|
المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا امريكيا كنسيا
نشر بتاريخ: 01/08/2016 ( آخر تحديث: 01/08/2016 الساعة: 12:58 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من الابرشية الارثوذكسية التابعة للبطريركية المسكونية في الولايات المتحدة الامريكية والتي يرأسها سيادة رئيس الاساقفة ديمتريوس ، وقد ضم الوفد عددا من الاساقفة المعاونين والكهنة واعضاء المجالس الرعوية في عدد من الكنائس الارثوذكسية في عدد من الولايات الامريكية.
وقد ضم الوفد 150 شخصا وقد وصلوا صباح اليوم الى مدينة القدس حيث ابتدأوا زيارتهم بجولة في كنيسة القيامة ومن ثم استمعوا الى حديث روحي من المطران حنا. المطران رحب بزيارتهم الى مدنية القدس مشيدا بالدور الرعوي والروحي والكنسي الكبير الذي تقوم به الابرشية الارثوذكسية في امريكا الشمالية والتي تسعى لتكريس قيم الايمان وبث روح المحبة والسلام والوئام بين الجميع. كما اشاد بشخصية رئيس الاساقفة ديمتريوس الذي يعتبر علما من اعلام الارثوذكسية فقد عرفاناه استاذا لاهوتيا وكاتبا بارعا وواعظا متميزا . قال إن الكنيسة الارثوذكسية في امريكا مطالبة بأن تكون صوتا نبويا وصوتا صارخا في برية هذا العالم حيث ابتدأت تنتشر ظاهرة الالحاد والابتعاد عن الدين ناهيك عن المظاهر الاجتماعية والممارسات اللااخلاقية التي ابتدأت تتسع رقعتها في العالم الجديد. نريد للكنيسة الارثوذكسية في امريكا ان تبقى امينة على رسالة الكنيسة ودورها وحضورها ونريد للكنيسة ان تواصل نشاطها الرعوي بهدف توعية الاجيال لكي يدرك الجميع قيمة الايمان في حياتهم فالارثوذكسية ليست استقامة ايمان فحسب بل هي استقامة فكر وسلوك وعمل. وتحدث عن الحضور المسيحي في فلسطين وخاصة في مدينة القدس وقال : بأنكم عندما تأتون الى مدينة القدس انما تعودون الى جذوركم واصولكم الايمانية فمن هنا كانت البداية ومن هنا كانت الانطلاقة وهنا نطق فادينا بكلمته المأثورة " قد تم " اي ان كل شيء قد تم هنا في هذه البقعة المقدسة من العالم ، ولذلك فإننا نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تلتفت دوما الى القدس وان تلتفت بشكل مستمر الى فلسطين هذه البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجلي محبته للانسانية . "لا تظنوا ان كنيستنا هي كنيسة حجارة صماء ومقدسات تذكرنا بتاريخ مجيد فحسب ، فالكنيسة اولا وقبل كل شيء هي الحجارة الحية وهي جماعة المؤمنين وما قيمة مقدساتنا بدون الانسان الذي دعاه الله للقداسة ولكي يسير بحسب مشيئته الالهي"، قال المطران حنا. وأضاف ان كنيستنا هي كنيسة وطنية بامتياز وهي ترتبط بهذه الارض بتاريخها وهويتها وجذورها واصالتها ، انها كنيسة ترتبط بشعب هذه الديار وآلامه ومعاناته وتطلعه نحو الحرية . وقال: "لا يجوز لنا ان نتغنى بمعتقادتنا وتاريخنا وتراثنا والا نخاطب انسان هذا العصر لكي نساهم في حل مشاكله والتضامن معه في همومه وتحدياته وما يعصف به من اشكاليات". وتابع: "عندما تزورون فلسطين وتتجولون في مقدساتها وتسيرون في شوارعها وازقتها تذكروا شعبها الذي عانى وما زال يعاني من الاحتلال ، تذكروا الشعب الفلسطيني المنكوب الذي فرضت عليه سياسات عنصرية قمعية ظالمة منذ عام 48 وحتى الان". وقال: "ان المسيحية الحقة تعلمنا ان نكون مناصرين لقضايا العدالة وان نقف الى جانب كل انسان مظلوم حتى وان اختلف عنا في معتقده او دينه او قوميته ، ولذلك فإننا نطالبكم ونطالب الكنائس المسيحية في عالمنا بأن تكون منحازة لشعبنا الفلسطيني في آلامه وجراحه ومعاناته وتطلعه نحو الحرية". وأكد أن المسيحيين الحقيقيين منحازون لقضايا العدالة ومدافعون عن حقوق الانسان وحيثما تكون المعاناة والالم والشدة يكونون هناك بلسما لجراح المتألمين وعونا لكل انسان مظلوم ومستهدف. وخاطب الضيف قائلا: نريد لكنيستكم ان تتبنى وثيقة الكايروس الفلسطينية ونريد لفلسطين ان تكون حاضرة في مؤتمراتكم وبياناتكم وخطاباتكم، وان عالمنا اليوم الذي يتشدق بحقوق الانسان والحريات نراه يغض الطرف عما يحدث في فلسطين. وأضاف "ان الحضور المسيحي مستهدف في منطقتنا العربية ولكنه مستهدف بشكل خاص في فلسطين حيث يتعرض المسيحيون ومنهم الارثوذكس لمؤامرة غير مسبوقة هادفة لتصفية اوقافهم وتهميش حضورهم واقتلاعهم من جذورهم العربية والوطنية وجعلهم يشعرون وكأنهم اقلية وطائفة مضطهدة ومستهدفة". اما الوفد الكنسي الارثوذكسي الامريكي فقد شكروا المطران عطا الله حنا على استقباله وكلماته ومواقفه الجريئة وتمنوا له دوام الصحة والعافية والقوة لكي يبقى دوما مدافعا عن الحق وعن الحضور المسيحي وعن قضيته شعبه العادلة. كما قدموا له درعا تكريميا بإسم الابرشية الارثوذكسية في امريكا الشمالية. |