|
دراسة نسوية: النساء باتت مقيّدات وقلقات من "شبح"الاقتتال الداخلي والفلتان الأمني
نشر بتاريخ: 22/11/2007 ( آخر تحديث: 22/11/2007 الساعة: 18:30 )
غزة-معا- أظهرت دراسة نسويه أن النساء بتن مقيّدات وقلقات من "شبح"الاقتتال الداخلي والفلتان الأمني الذي حدّ من مساحة حركتهن وزاد من خوفهن من رصاصةٍ طائشةٍ تؤدي لاتهامهن بأنهن قُتلن على خلفية ما يسمى بـ "شرف العائلة".
جاء ذلك خلال ورشة عمل متخصصة عقدها اليوم مركز شؤون المرأة بالتعاون مع جمعية المرأة المبدعة لعرض نتائج دراسة بعنوان "المرأة في قطاع غزة.. حصار وإفقار وفلتان أمني"، وذلك بحضور لفيف من الباحثين والسياسيين والكتاب والصحافيين. وافتتحت هداية شمعون منسقة برنامج الأبحاث والتوثيق الورشة عارضةً أهمية الدراسة والدراسات السابقة التي قام بها البرنامج وتناول خلالها قضايا مختلفة من منظور نسوى. وأوضحت شمعون أن البحث زمنيا يُغطي الفترة من الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة وحتى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في حزيران 2007. من جهتها عرضت سهاد عبيد إحدى الباحثات المساعدات نتائج وملخص الدراسة وأظهرت أن النساء عانين من آلام الفقدان والصدمة والعزلة الاجتماعية والخوف من المجهول، وبرغم ذلك كان من المتوقع منهن أن يساهمن بأشكال مختلفة من الدعم للأسرة مادياً ومعنوياً، سواء أكان ذلك عن طريق العمل بمهن إضافية ،-هي عادة على أدنى سلّم المهن اجتماعيا-، أو باستجداء المعونات المقدّمة على شكل كوبونات، والمرتبطة بشروط مختلفة منها: المشاركة في أنشطة الأحزاب السياسية، أو حتى بالتزويج المبكر لبناتهن؛ أملا في الخلاص من لقمةٍ إضافية. وتعرضن للتهديد بأن يتزوج أزواجهن امرأة ثانية "موظفة" أو بالاقتصاد في المصروفات، واللجوء لبدائل مختلفة من أجل تقليل النفقات؛ بما في ذلك العودة إلى طرق بدائية لإعداد الطعام والخبز. وقالت الدراسة "تبقى المرأة في قطاع غزة أسيرةً للعادات والتقاليد، حتى وإن كانت تعمل من أجل حماية الوطن والدفاع عن حقوقه وحقوقها هي أيضاً, وتعاني نساء قطاع غزة مثلهن مثل النساء الفلسطينيات بشكل عام, من اضطهادٍ مزدوجٍ من الاحتلال ومن المجتمع، ولكن تؤكد مشاهدات البحث وتجارب النساء أن النساء في قطاع غزة هنّ اللواتي يحافظن على نسيج المجتمع الداخلي ويحفظن أسرهن من التشرّد والجوع بطرق تكيف مختلفة ومبدعة". وأضافت الدراسة "تعيش النساء في قطاع غزة ازدواجيةً كبيرةً في المعايير فمن ناحية يأخذن دوراً أكبر في توفير لقمة العيش لأسرهن وعائلاتهن، ويُتوقع منهن أن يذهبن للبحث عن كوبونات الإعاشة أو التموين والعمل في أية مهنة مهما قلّ شأنها ودخلها من أجل توفير عيش الكفاف لأسرهن. ومن ناحيةٍ أخرى؛ لا يحصلن ،في المقابل، على أي تقدير مجتمعي لهذا الدور، ولا أي اعتراف بأهميته. بل على العكس؛ عليهن أن يتحملن ضغوطاً نفسيةً مضاعفة، وأحيانا أشكالاً مختلفةً من العنف من قبل الزوج والأبناء والعائلة الممتدة، بحجة أن هؤلاء يتعرضون لضغوطات كبيرة، وأن من واجبها أن تتحمل". وتهدف الدراسة إلى رصد آثار الفلتان الأمني والاقتتال الداخلي على واقع النساء في قطاع غزة، ومن منظور رؤيتهن للأمور التي تمسّ حياتهن بشكل مباشر؛ حيث قامت الدراسة بتتبع التطورات التاريخية التي أنتجت الفلتان والاقتتال الداخلي في قطاع غزة، وكيفية تعامل النساء مع هذا الواقع، وحاولت رصد التغيرات في أدوار النوع الاجتماعي وعلاقات القوة في الأسرة والعائلة والمجتمع نتيجة غياب القانون، ورصد الآثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية على النساء في قطاع غزة نتيجة الفلتان الأمني من وجهة نظرهن. كما حاولت الدراسة التعرّف على ردّ فعل النساء إزاء أوضاع تتسم بالخطورة والحرمان والقسوة عليهن وعلى أسرهن، ومدى تأثرهن وتأثيرهن في الواقع المحيط بهن، مع رصد تجارب حيّة للنساء في مواقع مختلفة تعكس صورةً عن حياتهن ومعاناتهن اليومية. |