وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

معضلة توفر ألمياه وجمود مفاوضات الحل النهائي!

نشر بتاريخ: 03/07/2016 ( آخر تحديث: 03/07/2016 الساعة: 12:44 )
معضلة توفر ألمياه وجمود مفاوضات الحل النهائي!
الكاتب: عقل أبو قرع
تعاني مناطق فلسطينية مختلفة هذه الايام الحارة من فصل الصيف، من أزمة توفر ألمياة، ويظهر هذا جليا في الجنوب، اي في منطقة بيت لحم والخليل، او في بعض قرى محافظة رام اللة، وكذلك في بعض مناطق الشمال، وفي نفس الوقت تنقطع المياة أو ينقطع وصول ألمياة الى مناطق فلسطينية عديدة لعدة أيام في ألاسبوع وربما أكثر، وتتكرر هذه العملية أو الوضع عاما بعد عام، في ظل غياب أفق واضح لايجاد حلول مستدامة لأزمة توفر المياة بألكمية اللازمة للاستهلاك البشري على ألاقل.

ونحن نعرف أن موضوع المياة هو من ضمن القضايا التي تم ترحيلها الى مفاوضات الحل النهائي بين ألجانين ألفلسطيني وألاسرائيلي، ولكن وفي ظل جمود او تجمد هذه المفاوضات، تجمد موضوع ايجاد حل مستدام لازمة المياة، ألمياة التي نحتاجها لاحتياجات كثيرة، ومع استمرار السيطرة الاسرائيلية على غالبية مصادر المياة، وبالاخص مصادر المياة الجوفية في بلادنا، ومع ايماننا انة لا يمكن الحياة بدون مياة، فأن التنمية وبالاخص التنمية المستدامة، اي التنمية الثابتة او الراسخة، لا تتم بدون توفر كمية مناسبة من المياة الصالحة، سواء للزراعة أو للصناعة أو للسياحة أو للعمران وما الى ذلك، وهذا يثبت انة علينا ان لا نغفل أو نتغافل أو تنناسى موضوع المياة، وبالاخص الحقوق الاساسية في مصادر المياة، وبالتحديد في مصادر المياة الجوفية المتجددة، لانة وبدون ذلك، وان قامت دولة فلسطينية يوما ما، فأنها لن تترسخ ولن تنمو ولن تستمر بدون توفر المياة بالكمية والنوعية اللازمتان؟

ومع حلول موسم الصيف، نبدأ نشعر بشحة المياة، سواء للشرب او للاستخدامات المنزلية الاخرى، او حتى لاستخدامات الزراعة والصناعة وامور اخرى، لها علاقة بالحياة وبنشاطات البشر ألمختلفة، ومع تواصل شحة المياة في بلادنا، سواء من حيث الكمية أو ربما من حيث الجودة، فأنة يستمر في نفس الوقت ترسيخ واقع، وتغيير حقائق على الارض فيما يتعلق بالمياة وما ينتج عن استعمالاتها، وفي نفس الوقت، فأننا نعرف ان التنمية المستدامة في بلادنا، تحتاج الى المياة الصالحة، اي المياة غير الملوثة وغير المالحة، وبالاخص في مناطق الزراعة المكثفة في بلادنا، مثل منطقة الاغوار او في قطاع غزة، وهذا سوف يأتي في معظمة من المياة الجوفية العذبة، وربما مشكلة زراعة الموز في منطقة الاغوار، مثال واقعي على النقص الحاد في انتاج الموز، وبالاخص في منطقة
العوجا، التي كانت تنتج الالاف من اطنان الموز سنويا، ولكن الان وبسبب شحة المياة واستنزافها، وبالتالي ملوحة التربة، اصبح انتاج الموز، في هذه المنطقة
معدوما، واصبح هناك حاجة الى استيراد الموز، من اجل تغطية الاحتياجات المحلية، ومعروف ان القطاع الزراعي الانتاجي، هو اساسي لتحقيق تنمية مستدامة في بلادنا؟

واذا كنا في الضفة أو في بعض مناطقها نعاني من الشحة في المياة، ومن انقطاع في بعض الاحيان، بالاخص في فترات الصيف، فأن الوضع المائي في قطاع غزة هو وضع شبة كارثي ، في ظل تقارير محلية ودولية تشير الى ان حوالي 95% من مياة غزة غير صالحة للاستهلاك البشري، فمصادر المياة في قطاع غزة هي جوفية، ونوعية التربة هناك اشبة بالتربة الرملية، اي التي من الممكن ان يتسرب من خلالها العديد من المواد او الملوثات ومن ثم تصل الى المياة الجوفية ، سواء مواد من المياة العادمة العشوائية في غزة، او من الانشطة الزراعية كمتحللات الاسمدة والمبيدات، او من فضلات المصانع، وهذا بالاضافة الى الاستخدام العادي الزائد عن الحد من المياة الجوفية، وكذلك وصول مياة البحر المالحة اليها، وبالتالي زيادة نسبة الملوحة والتي تقاس عادة بتراكيز الاملاح فيها، عن الحد المسموح بة عالميا.