وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هكذا ستصبح الضفة الغربية بعد 5 سنوات

نشر بتاريخ: 16/07/2016 ( آخر تحديث: 17/07/2016 الساعة: 12:09 )
هكذا ستصبح الضفة الغربية بعد 5 سنوات
بيت لحم - تقرير معا- تشهد مدن الضفة الغربية أزمة مرورية خانقة باتت تسبب ازعاجا للمواطنين وتزيد من معاناتهم اليومية.

هذه الأزمة الناتجة بشكل أساسي عن ضعف البنية التحتية في المدن الفلسطينية وارتفاع اعداد المركبات تتركز في مراكز المدن ومداخلها، حسب خبراء.

وكالة "معا" تناولت خلال هذا التقرير الذي اعده وجدي الجعفري ابرز أسباب الازمة المرورية والحلول المقترحة، حيث توقع خبراء انه في حال لم تحل المشكلة خلال 5 سنوات قادمة ستصبح بعض شوارع الضفة أشبه بشوارع القاهرة المزدحمة وقد يحتاج الموظف لاكثر من 60 دقيقة ليصل الى مكان عمله داخل المدينة.

اعتراف .. لا يوجد مخططات مرورية شاملة
اكد محمد حمدان مدير عام المجلس الأعلى للمرور عدم وجود مخططات مرورية شاملة لمدن الضفة الغربية، لكنه أشار ان هناك جهودا تبذل لاعداد المخططات، كاشفا عن ان بلديات رام الله والبيرة وبيتونيا بالتعاون بصدد اتمام مخططاتها خلال الشهر المقبل، وسيبدأ العمل فيها خلال 2017.

وحذر حمدان من الازمة المرورية الخانقة التي تمر بها معظم مدن الضفة الغربية، مرجعا ذلك الى غياب التخطيط من جهة والاحتلال من جهة اخرى.

وقال لوكالة معا: ان الاحتلال يتحمل المسؤولية الرئيسية في الازمة المرورية الخانقة على مخارج ومداخل المدن، حيث سلب الطرق الرئيسية، وحول طرق سير المواطنين الى طرق التفافية بمداخل فرعية ضيقة.

اما فيما يتعلق بداخل المدن، فيرجع سبب الازمة الى ضعف البنية التحتية التي لا تتواءم مع العدد الكبير من المركبات، مطالبا البلديات باعادة حساباتها في البنية التحتية الخاصة بالطرق من حيث حجمها وهندستها.

حلول سريعة
وقال: نعمل بالتعاون مع الجهات المختصة على حلول سريعة مثل تشجيع النقل العام، حيث اطلقنا قبل رمضان حملة "خليت سيارتي في البيت ومثل الباص ما لاقيت" تتمثل باطلاق حافلات من بعض القرى تحمل عائلات الى المدن باسعار رمزية دون استخدام مركباتهم الخصوصية، وكان هناك استجابة من قبل بعض العائلات التي عبرت عن اعجابها بالفكرة.

كما نعمل على اخراج محطات توقف المركبات العمومية الى خارج مراكز المدن من اجل تخفيف الازمة المرورية.
وأشار الى ان وزارة النقل تعمل على وضع جدول لعمل الحافلات العمومية على الخطوط باوقات محددة، السير والوصول الى المواقف باوقات معينة كما يجري في معظم دول العالم، لكن ضعف المواصلات العمومية يحول دون ذلك حاليا، اضافة الى لجوء البلديات الى المواقف مسبقة الدفع من اجل تخفيف الازمات المرورية

ومسجل لدى وزارة المواصلات 10970 مركبة وحافلة عمومية بينها 1112 باص عمومي.


الانفاق والجسور صعبة المنال
وردا على سؤال حول اللجوء للانفاق والجسور لحل الازمات، كشف ان هناك مقترحات تتعلق بالجسور والانفاق لكن ذلك يحتاج الى استثمارات كبيرة ومساحات واسعة، ومعظم البلديات ليس لديها قدرة على تنفيذ ذلك.

مقاومة شعبية
وتواجه البلديات مقاومة جماهيرية كبيرة عند اللجوء الى شق طرق جديدة، ويضيف ان المواطنين يرفضون تقبل شق طرق جديدة في اراضيهم وهذه مشكلة كبيرة تواجهها البلديات عند تنفيذ العديد من المشاريع.

وقال ان المجلس فشل في تنفيذ مخططات لمدينة نابلس عندما واجه مقاومة جماهيرية من السكان.

وقال ان المخططات تتمثل بنقل المجمعات الى الجهة الشرقية والجهة الغربية، وادخال حافلات عمومية لمركز المدينة لتخفيف استخدام الناس لمركباتهم الخصوصية، لكن بلدية ومحافظة نابلس قررتا تأجيل الموضع لحين عقد ورش عمل واقناع المواطنين بالمخططات.
ارتفا اعداد المركبات
وتظهر بيانات وزارة النقل والمواصلات ان عدد المركبات الكلي في الضفة الغربية يبلغ 288953، وسجلت الوزارة خلال العام الماضي 19602 مركبة مقابل 16060 مركبة في 2014.
فيما تشير الارقام ان الوزارة سجلت خلال العام الجاري حتى مطلع شهر تموز 12820 مركبة.
بدوره اكد ايمن شقير الناطق باسم وزارة المواصلات لوكالة معا ان هناك ارتفاعا ملحوظا في عدد المركبات المسجلة في وزارة النقل، مؤكدا ازدياد اقبل المواطنين على شراء المركبات الخصوصية حتى لو كان ذلك عبر اللجوء الى الاقتراض من البنوك.

وأشار الى ان الوزارة تسعى جاهدة من خلال طواقمها للعمل على اعداد المخططات المرورية للتخلص من الاختاقات المرورية ضمن الامكانيات المتاحة.

المدينة السياحية في المقدمة
وتعد محافظة بيت لحم من اكثر المناطق ازدحاما بالأزمة المرورية كونها تربط بين مناطق جنوب الضفة الغربية ووسطها وشمالها.
لكن هذه المحافظة السياحية تفتقد الى مخطط مروري شامل يساعد في تخفيف الاختناقات المرورية التي تعيشها.
ويؤكد المهندس زياد السايح القائم باعمال مدير دائرة المشاريع في بلدية بيت لحم لوكالة معا عدم توفر مخططات مرورية في بيت لحم لكن البلدية تمكنت من الحصول على منحة من بلدية باريس بقيمة 100 الف يورو قبل اسبوع للبدء بمخطط شامل يبدأ العمل على اعداده في شهر ايلول المقبل.
واضاف لوكالة معا ان المخطط سيشرف عليه خبراء من الخارج سيقومون بعمل إحصائيات كاملة للمركبات في اماكن الاختناقات المرورية والمفارق في شوارع المحافظة ليتم دراستها بطريقة علمية وايجاد الحلول المناسبة.

وقال ان شوارع المدينة ضيقة ولا يزيد اتساع اكبرها عن 20 مترا وهو شارع القدس الخليل الذي يشهد ازمة خانقة.

واشار الى ان البلدية ستعمل خلال شهرين على شق شارع واد مسلم في منطقة الكركفة وسط المدينة من اجل تخفيف الازمة المرورية، وسيلجأ اليه المواطنون القادمون من المدخل الشمالي لبيت لحم الى بيت ساحور دون المرور بشارع المهد.
كما ان هناك مخططا لتنفيذ شارع "الربط الجنوبي " يربط منطقة واد شاهين مع قرية ارطاس، وتعمل البلدية على تنفيذه لتخفيف الازمة على شارع القدس الخليل.

تقرير وجدي الجعفري