وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حان الدور على قبة الصخرة

نشر بتاريخ: 10/08/2016 ( آخر تحديث: 10/08/2016 الساعة: 12:38 )
حان الدور على قبة الصخرة
الكاتب: خالد معالي
مرت حادثة اقتحام وتدنيس مسجد قبة الصخرة المشرفة؛ من قبل سلطات الاحتلال؛ دون اهتمام بالغ؛ أو حتى ذكر من قبل العالم العربي والإسلامي، أو رد يوازي خطورة الخطوة التي أقدمت عليها حكومة "نتنياهو" المتطرفة.

أشد ما يخشى؛ أن يتعايش الشعب الفلسطيني غدا؛ مع عمليات الاقتحام والتدنيس للمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وكأنها أمر واقع لا مناص ولا انفكاك ​ منه، وهذا بعينه أفضل طريقة – بنظر الاحتلال - لتقسيم المسجد الأقصى؛ على غرار تقسيم الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن.
الاعتداءات والاقتحامات والتدنيس اليومي لباحات المسجد الأقصى المبارك؛ تهدف سلطات الاحتلال منه لجعله أمرا واقعا حسبما تمليه العقلية الفاسدة لقادة الاحتلال؛ وذلك في إطار استزراع الأوهام والأساطير التي تسكنها حول أن المسجد الأقصى المبارك؛ بني مكان معبد وهيكل سليمان المزعوم والمفبرك.
أمر محزن، ومخجل، ومشين؛ تصاعد وزيادة وتيرة الحملة المسعورة التي تشنها قوات الاحتلال ضد المسجد الأقصى، متحدية قرابة مليارين من المسلمين، وكأنه ليس لهم وجود، أو اعتبار أو وزن على المستوى الدولي.

تكثيف التواجد العسكري المشدد في القدس المحتلة، وزيادة بواقع 1000 عنصر جديد من قوات شرطة الاحتلال، ​وإفلات قطعان المستوطنين داخل المسجد الأقصى، وتأمين الحماية لهم والاعتداء على المصلين والموظفين واعتقالهم، وإتباع سياسات عقابية مخالفة لكافة النواميس الدينية والأخلاقية والإنسانية كالإبعاد عن المسجد الأقصى، هو استخفاف بكل العرب والمسلمين؛ لا يجوز ولا يعقل ولا يقبل.

يلاحظ زيادة مضطردة ومتصاعدة في منسوب ومستوى التطرف والمغالاة؛ التي تهيمن على عقل وتفكير قادة الرأي في دولة الاحتلال، وقادة أحزاب الاحتلال بمختلف مستوياتهم؛ في منطق ​ غير مألوف وغير معقول، وانحطاط ​إنساني لا سابق له.
يطرب "نتنياهو" لسماع عبارات الشجب والاستنكار؛ من قبل العرب والمسلمين، ويسعد ويبتهج بحالة الانقسام الفلسطيني، ويزيدها شرخا على هواه، وهو بذلك يطبق سياسة فرق تسد؛ ليطيل عمر احتلاله الفاني عما قريب.

المسجد الأقصى المبارك ؛ لا يخص 12 ​ مليون فلسطيني؛ بل يخص مئات ملايين العرب والمسلمين في العالم؛ والاعتداء عليه هو اعتداء عليهم وما تعارفت عليه الأمم والشعوب عبر التاريخ من حرية للأديان؛ ولكن يبدو أن حكومة "نتنياهو" لا تأبه لذلك.
يخطئ؛ المجتمع الدولي والغربي منه خاصة؛ في عدم العمل على وقف ولجم قطعان المستوطنين عبر الضغط على سلطات الاحتلال؛ لان غياب تدخل المجتمع الدولي هو الذي يشجع ​الاحتلال وأمثال "ليبرمان" على اقتراف ​المزيد من الاعتداءات، ويزيد من مستويات العنجهية والجنون الهستيري ​لدى ​سلطات الاحتلال.

حالة الاستنكار وتكراره وما يصاحبه من شجب، وعبارات مهما كانت شدتها؛ لن تخضع "نتنياهو" ولن تؤثر في سياساته؛ ما لم يوجد رد فعل قوي يجبر "نتنياهو" على التوقف عن سياساته الرعناء والشمطاء؛ ومن هنا وجب العمل على التحرك سريعا قبل فوات الأوان بتقسيم المسجد الأقصى، ووجب العمل على إعداد الخطط الجيدة؛ والتي للأسف يستعاض عنها في الحالة الفلسطينية والعربية والإسلامية؛ بأشد عبارات الشجب والاستنكار.