|
د.وليد العمري ود.ناصر اللحام ..إعلاميانِ باسلوبين مختلفين
نشر بتاريخ: 09/08/2016 ( آخر تحديث: 09/08/2016 الساعة: 14:54 )
الكاتب: د. حسن عبد الله
د.وليد العمري ود.ناصر اللحام إعلاميانِ باسلوبين مختلفين ونجاح حلق في فضاءِ النجومية برنامج"عاشق من فلسطين" الذي تنتجه وتبثه "فضائية معاً"واتشرف باعداده وتقديمه، لم يكن الهدف من اطلاقه إضافة برنامج جديد إلى "كم" ما ينتج ويبث من خلال الفضائيات العربية، بل إن الهدف الرئيس من هذا البرنامج، التوثيق لقصص نجاح ثقافية وإعلامية وإبداعية نحتت بأظافرها في الصخر وهي تشق طريقها إلى النجاح، قدمت واعطت وتميزت واستحقت بجدارة أن تصنف في إطار"عاشق من فلسطين" العنوان المقتبس عن درة الشاعر الكبير محمود درويش، الديوان الذي عرف من خلاله العرب والعالم، أن هناك شاعراً محاصراً وسجيناً له لون مختلف وصوت لا يشبهه صوت وقسمات تنبؤ بعظمة الموهبة. نحاول من خلال هذا البرنامج أن نقول لمن تزعجهم وتربكهم سوداوية المرحلة، إن التجربة الفلسطينية ولاَدة، وإن الإبداع يخرج من رحم المعاناة، وان حبر قساوة الظروف يكتب كلماته التي لا تنمحي على صفحات من نور، ونحاول التأكيد لمن يحتاج إلى تأكيد أن لدينا هامات تفوق هامات عالمية شائعة الشهرة، هامات تصلح تجاربها لأن تدرس وتعمم وتستخلص منها الأجيال الدروس والعبر، لكي تبني على ما تحقق وأنجز. ومن بين الذين سجلت حوارات معهم ووثقت بعض محطات مسيرتهم، إعلاميان بارزان لكل منهما أسلوبه ورؤياه وطريقته في "اللغتين المنطوقة والجسدية"، تفحصت كل واحد منهما في قاعة المربية هيام ناصر الدين في الكلية العصرية الجامعية، حيث اسجل حلقات البرنامج، تفحصتها بحيرة، سائلاً نفسي:- من أين أبدأ؟، وما هي المفاتيح المناسبة، للوصول إلى مخزونيهما؟! إعلامي ولد في قرية"صندلة" تعلم منذ نعومة أظفاره الحرث والعزق والري والجني وتسميد المزروعات وتقليم الأشجار، وإعلامي ولد في مخيم الدهيشة واصطف في طوابير توزيع المؤونة على اللاجئين وخبّر متى تكون أزقة المخيم رحيمة أحياناً وقاسية أحياناً أخرى حد المأساة على قدمي طفل عاريتين. وليد العمري درس في "صندلة" ثم حيفا، وناصر اللحام درس في مدارس وكالة الغوث ثم مدارس بيت لحم، وبين بيت لحم وحيفا قصص ودموع وشوارع مسفلتة وطرقات وعرة، وحواجز ودوريات وبنايات شاهقة وأكواخ تكاد لا ترى بالعين المجردة، بين بيت لحم وحيفا نار ونور، حلم وكبرباء وحديد منصهر وزجاج مهشم ومتشظي واطفال يتكونون في أرحام أمهاتهم. قصة بدأت من "صندلة" وأخرى "من مخيم الدهيشة" ارتطمت القصتان بتحديات العيش وشظفه وخشونته، فللقرية مفرادتها وللمخيم مفردات شرّش ألمها في الصدور. قصتان مسكونتان بالوطن، وعندما تسكن القصة في الوطن ويسكن فيها، يزيح الحلم لثامه وينطلق يتنطط في كل الأرجاء، يسعى لانتزاع نجاح من أنياب الانكسار. "الميادين" و"الجزيرة" مدرستان مختلفتان، فكران، رؤيتان، أسلوبان ولـ"ناصر" و"وليد"، مدرسة "الوطن"، التي وإنْ تعددت الأساليب والمناهج والاجتهادات الإعلامية، تظل هذه المدرسة بثوابتها وعناوينها هي الأبقى والأنقى، وهل يتناقض الوطن مع المبادئ الإعلامية المهنية، هل يتناقض الانحياز للوطن مع الموضوعية؟ أسئلة طرحت في كثير من المؤتمرات وورشات العمل، وأنا كتبت ذات مرة انهما لا يتناقضان فمدرسة الوطن هي الحقيقة الموضوعية التي تحمل الرواية المتمردة كحصان حرون غير مُطبّع، والانحياز لا يعني القفز على حبال السيرك لاضاعة أو تزييف الحقيقة، فالانحياز للوطن الذي هو الحقيقة ليس المقصود به التحايل على الموضوعية. وهل موضوعية على وجه الأرض أصدق من الموضوعية التي تصرخ بأعلى صوتها، تطلب اغاثة شعب مظلوم أو آخر شعب على وجه الأرض ينزف تحت الاحتلال!! ما قاله الإعلاميان الكبيران لـ"عاشق من فلسطين" يصلح في رأيي لأن يدرس لطلبة الإعلام في كلياتنا، وأنا هنا لا أقوم بحملة دعاية للبرنامج،وإنما أعلن واعترف أنني أمارس الدعاية والانحياز لتجربتين إعلاميتين فلسطينيتين مهمتين، لأدعو كل من يفكر بمشروع إعلامي أو أكاديمي أو تجاري أو إداري، أن يتفحص التجربتين، لعله يعثر على مفاتيح من جهد ومثابرة واخلاص وسهر وكدح وروح اقتحامية. في الحلقتين اللتين ستبثان تباعاً عبر فضائية "معاً" ما يصلح للنقاش والحوار والتعلم، حيث سيعلن من خلال "وكالة معاً" في وقت لاحق عن موعد بث كل حلقة من هاتين الحلقتين- التجربتين. |