مع محمد دحلان. وما السلامين إلى مجرد جزء من المشكلة التي تواجهها السلطة فيما يتعلق باستخدام الشباب لواقع فيسبوك وتويتر. لم تعد هذه الشبكات موجهة ضد اسرائيل فقط، فهي موجهة سياسيا من قبل حركة حماس أو من قبل معارضي أبو مازن وهي موجهة ايضا ضد أبو مازن والسلطة. وتعتبر الهجمات المضادة والحملات المضادة التي تشنها حركة فتح والسلطة عبر مواقع التواصل معركة خاسرة حتى قبل أن تنطلق وذلك بسبب حالة الاحباط الشديد والعداء الكبير الذي يحمله الشباب لابي مازن. تشكل هذه الحالة ايضا مشكلة لكل من يريد تفسير أو تحليل صورة الوضع على الساحة الفلسطينية لان موقع تويتر وفيسبوك توقفت منذ زمن عن كونها ساحة اتصال وإعلام جماهيري تعكس بالضرورة "رأي الجمهور" بصورة موثوقة لتقع تحت تأثير الحملات المنظمة والمخططة. واختتم آفي زخاروف تحليله بطرح السؤال الهام من وجهة نظره، اين تتجه السلطة الفلسطينية؟ .jpg?_mhk=ccd2210a02429ec37e2600194a92766c3bda20ddebe8c941c45d836464a7db4abe96203548c338baf631367861feccca' align='center' /> 384425#لا زالت "الأمور تجري في الضفة بشكل اعتيادي تقريبا فلا زال التنسيق الامني متواصلا بل بوتيرة اعلى وذلك استنادا لفهمنا لزيارة المسؤولين الفلسطينيين للمسجد الاقصى وتحافظ أجهزة الامن الفلسطينية ورغم كل التصريحات الصادرة عن قيادة منظمة التحرير على تعاونها الوثيق مع الجانب الاسرائيلي. وبالتوازي مع ذلك هناك حديث لا يتوقف عن وريث أبو مازن ونجح مروان البرغوثي في وضع نفسه في مكان المرشح الاوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المشكوك بامر اجرائها حتى لو عجز أبو مازن عن مواصلة اداء مهامه أو اعلن استقالته. نجح البرغوثي في طرح نفسه كصاحب خطة معينة ستؤدي إلى تغيير الوضع القائم حاليا وهي خطة سبق لموقع "واللا" أن نشرها قبل شهر. يتواصل التحريض ضد اسرائيل لكنه يترافق ايضا بتحريض ضد السلطة الفلسطينية، لكن العنف يتراجع ليبقى السؤال الصعب والاكثر اشكالية من بين جميع الاسئلة والقائل هل تبشرنا العملية التي وقعت في تل أبيب بتغيير اتجاه العمليات الفلسطينية؟ بعيدا عن عمليات الطعن والدهس وعودة الى نمط اطلاق النار والأحزمة الناسفة. |