|
عزام الأحمد والسير بعكس الإتجاه
نشر بتاريخ: 27/06/2016 ( آخر تحديث: 27/06/2016 الساعة: 11:25 )
الكاتب: ياسر المصري
يعمل عزام الأحمد حاملا لملف يلفه الكثير من التأثيرات والمؤثرات، ملف يسوده القرار المضاد وحمله يعني السير بعكس التيار ، فحتما أية شخصية تحمل و تتحمل مسؤولية هكذا ملف ستكون عرضة لأن تتناولها مزاودة وغيلاء أطراف، من الجهلاء والعملاء بنفس الوقت واللحظة ، والمقصود عملاء في هكذا موقف اولئك الأشخاص والجهات اللتي تريد أن تبقي على الإنقسام واللذي يتم تقاسم المصالح الصغيرة فيه مع مصالح الإحتلال العليا من حيث الإبقاء على هذه الجريمة (الإنقسام).
سنوات طوال وعزام الأحمد أكثر دراية منا بالحقيقة ، واللتي يفصح أحيانا عن جزء منها في اوقات ويستر ويتستر على جزء منها في اوقات أخرى ، وما ستره ويستره إلى حملا عنا ولنا حتى يبقى الأمل حليف الحالمين بالوطن دولة وسيادة ، وحتى تبقى جمالية الخير سيدة الرؤية المؤمنة بأن مشروع الإستقلال والحرية وإن تأخر أو تعثر فحتما إلى إنجاز كما يليق بتضحيات شعبنا وأحلامه ، قد يحتمل هذا الرجل عنا المزاودات الداخلية والخارجية من الجهلاء والعلقلاء ، من العامدين القاصدين أو التائهين الغوغاء. ملف المصالحة الداخلية(بين فتح وحماس) هو من أخطر الملفات اللتي تواجهها وتتحمل المسؤولية إتجهاها حركة فتح ، وبه من التحديات الشديدة من حيث : 1- الإبقاء على الإنقسام مصلحة إسرائيلية. 2- إصرار حماس الإبقاء على الإنقسام وحلم الإمارة . 3- تقاطع أجندة ومصالح بعض قوى الإقليم مع الإبقاء على الإنقسام. 4- يوما بعد يوم يترك الإنقسام أثره على الشعب والقضية من حيث إتساع رقعة الظلم وتآكل الإجماع الشعبي إتجاه الفصائل النضالية الفلسطينية ككل. في هذه الظروف تسعى فتح من خلال عزام الأحمد ، عزام الشخصية والرؤية والتجربة ، في موقف تاريخي مليء بكم هائل من حقول الألغام والمكائد والمصائد والمصالح المتعارضة والمتبدلة ، لأن يصنع وسط هذه التحديات فرصة أو أن يثقب في جدار التيه ثقب يشع منه نور حقيقة مطلبية ، تنهي مآساة وطنية وأخلاقية بإنهاء الإنقسام والتغلب على كل ما يعتري هذه الجريمة من تكلس للمصالح وقرارات القوى المعاكسة والمتعارضة مع مصالحنا الوطنية العليا وأحلامنا. لم يأت عزام الأحمد ليتبوء عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح من قارعات الصدف او الحظ ، لقد تقدم صفوف جيله ورفاقه ممتطيا عزيمة الإصرار على إنجاز الواجب ، وهو من معالم مدرسة وطنية شكلت حالة الظاهرة المعاصرة ، ظاهرة ياسر عرفات القامة والرمز ، بكل ما إمتازت به هذه المدرسة من جرأة ودهاء وحرص وطني وشعور عالي بالمسؤولية ، إضافة لإمتيازها بالسهولة والمرونة الصعبة ، فهي مرنة فضفاضة بما لا يتعارض مع قواعدها وأسسها الوطنية الراسخة وجدانيا وقيميا ، صعبة قاسية فيما يمس وطنيتها وحلمها بالحرية والإستقلال. لن نخاف على عزام في بحر الآثام الذي يخوض ولن نخاف عليه في مغارة الإنكار وهو يفعل، ولن نطلب من أحد أن يدرك حجم طموحاتنا وأحلامنا فهي من سيخط لنا الدرب لصناعة ما يليق بنا من مستقبل تستهدفه أنياب الأعداء والصغار والتائهين العابثين ، ولن نخضع لآلات التشويه والتضليل إلى كي الوعي وتشظيه ، ما زالت قلوبنا حبلى بالحلم ، وعيوننا شاخصة للحرية والإستقلال وليس إلا الإستقلال الكامل والناضج. من يسعوا إلى تغيير الواقع هم مختلفون ومخالفون لكل قواعد التقليد والإنصياع لقواعد التسليم ، قولا أخيرا بشخصية عزام تبقى فتح مزركشة بكل فسيفساء مجتمعي وقيمي وقيادي يليق بأحلامنا كجيل ومستقبل. |