|
شهب كثيفة في سماء فلسطين
نشر بتاريخ: 10/08/2016 ( آخر تحديث: 11/08/2016 الساعة: 00:11 )
بيت لحم-معا- من المتوقع ان تشهد سماء فلسطين مساء الخميس والجمعة حدثا فلكيا مثيرا حيث تشاهد شهب البرشاويات وهي من أكثر الزخات الشهابية كثافة ونشاطا خلال العام .
ويمكن مشاهدة أكثر من 100 شهب في الساعة الواحدة في المعدل، ولكن هذا العام سيكون مختلف عن الأعوام السابقة ،حيث من المتوقع أن يصل عدد الشهب إلى 200 شهاب في الساعة الواحدة وقت الذروة في المناطق المظلمة والبعيدة عن التلوث الضوئي. وحسب الدراسات الخاصة بزخة شهب البرشاويات يبدأ رصدها من يوم التاسع من شهر أغسطس وحتى الرابع عشر منه، اما ساعة الذروة حيث تصل قمة نشاطها فتكون فجر يومي الثاني عشر والثالث عشر من أغسطس من كل عام. و المذنب سويفت – تتل هو مصدر شهب البرشاويات، حيث اكتشف الفلكيون أن المذنب سويفت - تتل يترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها كل 130 سنة تقريبا، وان الأرض تعبر هذا النهر الغباري يوم 12 أغسطس من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة برشاوس، كما وتعتبر المذنبات المصدر الرئيسي لمعظم الشهب حيث تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء، وعندما تمر الأرض من ذرات الغبار التي تركتها المذنبات تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا وتسمى زخات الشهب من جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء. والشهب التي تسمى عند الشعوب والعامة عبارة عن ذرات تراب مجهرية أي صغيرة جدا، وتسبح هذه الذرات الترابية في الفضاء بين الكواكب السيارة وهي ناتجة عن مخلفات المذنبات التي تتركها في الفضاء، وتزداد الذرات الترابية في مناطق معينة من الفضاء تسمى (أسراب الشهب) وعندما تمر الأرض من هذا السرب تظهر الشهب بشكل مميز. وعندما تقترب الذرات الترابية من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى 70 كلم/الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فان ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ، وتبدأ الشهب بالاحتراق على ارتفاع 120 كلم عن سطح الأرض ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كلم لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية الى في حالات نادرة وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد . ويتوافق موعد رصد الشهب مع يومي 11 و12 أغسطس أي أن القمر سيكون قريبا من مرحلة التربيع الأول وهذا يعني أن القمر سيغيب منتصف الليل ولن تتأثر الشهب بإنارة القمر التي تكون مزعجة جدا إذا توافق موعد رصد الشهب مع وجود القمر في فترة قريبة من الاكتمال أو القمر البدر. كما أن أفضل الأماكن في فلسطين لرصد الشهب ستكون في الأماكن الشرقية القريبة لابتعادها عن التلوث الضوئي والصناعي، لذلك نشاهد الشهب من هذه الأماكن أكثر لمعانا ووضوحا نظرا لصفاء السماء وظلمتها الشديدة، كما وندعو خبراء التصوير والهواة استغلال هذه الشهب لتصويرها حيث تبدو الشهب في الصور غاية في الروعة والجمال. داود طروة – عضو كرسي اليونسكو لعلوم الفضاء والفلك |