|
د. ناصر الشاعر يحذّر فتح وحماس من استمرار الخلاف العنيف لأن الشعب سيبحث عن بدائل أخرى
نشر بتاريخ: 20/11/2007 ( آخر تحديث: 20/11/2007 الساعة: 10:30 )
نابلس- سلفيت- معا- أكد د. ناصر الدين الشاعر وزير التربية والتعليم السابق بأن المصالحة الفلسطينية لا يمكن أن تكون ضد أي طرف اقليمي أو دولي وأن هذه المصالحة تساهم في دعم المسار السياسي.
وطالب الشاعر الأطراف الفلسطينية المختلفة إلى عدم جعل لقاء انابولس مادة لزيادة الأزمة الفلسطينية، كما حذر فتح وحماس من استمرار الأزمة "لأن الشعب سيبحث عن بدائل أخرى إذا ما استمر الخلاف بهذا الشكل العنيف" حسب وصفه، وأكد بأن هناك جهات عديدة في فتح وحماس وغيرهم معنية بإنهاء الأزمة العالقة. وحول الموقف الدولي والاقليمي من الحوار الفلسطيني الداخلي، طالب الشاعر تلك الأطراف بان لا تنظر الى الحوار على انه موجه ضد احد او انه ضد الاستقرار في المنطقة والعالم، مؤكدا على ان العكس هو الصحيح، حيث لا فرصة للاستقرار والسلام في ظل حالة الانقسام الفلسطيني. وأكد الشاعر بأنه لا خيار أمام الفصيلين الكبيرين "فتح وحماس" سوى الحوار ولا شيء سوى الحوار محذرا من ان الشعب ربما يقرر كلمة اخرى في حال استمرار الأزمة ويبحث عن البدائل. وفيما يتعلق بلقاء نيابولس المرتقب قال الشاعر بأن الرهان على هذا اللقاء غير واقعي، وقال بان الجميع يعلم ان لقاء نيابولس لا يزيد عن كونه محطة لتحريك العملية السياسية والتفاوضية وليس الإتيان بأي اختراق حقيقي وملحوظ لحالة الجمود في العلاقات الفلسطينية (الإسرائيلية) باتجاه سلام عادل وشامل، حتى حسب القائمين عليه. واشار الى ان الذهاب الى لقاءات دولية لا يمكن ان تخدمه حالة الانقسام والتشرذم التي تعصف بالموقف الفلسطيني وتضعفه. واضاف بان الرهان على امكانية صمود الناس تحت الحصار في غزة الى ما لا نهاية ومن غير أفق للحل هو ايضا غير واقعي، مؤكدا بان الناس يمكن ان تصمد في صراعها مع الاحتلال لكن صبرها سيكون دون المستوى في ظل الخلافات الفلسطينية والتحريض المتبادل، فضلا عن ان الشعب الفلسطيني يرفض حالة الانقسام وتكوين ما وصفه "اقطاعية غزة واقطاعية الضفة" ولا مجال للحديث عن دولة في غزة وأخرى في الضفة، حسب تعبيره . وأوضح الشاعر بأن نبض الشارع الفلسطيني يريد "الحوار" ولا شيء سوى الحوار، والفصائل التي تقول بأنها تمثل هذا الشعب عليها أن تعرف ذلك جيدا وتكون المبادرة للحوار، واستذكر قول الله تعالى : " قدموا بين يدي نجواكم صدقة" مع فارق التشبيه، موضحا بأن الحوار له مقدمات واستحقاقات لا بد من دفعها لمن يريد الحوار الحقيقي. مضيفا: ربما لا يكون من الحكمة تعليق الحوار ريثما تتحقق كل الاستحقاقات وربما نستعيض عن ذلك باعلان الاستعداد الكامل لتقديم تلك الاستحقاقات ودفعها، معربا عن توقعاته بامكانية قبول مثل هذا البديل من جميع الاطراف كمقدمة للشروع في الحوار من خلال اللقاءات التي جمعته مع مسؤولين فلسطينيين من جميع الأطراف وان كان البعض لا يزال يصر على تحقيق الاشتراطات المسبقة للحوار . *هناك مواقف حادة في حماس وفتح وبالمقابل هناك مواقف توافقية * وحول سؤال بان اسماعيل هنية وغيره من قيادات حماس ربما يرغبون بانهاء الأزمة مع فتح والرئاسة لكن هناك شخصيات اخرى في حماس تبدد هذه الرغبة من خلال تصريحاتها المخالفة لاراء هنية، قال الشاعر بأنه في حالة الخصومة الفلسطينية الداخلية بين الاطراف الفلسطينية تتباين وجهات النظر داخل كل فصيل، موضحا بأنه أمر طبيعي ويحصل في كل الدنيا وفي كل الحركات والأحزاب حتى تلك التي تعمل في أجواء ديمقراطية منفتحة، وفتح وحماس ليستا فوق هذه القاعدة الطبيعية . ولم يخف الشاعر وجود مواقف وخطابات حادة في الطرفين . لكن بالمقابل هناك أصوات توفيقية ايضا لدى الطرفين، والمهم هو من هي الكلمة التي تسود في النهاية ويتم تبنيها. وقال بأنه من المعلوم انه في كل من فتح وحماس وكل الفصائل يوجد آليات لاتخاذ القرارات النهائية كما يؤكد ذلك المتحدثون الرسميون لتلك الفصائل، معربا عن تمنياته ان تكون الغلبة في النهاية للاصوات التوفيقية داخل تلك الفصائل حتى تلتقي مع بعضها وتتخذ القرارات الصائبة التي تعود بالفائدة على الشعب الفلسطيني وقضاياه المصيرية، موضحا بان الاولوية يجب ان تكون للوطن والقضية الفلسطينية ثم بعد ذلك مصالح هذا الفصيل أو ذاك، وبما لا يتعارض مع المصالح العليا للوطن حسب ما قال . وحول دوره في التوفيق بين الفصيلين الكبيرين "فتح وحماس" قال الشاعر بأنه ومنذ اليوم الأول لخروجه من سجون الاحتلال وهو يسعى لتقريب وجهات النظر وحل المشاكل الداخلية حتى يتم التفرغ للقضايا الأهم على مستوى الوطن والعالم، مشيرا الى أنه وبعد خروجه من السجن لمس عدة قضايا مهمة، ومنها تجاوب بدرجات متفاوتة لدى الطرفين ولدى بقية الفصائل والشخصيات الفلسطينية الاعتبارية، كما أنه لاحظ أن هناك محاولات عديدة ومن أطراف كثر داخل الوطن وخارجه من الفلسطينيين وسواهم يقومون بنفس المحاولات البناءة لإنهاء الأزمة الفلسطينية الداخلية بطرق متعددة . * نسبة الكراهية بين فتح وحماس عالية جدا!!؟؟ * وأشار في سياق حديثه " إلى أن من بين القضايا التي لاحظها وجود قواسم مشتركة في جوهر المبادرات التي تطرح لتسوية الأزمة كما لاحظ وجود تدخلات عديدة بالشأن الفلسطيني مما يؤثر سلبا حتى على الحوار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مضيفا بأن هناك حسابات داخلية لا يمكن إنكارها تتعلق بالموقف من الحوار لامكانية انعكاس هذا الموضوع على مواقف بعض الدول خاصة فيما يتعلق بالمساعدات والوضع الاقتصادي للسلطة الوطنية والتعاون او المقاطعة والحصار . وقال بأن هناك اسبابا ذاتية وردود أفعال تعيق الشروع بحوار حقيقي، موضحا أن من بين الأمور التي تصيبه بالرعب هو أن يلاحظ درجة كبيرة من الكراهية اصبحت بين فتح وحماس تنذر بخطر حقيقي على مستقبل السلم المجتمعي الفلسطيني خاصة في ظل الضخ الإعلامي التحريضي من الطرفين والذي يشعر أي مراقب بأننا ذاهبون إلى حرب أهلية وليس إلى مصالحة وطنية . وأكد بأن مثل هذه الأسباب وغيرها فانها تعتبر عناصر معيقة لحوار حقيقي لكنها تدق ناقوس خطر في رؤوس العقلاء للتسريع بحوار حقيقي وجاد لحماية المجتمع والقضية خاصة اذا أردنا ان نضيف إلى حالة التأزيم ملفات انتهاك حقوق الإنسان من حين الى اخر في الوطن . وأشار إلى أن العديد من الاتصالات وأشكال التواصل الشخصي وسواه قد تمت في محاولة صادقة لجسر الهوة بهدف الشروع بحوار حقيقي، موضحا بأن وسائل الإعلام تتبعت بعض هذه النشاطات التي لم تفلح للأسف حتى الآن في الشروع بحوار معمق ومباشر وشامل ومجدول زمنيا . *أن يلتقي الناس على نصف الحق خير من أن يتقاتلوا فيضيع الحق كله * وعند سؤال الشاعر : "هل تشعر بأنك محل ثقة لدى حماس وفتح والرئاسة؟" قال بأنه في عالم السياسة لا يحسن الحديث عن الثقة أو عدمها، لكن، وحين يكون الحديث عن الهمّ الوطني وعن أشخاص يريدون جسر الهوة وتقريب وجهات النظر بين ابناء الوطن الواحد، فإن الثقة تعتبر شيئا بالغ الأهمية وشرطا رئيسيا لنجاح أي شخص يقوم بمثل هذه المساعي الحميدة، على أن يكون ثقة لدى الأطراف المتخاصمة جميعها، وان لا يتحدث من منطلقات حزبية ولا شخصية ولا فئوية ضيقة انما من منطلقات عامة يجري فيها تقديم الصالح العام على ما سواه، ويجري فيها البحث عن القواسم المشتركة حتى لو كانت على أنصاف الحلول، وقال: "أن يلتقي الناس على نصف الحق خير من أن يتقاتلوا فيضيع الحق كله" موضحا بأننا نتحدث هنا عن ضياع وطن وقضية وبالتالي لا يمكن لمن يعمل في مجال تقريب وجهات النظر أن يحقق رغبات الجميع والا كان بوجهين وفي أول محك أو اختبار فسينهار ويفشل، موضحا بأنه ومن اجل ذلك يتحدث دائما بشكل واضح وعلني وصريح، وانه يمتدح ما يراه ويسمعه من ممارسات وتصريحات بناءة وتوفيقية ويصرخ بأعلى صوته رافضا لكل ما هو هدام ويزيد في الخصومة . وقال بأنه كان قد شارك مؤخرا في مسيرة جماهيرية بمدينة نابلس تدعو الى ضبط الأمن، جنبا الى جنب مع محافظ نابلس الدكتور جمال المحيسن، واوضح بأنه في حينه أكد للجميع بأن لديه شروطا لنجاح الحملة الأمنية، منها ان لا تتوقف الحملة في منتصف الطريق وان تكون في الصالح العام وان يتم تطبيق القانون على الجميع وان يكون هناك قضاء يفصل في الامور. وقال بأنه احتج على الاعتقالات السياسية التي حصلت في الضفة مطالبا بالافراج عنهم كما احتج على مجرد احتجاز القياديين زكريا الاغا وابو النجا وغيرهما في غزة وطالب بالافراج الفوري عنهم ليس من وراء الكواليس وانما بشكل علني وصريح وعبر الفضائيات حتى تم الافراج عنهم في نفس اليوم، مضيفا بانه تدخل بمواضيع اخرى مماثلة كثيرة مستفيدا من حالة الثقة التي يحظى بها لدى الجميع . كما اكد بأنه كان قد اعلن رفضه وادانته لكل قطرة دم سالت على ايدي فلسطينية وانه طالب بتشكيل لجنة تحقيق قوية على خلفية الاحداث المؤسفة التي وقعت في اعقاب الاحتفال بذكرى الرئيس الشهيد الرمز ابو عمار في غزة، واضاف بأنه وحين سمع بان قوات الامن الفلسطيني في نابلس حاصرت سكنا للطالبات توجه فورا هناك ليمنع أي تازم أو مضاعفات يمكن ان تحصل نتيجة ذلك، مشيرا الى انه كان قد تحدث مع الرئيس ابو مازن وقادة الاجهزة الامنية حول موضوع التعامل مع النساء وخاصة الطالبات بل والطلاب ولاتاحة المجال لحرية التعبير في اطار القانون واحترام الاخر مع ضرورة التأكيد على حقوق الانسان وعدم التعدي على هذه الحقوق سواء في الضفة أو القطاع، حسب ما قال . * لا يجب إقحام الفتوى في قضايا من جنس المتغير السياسي * وفي معرض تعقيبه على ما نسب الى رئيس رابطة علماء فلسطين في غزة الشيخ مروان ابو راس، "والذي طالب بإصدار فتوى تكفر وتخرج من الملة كل من يعترف (بإسرائيل) وبحقها بالوجود او يستحل ذلك"، استبعد الشاعر في حديثه صدور مثل هذه الفتوى عن الشيخ ابو راس او عن الرابطة راجيا ان يكون ثمة سوء فهم او خطا في النقل، مؤكدا على أن الشأن السياسي أمر بشري وإنساني يخضع لتقدير الموقف وموازين القوى والمصالح وتغير الأحوال والظروف والمعطيات وليس من جنس المطلق الديني، داعيا إلى عدم إقحام الدين والفتوى في قضايا من جنس المتغير السياسي حتى لا نمس بهيبة الدين والفتوى خاصة وأن ما يرفضه الناس اليوم قد يقبلوه غدا إذا تبدلت الظروف، كما حصل في موضوع الانتخابات التي رفضها فريق سابقا لمعطيات ظرفية ثم قبلها لاحقا لمعطيات ظرفية أخرى. اجرى اللقاء شبكة اخباريات - رومل السويطي |