اهتمام فلسطيني باهت بـ "قمة نواكشوط"

غزة- تقرير معا – تبدأ القمة العربية الـ 27 أعمالها في العاصمة الموريتانية نواكشوط الاثنين في ظل ظروف صعبة تعصف بالمنطقة وحالة من التردي الأمني وعدم الاستقرار تسود عددا من البلدان العربية، بالإضافة إلى الخلافات السياسية وانفجار الصراعات المذهبية والطائفية.

لهذه الأسباب ، لم يعول مواطنون وقادة سياسيون فلسطينيون في أحاديث منفصلة لمراسل "معا" كثيرا على قمة "نواكشوط" أن تحدث طفرة في الدعم للشعب الفلسطيني وتخفف من الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات وتساهم في إحداث انفراجه للانقسام الفلسطيني ، بالإضافة إلى تعرية حكومة اليمين المتطرف واجراءاتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.

الشاب الثلاثيني عزيز الكحلوت يقول "أولا كعربي لن أتابع القمة 27 ولم أتابع القمة 26 ولا أعرف أين عقدت القمة 25 ، لأنني أتابع بشغف موعد الكهرباء حتى استطيع تشغيل المروحة كي يتسنى لي قسطا من الراحة ".

وتابع الكحلوت :"المهتمون بالقمة العربية هم السياسيون والاعلاميون حتى يتسنى لهم صناعة الخبر عبر الشاشات وصياغته للمواطن الفقير كوجبة صباحية على المذياع أو في الصحف المحلية أو على شاشات الفضائيات إن وجد لنفسه متسعا ليقرأ، والسياسي يتابع حتى يستطيع أن يجد مادة يركبها أثناء استضافته في برنامج على الهواء من القنوات الفضائية".

واضاف ان القمة العربية التي ستنعقد في موريتانيا لن تزيد شيئا، ففي غزة انشغل بعض الناس بالنصر التركي على الانقلاب وبعضهم عينه على جدول الكهرباء وآخر ينتظر كابونته الشهرية من "الأونروا" التي بدأت تقلص خدماتها واخرين ينتظرون مباريات كبيرة غدا الاثنين بين اليوفي وباريس سان جرمان والمان سيتي ويونايتد.

واستطرد قائلا :"سيكون للقمة صخب كبير اذا ما وجدنا موقفا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تجاه غزة أو من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاه المصالحة".

وقال :"أما عن رسالة فلسطين فهي اغيثوا المسجد الاقصى.. اغيثوا فلسطين.. اغيثوا غزة المحاصرة لا كهرباء ولا ماء و لا أمل ".

بدوره ، قال الشاب سامر ترزي "أنا شخصيا لا آمل نهائيا بأي مستوى رسمي عربي بالوقت الحالي ..لأن الوضع العربي الحالي أسوأ من قبل فسوريا والعراق منقسمين ومصر واليمن يعيشان حروبا داخلية وغيبوا عن القضية الفلسطينية والخليج العربي يقيم علاقات مع اسرائيل سرية وعلنية ويقيم تحالف سني مع اسرائيل في مواجهه التحالف الايراني وهذا ما أبعدنا عن العدو الاساسي وقضيتنا عربيا واقليميا لذا اعتقد بانها ستكون اسوأ من سابقاتها".

فيما لا يعلق القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية نبيل دياب آمالا كبيرة على القمة العربية قائلا "إن قمة نواكشوط خلت من غالبية الرؤساء و الزعماء العرب وتأتي في خضم الصراعات والتناحرات الدائرة في العديد من الاقطار العربية ولم يعد الزخم العربي يشكل حالة من التأثير الفعلي في صناعة القرار السياسي نظرا للتشرذم وغياب التنسيق في الكثير من المواقف التي هي بحاجة لوقفات مسؤولة".

واستبعد دياب في حديث لمراسل "معا" أن تصدر القمة أي قرارات استراتيجية أو مصيرية، وقال" نحن كفلسطينيين ما يحتاجه وضعنا الحالي دعم وإسناد اشقائنا العرب في ظل ما تواجهه قضيتنا من صلف وعدوانية على يد حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل وما يجري في مدينة القدس وغيرها على حد قوله.

أما القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال ابو ظريفة فدعا إلى الضغط على اسرائيل لوقف سياسة الاستيطان والتهويد، مشيرا إلى مشروع مقترح ومقدم للكنيست الاسرائيلي للمواقفة على بناء 770 منزلا في الأراضي الفلسطينية.

وقال أبو ظريفة لـ "معا" :"من المفترض أن يدعم الكل العربي التوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يعتبر الاستيطان جريمة حرب ويجب أن تتوقف باعتبارها مناقضة للقانون الدولي"، مشيرا إلى أن كل القرارات التي اتخذت لدعم السلطة تحتاج الى ترجمات فعلية على الأرض.

ودعا إلى وقف كل اشكال التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، موضحا ان حكومة بنيامين نتنياهو حكومة عدوان واستيطان ويجب تعميق العزلة وليس فكها، داعيا الى دعم الانتفاضة حتى تتواصل وتحقق اهدافها.

بدوره، رأى وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أن القمة العربية تنعقد في ظل ظروف صعبة تعصف بالمنطقة ونمو وترعرع مجموعات الارهاب على نحو غير مسبوق أمر الذي بات يهدد وجود العديد من الدول ويفتح الطريق إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط برمته .

وقال العوض لمراسل "معا":" أمام القمة تحديات مهمة لمواجهة اﻻرهاب والفوضى والحفاظ على الدول العربية من التفكك وتوفير الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ورفض أي تعديل على المبادرة العربية للسلام والتمسك بحق الشعب الفلسطيني بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194 ، علاوة على اهمية أن تقدم القمة دعما ماديا لتعزيز صمود شعبنا وايضا استمرار تفويض والطلب من مصر استئناف جهودها ﻻنهاء اﻻنقسام".

أما عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الاسرى فقال :"إننا كأسرى محررين وأهالي أسرى ومؤسسات مختصة بالأسرى نتطلع أن تكون هذه القمة مغايرة عن سابقاتها من حيث طبيعة القرارات الصادرة عنها فيما يخص قضية الاسرى وطبيعة الخطوات التي يمكن أن تقرها لدعم الاسرى في مواجهة السجان الاسرائيلي واجراءاته وقوانينه الظالمة .

وأضاف فروانة في حديث لمراسل "معا" "نتطلع الى اتخاذ قرارات واضحة قابلة للتطبيق والترجمة تتثمل اولا في دعم التوجه الفلسطيني الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لاستصدار فتوى حول المكانة القانونية للأسرى ردا على القوانين والاجراءات الاسرائيلية العنصرية.

ودعا الى تفعيل الصندوق المالي الذي اقره مؤتمر الاسرى ببغداد في 2012 بما يخدم تأهيل الاسرى المحررين، بالإضافة إلى الضغط على محكمة الجنايات الدولية للبدء بفتح تحقيق حول الجرائم الاسرائيلية بحق الاسرى.

كما دعا جامعة الدول العربية إلى ان تتبنى مجموعة الخطوات لتوثيق جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق الاسرى لاسيما فيما يتعلق بالإهمال الطبي والاعتقال الإداري ، على غرار الكتاب الذي أصدرته الجامعة العربية في صيف 2015.

وطالب فروانة بدعم التحرك الفلسطيني على المستوي السياسي باعتبار حرية الاسرى واطلاق سراحهم المحك الاساسي لأي سلام عادل في المنطقة ، مشيرا إلى أن قضية الأسرى لم تغب عن جامعة الدول العربية كبيت للعرب والمؤسسة العربية الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية.

وأشاد بدور قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية والمندوبية الداعمة لدولة فلسطين بالجامعة في دعم وابراز قضية الاسرى وتوثيق معاناتهم وحرصهم بان تكون قضية الاسرى على أجندة اللجان والقمم المختلفة.

تقرير: أيمن أبو شنب