وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مزارعون لونوا غزة بالأزهار "يا ورد مين يشتريك".. الزهور والتوت الأرضي ضحيتان جديدتان للحصار

نشر بتاريخ: 22/11/2007 ( آخر تحديث: 22/11/2007 الساعة: 13:35 )
غزة- معا- مفاجأة الحصار "أغنام تتغذى على الزهور" حيث يعد قطاع غزة مصدِراً أوليا لها من الأراضي الفلسطينية إلى أوروبا وبالأخص إلى هولندا وبفعل الحصار غدت ورود غزة وتوتها غذاء شهياً للمواشي والأغنام.

مئات المزارعين سكبوا اليوم الخميس خسارتهم امام مقر الأمم المتحدة بغزة فحولوا الشارع الأمامي للأونسكو إلى شارع "فراولي أحمر" تناثرت عليه الأزهار في صورة جميلة للمشاهدين والمارة ومحزنة للمزارع بعد عام كامل من الزرع والحصاد والتعب راح ضحيته المزارع تبعته ازهاره وتوته الجميل.

حصار فاق طاقة المزارعين الذين احتجوا على خسران محاصيلهم الزراعية بعد عام كامل من التعب والزراعة والحصاد، المزارع خميس غبن "40" عاماً بدا منهكاً قال لـ "معا": "الخسائر فادحة للغاية وتفوق ملايين الدولارات" حيث يضرب مثلاً على محصول البطاطا فيقول ان اقل مزراع خسر ما يعادل مائة ألف دينار أردني، عدا عن ان هناك منتجات شبه كاملة تعرضت لخسائر فادحة لحقت بالمزارع ثم التجار، مبشراً بموسم زراعي قادم قحط نتيجة الحصار المضروب على قطاع غزة حيث يقول "ان البذور والمبيدات الزراعية ممنوعة من الدخول وسيجد المستهلك الفلسطيني نفسه غير قادر على شراء مستلزمات البيت من الخضروات التي يبرع القطاع في زراعتها".

اليوم الخميس وبعد ان أكلت الأغنام حصتها من زهور قطاع غزة سكب المزارعون ما تبقى منها أمام مقر الأمم المتحدة في رسالة جماعية عن خسارة الموسم الزراعي بسبب الصمت الدولي على حصار غزة.

رئيس الجمعية الزراعية التعاونية للتوت الأرضي في بيت لاهيا احمد الشافعي قال ان هناك اكثر من 2700 دونم من التوت الارضي و600 مزارع يعملون في هذا المجال حيث تبلغ تكاليف زراعة التوت الأرضي 8 مليون دولار جميعها باءت لخسارة كاملة، وبفعل هذا الحصار المفروض على القطاع فإن المزارعين على حد قوله غير مستعدين للمجازفة بخسارة مماثلة للموسم الزراعي القادم.

اما الزهور والتي أقدم مزارعوها ذوو الأيدي الناعمة على تغذية مواشيهم بها فقالوا لـ "معا": "لم يعد هناك سبيل آخر فالأفضل ان تتغذى المشاة عليها بدلا من تركها امام عيوننا".

ومن المفترض ان يصدر قطاع غزة سنوياً 60 مليون زهرة تزرع على مساحة 4 آلاف دونم زراعي وتعود بدخل يعادل 9 مليون دولار، وقبل ان يصدر قرارا اسرائيليا امس بفتح المعابر للبدء بتصدير التوت الأرضي والزهور كانت الأغنام قد قضت على بعض المحصول من الزهور الذي بدأ بالتلف جراء الاغلاق المتواصل لمعابر القطاع.

خطر يتهدد الأمن الغذائي

آلاف المزارعين تركوا مهنتهم الوحيدة فلا مستلزمات زراعية ولا شبكات ري ولا بذور ولا أشتال ولا نايلون كلها شبكة انتاج تكاملية تقوم بعملية إنجاح الموسم الزراعي وبدونها لن ينجح هذا الموسم، فيلزم السماد وبعض المبيدات الكيماويات والحمامات البلاستيكية والنايلون وادوات التغليف والتعبئة وهي التي يقع على عاتقها أنجاح الموسم الزراعي القادم إن تم فتح المعابر وسمح بتصدير المنتوج الزراعي، وبالنهاية فإن الخطر لا يتهدد فقط المزارعين بل يهدد الأمن الغذائي الفلسطيني بشكل مباشر في حال لم ينجح الموسم الزراعي.

هذا ما قاله المدير التنفيذي لاتحاد لجان العمل الزراعي محمد البكري والذي قال عن المزارعين" الحصار يفوق قدرتهم" وأكد على ان الاعتصام الذي يقوده هؤلاء المزارعون يأتي في إطار حملة احتجاجية على إغلاق المعابر والحصار المفروض على قطاع غزة.