محطات من دورينا

بقلم : صادق الخضور
انطلقت بطولة كأس الشهيد الراحل أبو عمار، ونتائج اليوم الأول حملت معها مؤشرات، فالعبيدية فاز على الغزلان، والسموع تعادل مع العربي، وطوباس مع جنين، ولعل أول مؤشر أن الفرق لا زالت في مرحلة الإعداد، وهي تتعامل مع البطولة باعتبارها دورة تنشيطية، وفي اعتقادي أن الأمر يجب أن يتجاوز هذا، فالبطولة فرصة لإدماج صاعدين، وإيجاد توليفة بين اللاعبين.
البطولة لم تشهد في يومها الأول بث أي مباراة، وهذا يعزز الالاعتقاد بأن البطولة لا تحظى بالاهتمام المطلوب لا على مستوى الأندية فقط بل وعلى مستوى الإعلام والجماهير.
بانتظار أن تشهد البطولة مزيدا من الاهتمام، ولعل تبني نظام وجود 6 فرق في كل مجموعة فرصة ذهبية تستحق الاستثمار.

نهائي كأس فلسطين: بالانتظار
أهلي الخليل وشباب خان يونس، المباراة المنتظرة تحمل معها عديد الرسائل، واللقاء باعتباره جزءا من تواصل نتطلع لأن يدوم بين الضفة والقطاع، يحمل معه فنيا وقفة عند نتاج ما قام به الفريقان من تعزيزات.
الأهلي في الموسم الأخير كان النادي الأبرز في تزويد دورينا بلاعبين موهوبين، فكانت إطلالة أسامة شعبان، وكذا الحال مع محمود وادي أبرز ما شهده دورينا من إضافات جديدة- علاوة على المبدع أبو ناهية-، ومع توقيع الأهلي مع عدد جديد من اللاعبين نتوقع مشاهدة فريق محافظ على نسقه.
شباب خان يونس بتعاقدات محدودة سيحاول الإفادة من عاملي الأرض والجمهور، ونتطلع لأن يكون هناك بث للمباراة لتتاح الفرصة للجماهير لمتابعتها.
عقد المباراة إنجاز يسجّل للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في توقيت شهد أيضا منع لاعبي قطاع غزة من الانضمام لمنتخب الطائرة- مع أن الأمر لم يحظ بالاهتمام الإعلامي المطلوب، وهو ما يعني أن ممارسات الاحتلال تجاه الرياضة الفلسطينية لا زالت ماثلة، وأن هناك حاجة لاستئناف عرض ملف التضييق والخناق بحق الرياضة الفلسطينية على أعلى الهيئات.

الجدعان.. والعودة المنتظرة
الروح والإبداع، السهل الممتنع، والسلاسة،؛ كلها سمات لطالما ميزّت أداء جدعان بلاطة، والفريق الذي كان قبل موسمين بطلا غير متوّج يبدأ الموسم الجديد بالصفقات واستعادة عدد من لاعبيه الذين كان لهم دور بارز مع الأندية الأخرى.
في الجدعان إدارة فاعلة، وجمهور كبير يقدّم دوما دروسا في فن الوفاء، وولاعبون متميزون وجهاز فني من أبناء النادي، وكلها مقومات كفيلة باستعادة النادي انطلاقته، لكن المستغرب ألا يحظى النادي برعاية خاصة من شركات نابلس ومؤسساتها التي وفي حال وفرّت الحد الأدنى من الرعاية فستعطي للنادي مجالا للحد الأعلى من الإبداع، فالنادي سفير لنابلس، وفي جبل النار شركات كبرى حريّ بها أن تخصص جزءا من مسؤوليتها الاجتماعية لجدعان بلاطة، وبانتظار أن يولي النادي جانب الرعاية والتسويق اهتماما خاصا.
فنيا: الجدعان فريق متكامل، وهو الفريق الأكثر إبداعا في مجال الأداء التكتيكي وتناقل الكرات الأرضية القصيرة، علاوة على وجود خط وسط ناري يستطيع الربط بين الخطوط.
فريق بلاطة سيكون هذا الموسم على موعد مع إطلالة جديدة، ورغم أن تعزيزاته أقل من بعض الفرق، إلا أن الروح الجدعانية كفيلة بتقديم الفريق موسما استثنائيا لكن الأمر يتطلب فيما يتطلب إسنادا لا يزال للأسف غائبا، ومن خلال غرفة تجارة نابلس يمكن إطلاق حملة لإسناد النادي.
بالتوفيق للجدعان وبانتظاره فريقا قادرا على الإبداع والإمتاع.

التغيير الإداري... بين الواقع والمأمول
تغيير الإدارات في الأندية؛ وبدلا من أن يكون فرصة للتجديد، وفي ضوء تواصل المتطلبات الكبيرة بات في غالب الحالات أسلوبا للتهرب من تحمل المسؤولية، والخلل بطبيعة الحال مرتبط في جزء كبير منه بضغط جماهير تطالب بالكثير وبما يفوق التوقعات دون أن تقدّم أي مبادرة لتحمل مسؤولياتها تجاه الأندية.
الإدارات تتفاعل مع الجماهير، فتبرم الصفقات، في نوع من التوريط غير الواعي، ورويدا رويدا تتأزم الأمور، وتأتي إدارات جديدة سرعان ما تغادر.
واقع الاحتراف يتطلب كفاءات لا شك في ذلك، لكن الكفاءات وحدها لا تكفي، ووجود أصحاب رؤوس الأموال مطلوب، وفي كثير من الأندية بات التلاقي بين الطرفين استحالة.
في هلال القدس نموذج مختلف، فالنادي في حضرة قيادة تجمع الكفاءة والمال، وهذا ما أوجد نسقا خاصا من الإدارة في النادي الذي تراجع ترتيب فريقه في المحترفين الموسم الماضي لكنه نجح في التوسع في النشاطات الأخرى وكسب عددا من اللاعبين، بل وحقق ظهورا لافتا مؤخرا لناشئيه في أمريكيا، وكلها مما يؤكد أن النادي ماض في طريقه الصحيح، وها هو يعيد ضم مجموعة لاعبين سيكون عدد منهم إضافة نوعية لمنتخبنا الوطني.
التغيير الإداري وبدلا من أن يكون سببا في التهرب يجب أن يكون عامل تغيير وتطوير، وللأسف بات عدم وجود مرشحين في كثير من الحالات هروبا ينبئ بواقع مرير في قادم المحطات، وتعبيرا عن غياب الدمج الواعي بين المال والكفاءات.
بالمناسبة: فراغ إداري في عدد من أندية المحترفين، وكالعادة ستكون هناك حلول في آخر لحظة، لكنها تندرج كالعادة في إطار ترحيل الأزمات لا في حلّها.