هل أنت لصٌ أم انت ضيف

بقلم: هادي زاهر

ايها الجراد القادم من بلادٍ بعيدة

مالذي شدّك لهذي البلاد

ومنذ أن أنجبها الله وهي شهيدة

ومنذ أن كانت.. وهي بالكفّ

تقاوم مخرز الجلاد

سبحان من أسرى بك أيها الجراد

جرّد أشجارنا من الأخضر

والأزهار الأقحوان من الأصفر

وامتص من عروقنا عندم الأحمر

لك الشتاء.. لك الربيع

لك الخريف.. لك الصيف

هل أنت لصٌ أم انت ضيف

كل شيء هنا يبقى ويظل

على حاله كما أنجبته الخليقة

وما من ظل لنا سوى هذا الظل

وليس لنا سواها من حقيقة

كل الغزاة عبروا من هنا

وكلهم اندثروا هنا

وبقينا على هذه الأرض

ونحن وعولها الطليقة

خذ ما تشاء أيها الجراد

فلن يضير نهمك.. هذه البلاد

*****************

لكم أن تتعلموا من التاريخ

ومما يؤول إليه الطبيعة

ستعودون إلى الصفر

وإن اجتزتم السماء وعبرتم المريخ

في آخر الامر تكون القطيعة

بينكم وبين الأعالي

ستعودون إلى محطتكم الأولى

رعاة.. عراة.. تجبون السهولا

وتتلصصون السنابل.. كأنكم الجراد

وتعودون إلى بلدكم

حيث أنجبت الأمهات أجدادكم

متى ستعلمون أن هذه البلاد

ابعد ما تكون عنكم

ولا تفهم لغتكم

ولا همهمات أولادكم