|
هل تسقط فتح في البلديات؟!
نشر بتاريخ: 12/08/2016 ( آخر تحديث: 12/08/2016 الساعة: 17:40 )
الكاتب: محمد اللحام
تتصاعد وتيرة الاستعداد لانتخابات هيئات المجالس المحلية والبلديات في مناطق السلطة الفلسطينية المتنازع عليها، حيث تسيطر حركة حماس على قطاع غزة والتي وافقت على اجراء الانتخابات بشكل مفاجئ نسبيا، وهي التي كانت رافضة لذلك منذ سنوات بحكم سيطرتها المطلقة وبالقوة على الحياة العامة في القطاع.
دوافع حماس بالموافقة كانت متعددة ومنها فشل التجربة الخدماتية للبلديات التي فازت بها في قطاع غزة او تلك التي سيطرت عليها بالقوة، مما رفع من وتيرة الغضب الشعبي في وجهها، حتى وجدت في الانتخابات سبيلا للخلاص من هذا العبء عبر إعلانها ترشيح ودعم قوائم من كفاءات وشخصيات عامة غير حزبية. بينما تتطلع حماس لمجالس الضفة الغربية كاختراقٍ حزبيٍّ يعزز حضورها جماهيريا بعد سلسلة استهدافات لشخوصها وبرامجها. حماس وان نجحت خياراتها فهذا نجاح لها، وان فشلت تلك الخيارات فان الفشل للكفاءات او الشخصيات بحكم انها لا تحمل الصفة والصبغة الحزبية لحماس، وستقول اننا لم نشارك بكادر حماس وبالتالي لم يسقط احد من حماس. على الجانب الاخر يتضح ان حركة فتح فوجئت بموقف حماس بالموافقة وظهر الارباك والتخبط في صفوفها على اكثر من مستوى، وهي التي تموّل قطاع غزة دون ان تديره بينما تدير الضفة الغربية على المستوى السياسي والخدماتي. نوع من النشوة المصحوبة بالضبابية والتوجس لدى حركة حماس من الحراك الفتحاوي الذي وكما العادة "يبدأ بأزمة وينتهي بفزعة وتجيش وتحشيد" مما يجعل حماس تتعامل بردود فعل في خططها لهذه الانتخابات وفق الحالة الفتحاوية وليس العكس. فما بين التهور وفق المشهد الخارجي والهرولة بسقف مرتفع والزج بشخصيات حزبية حمساوية، واما حفظ خط العودة والبقاء على الفلسفة الاولى للانتخابات بكفاءات. البعض البعيد عن فتح قد يعتقد ان الازمات الداخلية عوامل انكسار للحركة، وهذا تشخيص خاطئ لأن فتح مدرسة ازمات وسلسلة ازمات داخلية تظهر فيها المعارضة اكثر من المعارضة الخارجية، ولديها القابلية للصدمات وقد يكون هذا سر بقائها وديمومتها. ولو ان أي تنظيم مر بواحدة من عشرات ازمات فتح لكان قد انتهى واندثر، فأزمة في حركة القوميين العرب أفرزت عشرات الانقسامات والتنظيمات، منها ما هو حي حتى اللحظة ومنها ما اختفى. ازمات حركات الاسلام السياسي متواصلة، فمن الحركة الام الاخوان المسلمين خرجت عشرات التنظيمات والحركات من القاعدة والنصرة وصولا لداعش. فمثلا أزمة طولكرم وكما هي عادة فتح تتكاتف في الازمات، حيث يتطلع على ان ما مرت به طولكرم سيشكل عامل تحفيز وتحشيد والتفاف ان احسن ادارته فستكون طولكرم مفاجأة كبيرة. ولكن واقع فتح والتجارب، تقول إنه حتى مدينة الخليل تشهد تغيرا ايجابيا لصالح فتح في الرأي العام بعد تجربة محترمة لخالد عسيلة ومن ثم الدكتور داود الزعتري، كخيارات فتحاوية والحديث عن مرشح كفئ مهنيا ووطنيا يجمع الحالة العامة في الخليل. وإذا تحدثنا عن مدينة كبيرة مثل نابلس فإن التوجه الايجابي والمعقول في ترشيح عدلي يعيش رئيس البلدية السابق، يشير إلى عقلية انفتاح وتقبل لاي كفاءة وطنية خدماتية بعيدا عن الاغراق بالحزبية في درس على ما يبدو تعلمته فتح في نابلس. قائمتان لفتح في رام الله المرة الماضية، استطاع معها التنظيم انجاح خياراته على حساب سقوط كل الخيارات الاخرى بما فيها خيار الرئيس أبو مازن مما يشير لضرورة احترام رؤية التنظيم من قبل المستوى السياسي. ورام الله أكثر قربا اليوم لأي خيار ليبرالي قادر على التحليق بالمدينة وتقديم افضل الخدمات، بما يليق بهذه المدينة المحورية ومن المؤكد ان فتح ستضع جل قدراتها وطاقاتها لحسم رام الله. وحسب المعلومات التي ترشح، فإن مواقع مثل قلقيلية والبيرة وجنين وبيت لحم واريحا وطوباس وسلفيت ويطا ودورا والظاهرية وعنبتا وصل فيها تنظيم فتح لتوافقات محترمة. في قطاع غزة لن تجرؤ حماس على ترشيح رموز والناس هناك تواقة للتغير . أعتقد أن كافة المؤشرت والمعطيات تقول بأن حركة فتح في الغالب ستذهب نحو خطوة ايجابية لتعزيز حضور نهجها الديمقراطي السياسي المجتمعي اولا وثانيا تعزيز حضورها في المجالس البلدية ..ولن تسقط، بينما ستعمل حركة حماس على محاولة الاستفزاز والافشال من خلال رفع وتيرة الخطاب السلبي، مثلما كان على لسان الزهار وعدوان، وكذلك على صعيد الانتهاكات والإجراءات التعسفية بمنع نشاطات فتحاوية في غزة واعتقالات في خطوات هدفها استفزاز فتح، واظهار ان حركة فتح لا تريد انتخابات والواقع يقول عكس ذلك ،وتصريح الرئيس الحاد والحاسم والقاطع في اجتماعه الاخير يوم الاربعاء مع الكادر الفتحاوي لدليل على اصرار فتح على اجراء الانتخابات . |