|
دولة "جسر الزرقا " آخر قرية عربية على ساحل حيفا
نشر بتاريخ: 13/08/2016 ( آخر تحديث: 13/08/2016 الساعة: 19:54 )
بيت لحم- معا - تقع قرية جسر الزرقا الى الغرب من الطريق الساحلي على قمة "تلة الكركار" وهي القرية الفلسطينية الوحيدة المطلة على البحر المتوسط التي بقيت على ساحل البحر ضمن لواء حيفا الساحلي. زارها "اساف قمر" مراسل موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني وعاد منها بتقرير وصفها بالغرب المتوحش والدول داخل دول يجمل اطفالها المسدسات ولا وجود لقانون فيها حيث تدور "المعارك" بالأسلحة النارية في رابعة النهار وكذلك عملية حرق المنازل وقتل الابرياء حسب وصف المراسل. والتقى المراسل ضمن التقرير عددا من سكان القرية بينهم النشاط الاجتماعي: صائب شهاب الذي اعرب عن خوفه من السكان في هذه البلدة الجميلة "اخاف ان اسكن هنا اخاف ان اسير مع اطفالي لقد ذهب الكثير من الاولاد هكذا دون ثمن انني قلق على مصير احفادي وأبنائي وعائلتي لأنك لا تعرف من اين سيصيب هذا الشر" قال صائب شهاب. وتحدث "مصلح جبران" بدوره عن قصة وحادثة عاشتها هذه البلدة قبل عدة ايام فقط اصيب فيها ابن اخيه الصغير بطلق ناري طائش اطلق خلال صراع بين العصابات فور خروجه من باب منزله. "خرجت انا والولد من باب المنزل الى الطريق ومعنا صوت طلقات نارية وفجأة صاح الولد لقد اصابتني رصاصة فحملته الى البيت وقدمت له بعض الاسعافات وطلبنا سيارة اسعاف لكن سائق سيارة الاسعاف كان خائفا ولم يكن مستعدا لدخول البلدة وقال لي احضر المصاب الى مدخل القرية وحتى الشرطة خافت ان تدخل البلدة حتى تم استدعاء قوات "يسام" الخاصة " قال مصلح جبران. وعاد المراسل الى "صائب شهاب" وسأله هل انت خائف؟ اجاب شهاب بشكل قاطع "نعم". اعتدنا على هذا الوضع.. وضع يقتل ويصاب فيه الابرياء بسبب الحرب بين العصابات يوجد في البلدة الكثير من السلاح غير القانوني يتجولون فيه في الشوارع هناك اطفال في 12-13 عاما يتجلون حاملين المسدسات وحين يندلع شجار او يصادف وجود حفل زفاف يشرعون بإطلاق النار. ووجه شهاب احباطه وغضبه نحو الشرطة الاسرائيلية قائلا " الشرطة تعرف كل شيء وتقوم ببعض الدوريات في بعض الاحيان وتبدأ المشاكل فور مغادرتهم نحن نريد تواجد شرطة على مدار 24 ساعة نحن نعيش داخل فيلم كوماندو ". من عاش وتربى هكذا يجد نفسه مجبرا على شراء مسدس: العمل كمصور هنا هو ملاذ خطير ايضا فمجرد ترجل المصور من السيارة تنهال عليه الشتائم والتهديدات. اصطحب رئيس اللجنة الشعبية وعضو المجلس المحلي من قبل المعارضة "سامي العلي" طاقم التقرير في جولة بالسيارة جالوا خلالها بأحياء الفقر البارزة ضمن القرية المكتظة حيث الفقر والقذارة والاكتظاظ والإهمال ما يعني ان طاقم التقرير لن يكون الاول الذي ساوى بين جسر الزرقا وغزة حسب تعبير معد التقرير المنشور اليوم السبت. ذكر "العلي" بالحقيقة المرة حين قال " جسر الزرقا هي القرية الفلسطينية الوحيدة التي بقيت على طول ساحل البحر المتوسط بعد 1948 وتضم 14 الف نسمة وتشبه مخيمات اللاجئين ونعيش فيها تحت حصار دائم من كل الجهات". ترتسم حدود هذه القرية المكتظة بشكل واضح لا تخطئها عين ولا تتسم بالتطور او تلبية حاجة البناء للجيل الصاعد فمن الشمال تجدها محمية طبيعية "ناحل تننيم"، من الجنوب تلة تراب او ساتر ترابي اقامه سكان قيساريا اليهودية القريبة، فيما يمتد الطريق الساحلي شرقا ليحشرها بينه وبين البحر غربا. ان الحاجة للبناء في جسر الزرقا ملحة وكبيرة حيث يوجد الكثير جدا من الشباب والفتيان وتبلغ نسبة السكان ممن هم تحت سن الـ18 ما يقارب 45 % فيما يقف متوسط اجر من يعمل كأجير 5400 شيكل شهريا مقابل 9700 هو متوسط اجر الاسرائيليين وتصنف البلدة بمرتبة متدنية جدا ضمن المقياس الاقتصادي- الاجتماعي المتدرج من" 1-10 " والصادر عن مكتب الاحصاء المركزي. وحاول "العلي" توضيح اسباب تحول البلدة الى "دفيئة جريمة" بالنسبة للشباب بقوله " في ساعات المساء ترى غالبية الشباب من سن 16 عاما وما فوق يمضون وقت فراغهم في المقاهي لعدم وجود أي اطر اجتماعية او رياضية او ثقافية او عمل يضمهم ويحتوي طاقاتهم لقد ولد الاطفال ليجدوا انفسهم داخل هذه الدوامة من الصراعات والشجارات لذلك هضموا واستوعبوا الموضوع وكأنه الشيء الطبيعي ولا بديل عنه او خيارات اخرى فحين يندلع شجار او نزاع من احد الجيران فهم لا يعرفون شيئا سوى الطعن وإطلاق النار او احراق سيارات بعضهم البعض فمن ولد دخل الضائقة والإهمال والحرمان وعدم المسؤولية وعنف الشرطة وسياسة التمييز من قبل الحكومة يتحول فورا الى انسان يبحث عن مسدس لشرائه ". وقال بعض السكان الذين خافوا ان يعرّفوا عن انفسهم للمراسل الصحفي ان احد مشاكل وإشكالات محاربة الجريمة يتمثل بالخوف الهائل من الانتقام الذي يصيب الناس بالشلل رعبا وهو ما يمنع تعاون الناس مع الشرطة فلا يوجد أي حماية لمن يقرر ان يتحدث. |