وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ناصر اللحام . تستحق الهجوم ...

نشر بتاريخ: 10/08/2016 ( آخر تحديث: 11/08/2016 الساعة: 20:45 )
ناصر اللحام . تستحق الهجوم ...
الكاتب: حسام أبو النصر
في ذكريات الأيام المظلمة ، ولحظات اليأس الموحشة ، والموت الذي كان ينبعث في كل مكان، والصواريخ التي تضيء عتمتنا ، كنا نتمسك بذلك الصوت الجهور الذي يفرض علينا الحضور ، المنبعث من ذلك الهاتف الخلوي الصغير في آخر شحناته ، بعد ان تقطعت بنا كل سبل الاتصال ، ليكون الأمل الذي نثق به في ظل غياب الحقيقة ، يبشر اهله وذويه المحاصرين في غزة ويستنهض المنتفضون في الضفة ، يعلو صوته على صوت الرواية الاسرائيلية الكاذبة بل يعلو على صوت الطائرات والدبابات المبشرة بالموت ، يزأر بقوة ، ويشد أزرنا في ظل تخاذل العالم اتجاهنا ، ليعلن في المشهد الأخير انتصار صمودنا وانهزام عدوانهم ، فكان صوت حريتنا في الأسر، وقوتنا في لحظات الضعف ، بل عربيتنا التي اخترقت العبرانية المحتلة لارضنا . نستذكر تاريخه من النضال إلى الأسر إلى الحرية إلى النضال ، الإعلام الجامع في ظل غياب الإعلام الموحد ، الإعلام الحر في زمن التبعية والصحف الصفراء .
من اجل كل ذلك ناصر اللحام يستحق الهجوم من خصومه ، لنجاحه وانضباطه ، يستحق الهجوم لصبره وجأشه ، وحين سقطوا أمام موضوعيته ، يستحق الهجوم لأنه صديق سلطة لا تمثلها فتح فقط ، وصديق مقاومة لا تمثلها حماس فقط ، بل لأنه صديق الشعب وصوت الكتاب والمثقفين الذين أغلقت المنابر في وجوههم . يبعث الأمل من مكان بعث فيه سيدنا المسيح ، فيصلبوه اليوم لصدقه وفكره . حين غابت وحدتنا في ظل الانقسام لعن الاعتقالات السياسية وناصر المعتقلين ، فعلا يستحق الهجوم لأنه وقف مع حقوق الشباب والخرجين وعايش همومهم ، فرض حضوره على العدو قبل الصديق ، فسمعوه مجبرين في لحظات غياب الإعلامي الرسمي .
اعترف لأول مرة في مقال ما أني منحاز ، منحاز لكل وطني حر ، منحاز لك ، انا لست موضوعيا أمامك ، لأني معك ظالما او مظلوما ، منحاز لك بقدر انحيازك لقضيتك وشعبك بقدر جرأتك التي ارقت العدو ، بقدر حفاظك على المسافات الوطنية بعد ان ضللنا الطريق .
اعذرني قد لا املك وساما أهديك اياه سوى كلمات الكادحين الذين كنت معهم وستظل ، ونصرتهم في ضعفهم ، بل كلمات المكلومين الذين ناصرت قضاياهم على مدار سنوات ، بنضالك وفكرك وقلمك الحر . . لم تكن يوما هيكل الشرق ، ولا خازن العرب ، بل كنت وستظل لحام العالم ، إننا نستسمحك عذرا يا رفيق الدرب نيابة عن المارقين ، أحضنا وسنتلقى عنك الطعنات ، أنت لست وحيدا ... استودعك في رضا الله ورضا الوالدين ورضا شعبك الذي احبك .