|
الهندي يدعو إلى تجاوز الانقسام والاتفاق على استراتيجية وطنية
نشر بتاريخ: 23/06/2016 ( آخر تحديث: 23/06/2016 الساعة: 12:12 )
غزة- معا- أكد د. محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، على ضرورة الاتفاق فلسطينياً على استيراتيجية وطنية جامعة تستجيب للمخاطر والتغيرات السريعة للتصدي للمخططات الإسرائيلية، وضرورة تحقيق المصالحة الداخلية وتجاوز الانقسام الذي يتجذر مع الوقت.
جاء ذلك خلال لقاء حواري نظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسيات والدراسات الاستيراتيجية "مسارات"، في مقر المركز بمدينة غزة، بالتزامن مع لقاء في رام الله، بعنوان "ما العمل"، أداره مدير المركز أ. صلاح عبد العاطي، وحضره شخصيات سياسية ووطنية. ودعا الهندي الى بناء استراتجية وطنية بعيداً عن أي حسابات ومصالح حزبية أو فئوية، وهذا يتطلب انجاز المصالحة الوطنية دون أي اعتبار للضغوط الخارجية. وقال:" إذا تحدثنا عن السياسيات المشتقة من هذه الاستيراتيجيات المأمولة نجد في مقدمتها، عدم العودة للمفاوضات المباشرة، وعدم التوقيع على أي اتفاق نهائي مهما كانت الضغوط والتداعيات". ولفت إلى أن المفاوضات تعكس موازين القوى على الأرض، والسلطة الفلسطينية اليوم تفقد كل أوراق القوة تقريباً إضافة إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية التي باسمها يجري التفاوض هي مفككة أكثر من أي وقت مضى وفصائلها في معظمها لا تعكس قوة حقيقية على الأرض إلى جانب أن حركة فتح تعصف بها مشاكل داخلية، وتتعرض لضغوط عربية متعددة تحت مبرر تحقيق مصالحة داخلية أو ترتيبات لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس مقدمةً لجهدٍ عربي لتحقيق السلام مع إسرائيل. وشدد الهندي على أن المصالحة بين فتح وحماس متعثرة لأن مفهوم السلطة في رام الله للمصالحة هو استعادة غزة للشرعية لتقوية فرص التفاوض مع "اسرائيل" وليس بناء شراكة فلسطينية، لذلك تُصر على أن برنامج أي حكومة توافقية هو برنامج الرئيس أي أنها ترغب في وضع الجميع ضمن إطار سلطة تعمل في خدمة وهم التفاوض والتنسيق الأمني فضلاً عن أن الاعتقاد بأن اتفاق السلطة مع إسرائيل مدخل لإسرائيل لجنى ثمار التطبيع مع الدول العربية تغيّر الآن وأمام إسرائيل فرصة لفتح علاقات مع العرب والقيام بدورٍ مهم في السياسة الاقليمية بدون التوصل لاتفاق السلطة. ودعا الهندي الى دعم وتفعيل الانتفاضة لتصبح شعبية بامتياز، وأن التمسك بها يمثل طرف الخيط في نظم مفردات القوة لدى الشعب الفلسطيني، فإسرائيل التي عملت على إدارة الصراع بتكلفة زهيدة وجدت نفسها تدفع الثمن من أمنها ومكانتها أمام انتفاضة تختلف عن سابقاتها ولا يمكن أن توقع مكان وزمان فعاليات أفرادها الذين يقررون بشكل منفرد خطواتهم مؤكداً أن المسؤولية الأهم في هذا الجانب تقع على السلطة وحركة فتح التي يمكن أن تستعيد دورها وحيوتها إذا تبنت الانتفاضة، وأول خطوة وقف التآمر على الانتفاضة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال معها كانت النتائج والتداعيات. وشدد على ضرورة انجاز المصالحة الفلسطينية الداخلية وأن الأساس هنا هو تحديد هدف المصالحة ببناء استراتيجية وطنية لإدارة الصراع في المرحلة القادمة، وليس الهدف الانتخابات أو الحكومة أو المحاصصة. إلخ، وهذا يستدعي شراكة حقيقية والاعتراف بالوقائع الموجودة على الأرض اليوم ولا نبقى أسرى أوضاع ومعادلات قديمة. ودعا إلى ضرورة إعطاء أهمية أثناء ترتيب أوضاعنا للحرب الناعمة للمس بمكانة إسرائيل الدولية وروايتها حول دور الضحية والتي عممتها على العالم، وفضح جرائم إسرائيل، والدعوة إلى مقاطعتها. لافتاً إلى أن الشبكة العنكبوتية تغلبت على كل وسائل الإعلام الأخرى، وعلى منابر الدعاية، وأثبتت قدرتها على تحريك الأشخاص وتكوين مجموعات وتكتلات فاعلة في كل المجالات، وتشكيل الرأي العام في المنطقة والعالم. |