وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي : شعبنا وحركته الوطنية بحاجة إلى بلورة مشروع وطني جديد

نشر بتاريخ: 01/08/2016 ( آخر تحديث: 01/08/2016 الساعة: 11:06 )
البرغوثي : شعبنا وحركته الوطنية بحاجة إلى بلورة مشروع وطني جديد

غزة – معا – قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إن شعبنا الفلسطيني و حركته الوطنية بحاجة إلى مراجعة الرؤية و تبني رؤية جديدة عملية و مؤثرة و فاعلة يكون الهدف المركزي للحركة الوطنية العمل على تغيير ميزان القوى بيننا و بين الحركة الصهيونية و خوض كفاح ذكي و جديد يركز على نقاط ضعف إسرائيل.

.جاء هذا خلال الندوة الحوارية التي عقدها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية "مسارات" في مقره برام الله وعبر الفيديو كونفرس مع مقره في غزة وهي حلقة من سلسلة حلقات يقوم المركز بعقدها.

واستضاف المركز عدد من الشخصيات الفلسطينية والوطنية، في محاولة للخروج برؤية وطنية موحدة.

وأضاف البرغوثي" أنه لا بد من الإشارة إلى الوضع الحالي و فهم نقاط قوة وضعف الشعب الفلسطيني من جهة، نقاط قوة وضعف الحركة الصهيونية وإسرائيل من جهة أخرى، وما نجحت في تحقيقه الحركة الصهيونية وما فشلت به".

وتابع البرغوثي" أنهم نجحوا باحتلال كامل فلسطين بالقوة العسكرية، وبناء قوة اقتصادية، وبناء لوبي صهيوني في أمريكا، أصبح يؤثر في دول كثيرة مثل البرازيل ودول افريقية والهند، ونجحت أيضا في تضليل الشعب الفلسطيني باتفاق أوسلو، وتضليل الحركة الوطنية بان هناك إمكانية للحل الوسط" .

و قال البرغوثي:" إن ما حدث في تقرير الرباعية من انحياز كامل لإسرائيل، جاء بسبب الاختلال الواضح في ميزان القوى بين اسرائيل والشعب الفلسطيني، وهو أيضا سيكون السبب في ما قد يحدث من ضرر لما يسمى بالمبادرة الفرنسية".

وتابع:" ولكن إسرائيل فشلت في عدة أشياء، أهمها الفشل الديمغرافي وذلك بسبب أن الشعب الفلسطيني تعلم من تجربته عام الـ 48 فرفض الخروج من أرضه عام ال67، وبالتالي حول النجاح الجغرافي لإسرائيل إلى فشل ديمغرافي، والآن في أرض فلسطين التاريخية حسب تقارير مراكز الإحصاء يعيش 6 ملايين فلسطيني مقابل 6 ملايين يهودي، مع العلم أن بعض تقارير الامم المتحدة تقول ان الشعب الفلسطيني سيصل الى 11 مليون نسمة عام 2030، وفشلت أيضا في كسر الارادة الفلسطينية ، و لم تستطع ان تمنع التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية".

وعن أهداف السياسة الإسرائيلية، قال "أن اسرائيل تسعى لكسب الوقت لفرض الحقائق على الأرض، المتمثلة في التوسع الاستيطاني، والتهويد، ومواجهة العامل الديمغرافي."
...
واعتبر البرغوثي أن أفضل طريقة لكسب الوقت بالنسبة لإسرائيل هي المفاوضات الثنائية، وتكريس الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة،الذي يمثل هدف استراتيجي لإسرائيل وهو الذي يقف وراء قرار شارون لإعادة الانتشار في غزة، وبالتالي التخلص من ثلث المعادلة الديمغرافية".

وأشار البرغوثي إلى أن إسرائيل استقدمت عام 1990 مليون مهاجر من روسيا ، ولكنها الآن غير قادرة على جلب مهاجرين جدد، فاستبدلت ذلك بفكرة تعديل الخطر الديمغرافي بشطب ثلث الفلسطينيين من خلال فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية".

وأوضح البرغوثي أن السياسية الإسرائيلية تهدف أيضا إلى نشر وترسيخ الرواية الإسرائيلية حتى لدى أصدقاء الشعب الفلسطيني، وأبرز مثل على ذلك هو ما جاء في تقرير الرباعية الذي تبنى الرواية الإسرائيلية جملة وتفصيلا ، ليس فقط بالمساواة بين الطرفين وإنما بأسوأ من ذلك، من خلال تحميلنا مسؤولية الاحتلال، ووصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وبالتالي الرواية الإسرائيلية تتقدم لدرجة الادعاء بأنه ليس هناك احتلال".

وأضاف البرغوثي" أن إسرائيل تسعى أيضا إلى التطبيع مع العرب و تصفية القضية الفلسطينية، وتحاول تحريم كل أشكال المقاومة الفلسطينية، وإحباط الناس وتحويلهم إلى عاجزين عن القيام بفعل ايجابي".

وتابع" أن المخطط الإسرائيلي وأهداف الحركة الصهيونية لم تتغير منذ بداية القرن الماضي، ولكن المشروع الفلسطيني هو الذي تغير، وبكلمات أخرى ان ما جرى في يافا يجري اليوم في القدس"..

وأردف" أن الأمر الجوهري ما بعد الانقسام الذي نعاني منه هو الاختلال في ميزان القوى، وذلك بسبب غياب المشروع الوطني الجامع والمحفز والمنظم، وهو ما يفسر الفجوة بين القيادة وجيل الشباب، وبين القيادة و قطاعات واسعة من المجتمع الفلسطيني، وبين القيادة وبين أهلنا في الخارج لان الناس بحاجة إلى رؤية جامعة".
وأضاف البرغوثي، أن المفاوضات والحوار مع الحركة الصهيونية هو حوار طرشان ، أو حوار قد يؤدي إلى أن يؤثروا فينا وليس نحن، وان الشعب الفلسطيني بحاجة إلى إعادة النظر في الرؤية ، وبلورة مشروع وطني جديد، وخوض كفاح ذكي ومتنوع.
وقال البرغوثي "إن جوهر ما نطرحه هو العمل على تغيير ميزان القوى بجعل خسائر الاحتلال مكلفة ، وان تكون خسائرهم اكثر من مكاسبهم، ويكون ذلك بالعودة إلى مبادئ الانتفاضة الأولى التي ساهمت بتغيير ميزان القوى لصالحنا في ذلك الوقت ، ومبادئ الانتفاضة الأولى كانت تقوم على 3 مبادئ وهي، الاعتماد على النفس، تنظيم النفس، وتحدي اجراءات الاحتلال وقوانينه ونظامه العنصري".
وعن الاستراتيجية الوطنية البديلة، أضاف البرغوثي، أنها تقوم على خمسة أعمدة بغية تحقيق أهدافه وأول هذه الأعمدة، المقاومة الشعبية على الأرض، والتي لا تتنافى ولا تتعارض مع أشكال المقاومة المشروعة الأخرى التي يقرها القانون الدولي والإنساني ما دامت تحترم وتلتزم بالقانون الدولي، والاعتماد على التجارب الناجحة في المقاومة الفلسطينية، كالانتفاضة الأولى، وبمشاركة فئات شعبية واسعة فيها، والتي يرافقها حراك سياسي قوي، وبمشاركة قوية سياسياً وشعبيا".

أما العمود الثاني، وفقاً للدكتور البرغوثي، فهو تعزيز حركة التضامن الدولي والمقاطعة وفرض العقوبات وسحب الاستثمارات من إسرائيل، فتوازن القوى في أي صراع يمثل نتيجة لتداخل العوامل المحلية والدولية، وتكمن أهمية حركة المقاطعة في أنها تكبد إسرائيل خسائر اقتصادية ملموسة ، وبعض الخبراء يؤكدون على أن إسرائيل خسرت العام الماضي ما قيمته 15 مليار دولار، وانخفضت الاستثمارات الأجنبية فيها ما نسبته 46%، وتسبب خسائر أخلاقية كبيرة جدا لإسرائيل لانها تصنفها على انها دولة "أبرتهايد"، وحركة المقاطعة تقدم لمن هم متضامنين معنا وسيلة فعالة وملموسة ومحددة لتفعل تضامنهم بشكل مادي وملموس، وهي حركة تقدم للفلسطينيين في الخارج وسيلة محددة وملموسة للمشاركة في النضال الوطني".


أما ثالث الاعمدة الإستراتيجية، التي طرحها د. البرغوثي، فتقوم على دعم الصمود الوطني للشعب الفلسطيني على أرضه، وحماية عنصر النجاح الرئيسي الذي حققه الشعب الفلسطيني، والبقاء في وطنه لتعزيز التوازن الديمغرافي، بما يشمل ذلك من موازنات حكومية للمناطق المهمشة، البقاء مهم في ظل مخاطر نعيشها اليوم ، مثل البطالة التي تقدر ب40% في الضفة وتزيد عن 70% في قطاع غزة، وهذا لن يتغير إلا إذا تغيرت سياسة توزيع الموازنة التي لا تنسجم مع هدف دعم الصمود الوطني على الأرض، ودعم الصمود يعني حل مشاكل الصحة، واقرار الصندوق الوطني للتعليم العالي، ودعم الزراعة، وإقرار قانون عادل للضمان الاجتماعي.


أما العامود الرابع للاستراتيجية، فهي تعزيز الوحدة الوطنية وتشكيل قيادة وطنية موحدة، والتي تعني قيادة موحدة جبهوياً يتشارك فيه الجميع بالرأي والقرار، ووجود إطار قيادي يتخذ فيه القرار السياسي والكفاحي بشكل موحد، ويلتزم به الجميع، ومن المعيب ان نتحدث الان عن ادارة الانقسام وليس انهائه، والقيادة الوطنية الموحدة، تعني ان يكون الجميع في مركز قرار واحد ممن خلال تطوير و تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية .


وأوضح البرغوثي انه لا يمكن أن تحل مشكلة الانقسام إلا بقبول 3 مبادئ، أولا الديمقراطية وحق الشعب في اختيار من يمثله، وتعني أيضا مبدأ فصل السلطات "التشريعية، والقضائية، والتنفيذية"، وثانيا: الشراكة وتنعي ان تتشكل دائما حكومة وحدة وطنية حسب نتائج الانتخابات، لانه لا يمكن لحزب واحد ان يقود الشعب الفلسطيني طالما نحن تحت احتلال، وهذا من مصلحة كل الاطراف بما فيها فتح وحماس، ثالثا: مبدأ العمل الجبهوي الموحد، والجمع بين النضال على الارض وحركة المقاطعة الخارجية على حد قوله.

في حين قدم البرغوثي خامس الأعمدة باعتبارها الركيزة الأساسية للإستراتيجية الوطنية، والتي تقوم على تكامل مكونات الشعب الفلسطيني وتوحيد طاقاتها، والذي يعتمد على توحيد فلسطينيي الداخل المحتل، وفلسطينيي الأراضي المحتلة الضفة والقدس وغزة، والفلسطينيين في الشتات.