|
"مساءلة" تعد ملفاً قضائياً لمحاكمة جندي أعدم طفلا برام الله
نشر بتاريخ: 13/07/2016 ( آخر تحديث: 13/07/2016 الساعة: 21:50 )
رام الله - معا - أعلنت مؤسسة مساءلة العنف ضد الأطفال، اليوم الأربعاء، أنها أعدت ملف دعوى قضائية ضد جندي الاحتلال الذي أطلق النار على الفتى محمود محمد شعلان دون مبرر، ما أدى إلى استشهاده على حاجز المحكمة "بيت إيل" بتاريخ 26 شباط من العام الجاري.
وقال محامي المؤسسة نادر الجيوسي إن الفتى شعلان من مواليد ولاية فلوريدا الأمريكية، بتاريخ الميلاد: 24-9-1999، يبلغ من العمر (16) عاماً، ويحمل الجنسية الأميركية. وأوضح الجيوسي خلال مؤتمر صحفي عقدته مؤسسة مساءلة العنف ضد الأطفال، اليوم الأربعاء، بمركز وطن للإعلام، أن الطفل محمود شعلان، كان يتنقل مع عائلته بين أمريكا وبلدة دير دبوان شرق رام الله، ثم انتقل مع والدته ليستقر في دير دبوان، كي يتعلم اللغة العربية، ومن ثم يكمل دراستة العليا بأمريكا، حيث كان يرغب بإتمام دراستة في أمريكا، ودراسة الطب، وكان من المتفوقين والأوائل في مدرسته، فعاش مع والدته وأخواتة الثلاثة، بينما شقيقه الأكبر، يدرس الهندسة الميكانيكية في أمريكا. وقال الجيوسي إنه "لحظة وقوع الحدث، سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى وصف الطفل الضحية بالإرهابي، لكن التحقيقات التي أجرتها المؤسسة أثبتت أنه تم قتله دون أن يشكل خطراً على الجنود. واستعرض الجيوسي ملخص الحدث قائلاً "يوم الجمعة 26-2-2016 قرر الفتى شعلان الذهاب إلى بيت عمته الكائن في مدينة البيرة، حيث اعتاد زيارتها كل يوم جمعة، حسب إفادة عمته، ويقع بيت عمته (في الجهة الغربية عن حاجز بيت إيل، ويبعد نحو 3 دقائق بالسيارة) وكان يفضل الذهاب سيراً على الأقدام، لكونه يتعالج لمرض الروماتزم، إستقل سيارة أجرة، ووصل إلى أقرب نقطة من الحاجز في قرية بيتين المجاورة، تقدم الفتى مشياً على الأقدام من مدخل بيتين إلى الحاجز بمسافة تقدر بـ400 متر تقريباً، ولم يكن يحمل شيئاً حسب إفادة شهود العيان في المكان". وأضاف الجيوسي: كانت الحركة اعتيادية، والطريق سالكة بكلا المسلكين على الحاجز، مع التدقيق ببطاقات من يُسمح لهم بالعبور على مسلك المغادرين لمدينة رام الله والمتجهين إلى قرية بيتين، أما مسلك القادمين إلى رام الله، فكان مفتوحاً، مع وجود بعض الجنود للتدقيق، إضافة إلى تحصينات من الباطون وكابينة محصنة يوجد بها 3 جنود، أحدهم يدقق بالبطاقات، والآخر يتولى الحراسة، مشهراً سلاحه باستمرار، فيما الجندي الثالث يغطي الجنديان من الخلف ويراقب المسلك المتجه نحو مدينة رام الله، ولا يوجد أي تعليمات على الحاجز بمنع المشاة من العبور أو الخروج، بل إن بعض سكان المنطقة أفادوا بأنهم شاهدوا بعض المشاه قد مروا من ذات الحاجز ولكن بحالات قليلة جداً. وحسب إفادة الأهل، فإن الفتى أراد اختصار الطريق والذهاب إلى بيت عمته من خلال حاجز بيت إيل، عوضاً عن الطريق الأخرى التي تستغرق أكثر من 45 دقيقة للوصول إلى مدينة البيرة، غرب الحاجز المذكور، حيث بيت عمته، بحيث يقطع الحاجز ويصل إلى هدفه خلال 5 دقائق. وتابع الجيوسي: عند الساعة الرابعة والربع تقريباً، تقدم الفتى عبر منطقة الحاجز وهو يمشي على أقصى يمين المسلك المتجه إلى مدينة البيرة، ما يؤشر على أنه أراد تفادي الإحتكاك بالجنود المتمركزين في وسط الجزيرة. وأوضح الجيوسي أن الجندي الذي يراقب المسلك الأيمن تحرك من وسط الجزيرة من أقصى شمال المسلك باتجاه الفتى أقصى يمين المسلك لمسافة 8 أمتار تقريباً، وأمره بالتوقف تحت تهديد السلاح، فحاول الفتى الحديث معه، وكان يشير إلى الجندي كأنه يريد العبور حسب شهود العيان، لكن الجندي لم يعطه الفرصة للحديث، وإنصاع الفتى لأوامر الجندي وعاد، وأثناء استدارته كان بينه وبين الجندي عدة أمتار فقط، وإذا بالجندي يطلق عدة أعيره نارية عليه، فوقع على الأرض ولم يكتفِ الجندي بذلك، بل سمع إطلاق عدة أعيره نارية على الفتى، علماً أن بإمكان الجندي أن يكتفي بتقييد حركته برصاصة واحده فقط، وهذه الرواية حسب شهود العيان الذين تواجدوا في المكان، لحظة الحدث. وأضاف الجيوسي: تُرك الفتى ينزف دون تقديم أي إسعافات فورية، مع العلم أنه وصل الموقع عدة سيارات إسعاف كانت قرب مخيم الجلزون القريب من حاجز بيت إيل، ولكن مُنعت سيارات الإسعاف من قبل الجنود، وتم معاملة المسعفين بطريقة وحشية، وهذا موثق من خلال مقاطع الفيديو والصور، وإفادة المسعفين الذين تواجدوا بالمكان، علماً انه تم الإتصال على الإرتباط الفلسطيني من قبل ضابط الإسعاف، كي يقوم بالتنسيق السريع لإسعاف الفتى، ولكن الجنود وقائدهم رفضوا دخول المسعفين إلى داخل الحاجز. وتابع الجيوسي: بعد تدخل الإرتباط الفلسطيني، جرى تسليم جثمان الفتى عند الساعة السابعة والثلث مساءً، حسب أمر الحركة الذي تم إضافتة لملف الضحية من الهلال الأحمر في ذات اليوم. وقال الجيوسي إنه تم التواصل بين القنصلية الأمريكية وذوي الضحية، عبر والد الشهيد وعمه "أبو علي" لمعرفة ملابسات القضية، وتم الإتفاق على متابعة القضية بعد ظهور نتائج ملابسات الحادث، وتم التواصل بين القنصلية الأمريكية ومؤسسة مساءلة لجمع الأدلة والمساعدة في كشف تفاصيل وملابسات الحادث. وأكد الجيوسي أن نتائج التشريح بيّنت بالكشف الظاهري والتشريحي وجود سبع إصابات بمقذوفات نارية، حيث تم العثور على ثلاثة مقذوفات مستقرة في جسد الضحية، كما أنه لا توجد علامات تدل على إطلاق المقذوف الناري عن قرب. وأضاف الجيوسي: تقرير التشريح يدل على أنه أثناء إستدارة الضحية للعودة، تم إطلاق الرصاص عليه لأن المداخل هي من الجانب الأيمن والخلف والمسافة ليست قريبة جداً، وهذا يدل على أن الضحية لم يكن بموضع هجوم على الجندي. من جانبه، قال الأمين العام لحركة المبادرة د. مصطفى البرغوثي، إن الرواية الإسرائيلية بأن عمليات القتل الميداني تجري بزعم محاولة المستهدفين تنفيذ عملية طعن أو دهس، قد ثبت كذبها. وأكد د. البرغوثي أن ما يجري هو استباحة بحق حياة الفلسطينيين بثلاثة أشكال، هي: الإجرام والإعدام الميداني خلال المظاهرات الشعبية كما جرى مع الشهيد الفتى نديم نوارة، والثانية القتل الميداني الذي يتم دون سبب على الإطلاق، كما جرى مع الطفل محمود بدران وقد اعترف جيش الاحتلال بانه قتل عن طريق الخطأ، والثالثة قتل الفلسطينيين بزعم أنه يريدون تنفيذ عمليات طعن أو دهس، بالرغم من أنه كان باستطاعته تحييدهم بسهولة، حيث كان يطلق النار عليهم بكثافة بهدف القتل، مثلما حدث مع الشاب عبد الفتاح الشريف. وأكد د. البرغوثي على ضرورة أن يتم توثيق الحالات بشكل علمي ودقيق حتى يمكن فضح ممارسات الاحتلال بكافة أشكالها، ومحاسبة المسؤولين عنها ومتابعتها. وقال إن عمليات القتل الميداني ليست فردية وإنما نهج يقوم به جيش الاحتلال، وقام بتصعيده منذ عدة أشهر، بتغيير تعليمات إطلاق النار. من جهته، قال مدير المؤسسة صيام نوارة، إن هدف مؤسسته هو إزالة حواجز الخوف من تقديم الشهادات الحية، وتوعية المواطنين بإثارة القضايا الجنائية ومعاقبة مرتكبيها من الجنود تجاه الأطفال. وأضاف نوارة أنه في قضية الفتى شعلان تم دفن الرواية الإسرائيلية من خلال جمع الشهادات، وتتواصل المؤسسة مع القنصلية الأمريكية في القدس لإعادة فتح التحقيق في القضية من جديد. |