نشر بتاريخ: 28/06/2016 ( آخر تحديث: 28/06/2016 الساعة: 15:10 )
نابلس -معا - تبنّت جامعة النجاح الوطنية ومنذ أعوام محور البحث العلمي الذي بات أحد أهم المحاور التي ترتكز عليها الجامعة ضمن خطتها الإستراتيجية، وتميّزت الجامعة على مدار الأعوام الماضية في هذا المجال ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العربي والعالمي.
وفي سعيها لأن تكون السبّاقة والرائدة في مجال البحث العلمي، تمنح جامعة النجاح الوطنية في كل عام وعلى مستوى الوطن العربي جائزة النجاح لأبحاث العلوم الطبيعية وجائزة النجاح لأبحاث العلوم الإنسانية بمشاركة العديد من الباحثين من مختلف أقطار الوطن العربي.
الفائز بالجائزة..
وفي هذا العام حقّق البحث الذي قدّمه الدكتور أكرم طه خروبي، عضو هيئة التدريس في جامعة القدس (أبوديس)، وفريقه، وكذلك البحث الذي قدّمه الأستاذ الدكتور حكمت هلال، عضو هيئة التدريس في قسم الكيمياء في جامعة النجاح، وفريقه، الجائزة مناصفةً بعد الإحتكام لشروط الجائزة.
وتكوّن فريق الدكتور أكرم طه خروبي من الأستاذ الدكتور هشام درويش والسيد أحمد أبو حلاوة والدكتورة أمية خماش.
في حين تكوّن فريق الأستاذ الدكتور حكمت هلال من الدكتور عاهد زيود والباحثة رنا كرم والباحثة رولا كرم والباحثة دعاء عبد الهادي والدكتور دي هون بارك والباحث محمد هلال والدكتور غاي كامبت والباحثة رهام مظفر والدكتور هانسانج كون.
آلية إختيار الفائز بالجائزة..
بعد دراسة الأبحاث المقدّمة وعددها 29 بحثاً في مجال العلوم الطبيعية من قبل لجنة التحكيم المختصّة، وبحسب الأنظمة والتعليمات الخاصّة بتقييم الأبحاث فقد أعطت اللجنة علامة من 1000 لكل بحث متقدم، حيث حصل البحثان المذكوران على أفضل ترتيب، علماً أن فارق النقاط بين البحثين كان أقل من 5%، وبحسب تعليمات الجائزة "إذا تعادلت النقاط التي تقدرها اللجنة البحثية لبحثين أو أكثر، أو تقاربت في ما لا يتجاوز 5% من مجموع الدرجات، فإن الجائزة تقسّم بالتساوي بين أعلى مرشحين اثنين فقط، وبناءً على ذلك أوصت اللجنة بفوز البحثين المذكورين.
المعايير المستخدمة في تقييم الأبحاث..
تعتمد جائزة النجاح للأبحاث على عدد من المعايير الدولية المستخدمة في تقييم الأبحاث من أهمها: الأصالة والجدّة، وشكل البحث (بحث كامل في مجلة دورية أو كتاب بحثي)، مكان إجراء البحث (علماً أنه يشترط أن يكون مكان إجراء البحث في جامعة عربية)، النفع المباشر للمجتمع، الإسهام في تقدّم المعرفة الإنسانية، مكان النشر ومعامل التأثير، مدى مساهمة الباحث (الباحثين).
نبذة عن بحث الدكتور خروبي وفريقه..
تم إجراء البحث في فلسطين وهو الأول في مجاله حيث يعتمد على استخدام طريقة جديدة لتشخيص مرض السكري غير الطريقة التقليدية والتي تعتمد على قياس نسبة السكر في الدم، وتستخدم هذه الطريقة السكر التراكمي (HbA1c) وهي الطريقة التي تنصح بها المؤسسات المتخصصة في مرض السكري منذ حوالي خمس سنوات، ونظراً لتأثير الأجناس (العرق) على القيمة التي يتم اعتمادها في التشخيص فإنه من الواجب على كل منطقة أن تحدد هذه النسبة، وقد كانت نتيجة هذا البحث تحديد النسبة للفلسطينين 6.3%≤ التي على أساسها يتم تشخيص مرض السكري ويمكن إستخدام القيمة العالمية وهي 6.5% ≤، حيث أن هذه النسبة وإن أدت إلى تقليل نسبة المصابين بالسكري إلا أن أي شخص نسبته ما بين 6.4%-5.7 سوف يتم متابعته لأنه ضمن المعرضين للإصابة، وقد تم هذا البحث بالتعاون مع وكالة الغوث للاجئين ومستشفى المطلع.
نبذة عن بحث الأستاذ الدكتور هلال وفريقه..
تم إجراء البحث في مختبر الأستاذ الدكتور حكمت هلال في جامعة النجاح الوطنية.
ويتناول البحث الذي قدّمه الأستاذ الدكتور حكمت هلال وفريقه (وضع تقنية جديدة آمنة بتكلفة منخفضة لتحسين ثباتية الأفلام النانوية لأشباه الموصلات).
حيث تم سابقاً وما يزال تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء بواسطة أشباه الموصلات من نوع فوتوفولتايكس (PV)، ولكن لهذه الأنواع سيئات بيئية واقتصادية، فبدأ التفكير عالمياً باستخدام أفلام نانوية الدقة من شبه الموصل في تحويلات الطاقة الشمسية بطريقة التحويل الفوتوكهروكيميائي (PEC)، ولكن واجهها مشاكل وصعوبات من حيث ثباتية الفيلم ومن حيث ضعف نسبة التحويل حيث بلغت عادةً دون 1%، وبعد ذلك بدأت جهود العديد من الباحثين لرفع نسبة التحويل إلى ما يعادل 8%.
وتتناول التقنية التي يقدمها البحث الجديد طلاء الفيلم النانوي لشبه الموصل من نوع (CuS)، بفيلم رقيق من البوليمر (منخفض السعر) يحوي مواد البورفرينات الفلزية، وبناءً على ذلك تم رفع كفاءة التحويل إلى ما يزيد عن 17% وذلك لأول مرّة على المستوى العالمي.
ويأتي هذا الإنتاج كثمرة عمل طويل تم متابعته على مدى أكثر من 15 عاماً.
ويوضح الأستاذ الدكتور ناجي القطناني، عميد البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية، أن الهدف من هذه الجائزة هو تقدير وتشجيع للباحث العربي فهي غير مقتصرة على الجامعات الفلسطينية وإنما تشمل الجامعات العربية، كما يؤكد الأستاذ الدكتور القطناني إلى أن مثل هذه الجوائز من شأنها أن تعزز مكانة جامعة النجاح الوطنية على مستوى الوطن العربي، كما أنها تأتي ضمن استراتيجية جامعة النجاح التي تولي إهتماماً كبيراً للبحث العلمي وتشجع الباحثين من داخل الجامعة وخارجها.
ويشير الأستاذ الدكتور قطناني إلى أن هذه الجائزة تساهم بالإرتقاء ببرامج الدراسات العليا في الجامعة، ولاسيما أنه كان من ضمن الباحثين المشاركين والفائزين بالجائزة عدد كبير من طلبة الدراسات العليا، موضّحاً أن هذه الأبحاث قدّمت شيئاً للمعرفة الإنسانية وساهمت في بناء المجتمع.
كما يقدّم الأستاذ الدكتور قطناني شكره لإدارة جامعة النجاح على دعمها المتواصل للبحث العلمي وإهتمامها الكبير في دعم البحث والباحثين من داخل الجامعة وخارجها سواءً على المستوى المعنوي أو المادي من خلال تقديم العديد من الجوائز في مجال البحث العلمي.
كما هنأ أ.د. ماهرالنتشة، القائم باعمال رئيس الجامعة الفائزين بجائزة النجاح للابحاث وقال إن جامعة النجاح الوطنية، وانطلاقا من دورها الريادي وموقعها البحثي المتميز فلسطينيا وعربيا وحرصها على تأصيل ثقافة الجودة والنوعية، دأبت على منح جائزة النجاح للابحاث في كل عام للانتاج العلمي المميز، حيث أصبحت هذه الجائزة حدثا علميا سنويا هاما للجامعة ولعمادة البحث العلمي وللوسط الأكاديمي في كافة الجامعات العربية، وتظاهرة علمية راقية لها مكانتها بين الباحثين، تشجيعا للبحث العلمي الذي توليه الجامعة اهمية بالغة.