|
سعير.. كبش فداء
نشر بتاريخ: 18/07/2016 ( آخر تحديث: 19/07/2016 الساعة: 10:31 )
جدعون ليفي- هآرتس ترجمة: أمين خير الدين
"شوهم، ضاحية للنوم، وكانتري كلوب" و- 200 ألف إنسان، وعلى بُعْد ساعة سفر منها بلدة أخرى: سعير. هي أيضا مع 20 الف نسمة (لكنها بلا كانتري كلوب)، تخيّلوا الآن، إطْلاق نار على شارع 444 قُرْب شوهم، لم تلق الشرطة القبض على الفاعل، لكنها تشكُّ أنه هرب باتجاه شوهم. ماذا ستفعل؟ تُغْلِق شوهم، وتمنع الدخول إليها. حصار تام. لمدّة أسبوع، لا أحد يخرج للعمل، للدراسة، للعلاج، للأعمال، سكان. شوهم ومعهم الضيوف، لن يجدي الرجاء، ولا العلاقات، حصار تام، لعشرين ألف إنسان. سيُجَنّون.ستُجن إسرائيل، حصار بلدة كاملة بسبب شخص واحد، ويُشَكّ أنه بها؟ أسبوع في قفص؟ كانوا سيطرحون أمام داني ريشف معاناة السكان، والنقص في الحوانيت، والمرضى الذين لم يتمكنوا من الوصول للعلاج، والأولاد الذين لم يذهبوا إلى المخيمات الصيفية، والطلاب الذين لم يصلوا إلى الامتحانات فخسروا سنة، والعرائس والعرسان الذين لم يصلوا إلى حفلات زفافهم، والمصالح التي تعطلت، والحقول التي ذوت. كانت شوهم ستذكر هذا الحصار بألم وغضب. وستُقيم له كل سنة ذكرى، وكان "صندوق الصداقات" سينظّم له جباية، وكان قسم الرفاه البلدي سيعتني بالأطفال المصدومين نفسانيا، والذين لم يتوقفوا عن التبوّل في الأسرَّة، جراء الخوف الناتج من التفتيش الليلي، وكان المفتش العام الذي أعطى الأمر، سيضطر إلى تقديم استقالته، وكانت إسرائيل ستُجنّ من هذا الحصار. على بُعْد ساعة سفر من شوهم، فُرِض حصار منذ خمسة أيام على بلدة سعير، لم يُسمع عن ذلك، هذا لا يهمّ أحدا. أطلق فلسطيني النار على سيارة إسرائيلية، فأصيب السائق برجله، لكنه استمر بالسياقة، منذ ذلك اليوم وسعير محاصرة، يُسْمح بالدخول لها ويُمْنع الخروج منها.دخلتَ - لن تخرج. يقف عند الحاجز الآني ضابط وجنديان. يشرحون ذلك للسائقين الداخلين. بعضهم يغامر ويدخل، لا أحد يعرف متى سيخرجون، وقت الفلسطينيين في الأرض المحتلة رخيص بشكل مخيف، تماما كاستقلالهم، وكحياتهم، وكاحترامهم. حُجِز في سعير سائقون كانوا في طريقهم إلى مقالع الحجارة، وعمال، وتلاميذ، ومرضى، وتجار يبيعون ويشترون،. حًجِز هذا الأسبوع، على حاجز، سائق شاحنة لمدة 16 ساعة، بحجة أن شاحنته فارغة، هناك منع من الخروج، والأمر لا يقبل التأويل، الخروج ممنوع للجميع، الرجاء لا يُجْدي، وكثيرون يقفون عند حاجز سعير. ثمّة جنود يشرحون برقة أوامر لا إنسانية، وثمة من ينبح ويَهْمُر، كالعادة عند الحواجز. سعير ليست غزة،سينتهي الحصار عنها، وستنتصر البلدة عليه، ليس أول حصار يُفْرض ولا آخر حصار، وأيضا سمّوع المجاورة مُحاصَرة منذ ثلاثة أيام، ومخيّم الفوار للاجئين محاصَر أيضا، وبلدة بني نعيم كانت محاصَرة، حرب على الإرهاب، كل شيء بها مسموح، بما في ذلك العقاب الجماعي، وممارسة إرهاب الحصار، إشْباعا لرغبة الانتقام عند المستوطنين، الذين يضغطون على السَجْن بالحصار، ووالسَجْن بكل ما يُمْكِن، وأيضا بالقتل، إذا أمكن. وغيره، حقّا. من السهل البحث عن مطلوب في بلدة محاصرة - إذا لم لا يكون. ستنتصر سعير، أبناؤها أقوياء ومعتادون، لكن من الصعب أن تتخيّل أية أحاسيس ستنمو في هذه البلدة المحاصرة، لا حاجة: "للتحريض" كي تنمو الكراهية، في سعير تتوفّر الأسباب والدوافع لذلك، ليست بحاجة إلى توجيه أو شريط يشرح ذلك، كيف لا تكره من فعل معها ذلك، كيف لا تقاوم الإهانة التي لا تطاق، وتفرض معها حصارا يسعد الاحتلال. لتموت سعير. انظروا إلى سعير، وتخيّلوا شوهم. |