|
المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا كنسيا رومانياً
نشر بتاريخ: 13/08/2016 ( آخر تحديث: 13/08/2016 الساعة: 11:06 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، وفدا كنسيا رومانيا ضم عددا من الاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الابرشيات والاديار الارثوذكسية في رومانيا، وضم الوفد بعثة اعلامية تمثل قناة ترينيتاس التابعة لبطريركية رومانيا ومقرها في العاصمة بوخارست.
واستقبل المطران الوفد في كنيسة القيامة، وابتدأت الجولة ببعض الترانيم الارثوذكسية باللغة الرومانية امام القبر المقدس. وجال الوفد داخل الكنيسة، واستمعوا الى بعض الشروحات والتوضيحات ثم انتقل الجميع الى الكاتدرائية، والى محاضرة وحديث روحي من سيادة المطران عطا الله حنا. ورحب المطران بالوفد الكنسي الارثوذكسي الروماني، وقال:" إننا سعداء بوجودكم في مدينة القدس وزيارتكم تحمل الطابع الاخوي الهادف الى تعزيز التعاون بين الكنيستين الشقيقتين وتبادل الزيارات وتعزيز الصداقة والمحبة القائمة فيما بيننا". ولفت إلى أن" الكنيسة الارثوذكسية الرومانية تشهد نهضة روحانية غير مسبوقة في كافة المجالات بعد ان مرت بظروف قاسية حيث تعرضت للاضطهاد والاستهداف، واليوم الكنيسة الرومانية استعادت عافيتها وتقوم بدور روحي تبشيري انساني واجتماعي خدمة للشعب الروماني الشقيق والصديق". وتابع المطران: أن شعب رومانيا الارثوذكسي متميز بحبه لفلسطين وللقدس وعشقه للاماكن المقدسة، وأن رغبتهم متقدة دوما لزيارة الاراضي المقدسة في هذه البقعة المقدسة من العالم. وقال: ان زيارتكم الى القدس تحمل الكثير من المعاني ولعل اهم رسالة تحملها هذه الزيارة هي مكانة القدس بالنسبة للعالم المسيحي، باعتبارها ارض التجسد والفداء والالام والقيامة. وأفاد المطران ان زيارة للقدس هي عودة الى جذور الايمان فمن هنا كانت الانطلاقة وعلى كافة المسيحيين في مشارق الارض ومغاربها ان يلتفتوا الى فلسطين الارض المقدسة، باعتبارها مهد ديانتهم والارض المباركة التي فيها تجسد المسيح وعاش وقام بكل ما قدمه للانسانية. وشدد على ان كنيسة القدس هي كنيسة عريقة لها تاريخ مجيد ولكنها ايضا هي كنيسة الانسان القاطن في هذه الديار، وانها تبشر بقيم السلام والمحبة والاخوة وتدعو الى تكريس الثقافة الانسانية التي ملؤها الحب والتضحية والتفاني والخدمة. وأضاف المطران: أن المحبة في مفهومنا لا تعني الضعف ولا تعني الخوف ، نحن نحب، ولكننا لا نخاف من ان نقول كلمة الحق التي يجب ان تقال حتى وان ازعجت الكثيرين، نحن نحب ولكننا لن نتنازل عن حقنا في ان ندافع عن قيم العدالة ونصرة المظلومين ورفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها. "ان كنيستنا هي خير شاهد على معاناة الشعب الفلسطيني في نكبته ونكسته وما اكثر النكبات والنكسات التي حلت بهذا الشعب، نحن جماعة لا تخاف من ان تدافع عن شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة وخاصة في هذه الاوقات العصيبة حيث ان هنالك في عالمنا من يتجاهلون هذه القضية ويريدوننا ان نتناساها" أضاف المطران. ونوّه في حديثه:" اذكر ان احد السياسيين الاوروبيين قال لي في زيارتي الاخيرة الى احدى الدول الاوروبية: لماذا يا صاحب السيادة تحدثنا دوما عن القضية الفلسطينية؟ فكان جوابي واضحا: بأن هذه القضية هي قضيتي وهي قضية كنيستي وشعبي، ومن واجبنا ان نكون سفراء حقيقيين وامناء لمعاناة وآلام وجراح هذا الشعب الذي نحن جزء اساسي من مكوناته". وعبّر المطران:" يؤسفنا ويحزننا انحياز بعض السياسيين في الغرب للظالمين على حساب المظلومين ويؤسفنا ويحزننا ان هنالك من يريدوننا ان نصمت والا نتحدث عن هذه القضية التي هي قضيتنا جميعا، يريدوننا ان نتنازل لاملاءاتهم وضغوطاتهم وان نرضخ لاجنداتهم وهذا لن يحدث ما دام الدم ينبض في عروقنا ومهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات". وأكد: لن نتخلى عن فلسطين الارض المقدسة ، ولن نتخلى عن القدس عاصمتنا الروحية والوطنية، ولن نتخلى عن رغبتنا وسعينا الدائمين من اجل تكريس ثقافة الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا لكي نكون اقوياء في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تعصف بنا من كل حدب وصوب. وشدّد:" لن نتخلى عن خطابانا السلمي وعن لغة وثقافة المحبة التي يجب ان نسعى دوما للتبشير والمناداة بها ولن ننزلق الى الخطاب الطائفي التحريضي الهدام الذي يريدنا البعض ان ننزلق اليه وسنبقى دوما دعاة تضامن واخوة وتلاق بين الانسان واخيه الانسان ، وفي فلسطين الارض المقدسة، سنبقى شعبا واحدا يناضل من اجل الحرية واستعادة الحقوق ولن نتخلى عن محبتنا لبعضنا البعض وحرصنا الدائم على التلاقي والتعاون الاسلامي والمسيحي خدمة لوطننا ومجتمعنا وقضيتنا وقدسنا". وقال المطران للوفد:" إننا كمسيحيين فلسطينيين كما وكل الشعب الفلسطيني نتوق الى اوسع رقعة تضامن مع شعبنا في هذا العالم ونتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تبقى صوتا صارخا مناديا بالعدالة والحرية والكرامة الانسانية بعيدا عن العنصرية، نتمنى من الكنائس العالمية ان تكون اجندتها هي الانجيل والا ترضخ لاي ضغوطات سياسية او املاءات من اي جهة كانت فنحن نستمد مواقفنا ومبادئنا وتعاطينا مع القضايا الانسانية والاجتماعية والوطنية نستمد هذا من الانجيل ومن تعاليمه السامية". ودعا إلى قراءة الإنجيل، قائلاً:" اقرأوا الانجيل المقدس لكي تكتشفوا ان السيد المسيح عندما كان في فلسطين وكان ينتقل من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية لم نراه يوما يذهب الى الاغنياء تاركا الفقراء ولم نراه يوما ذاهبا الى الزعماء والجبابرة تاركا المساكين والفقراء والمعذبين، فقد كان دائما منحازا للمظلومين والمتألمين والمطرودين والمأسورين والمرضى والحزانى لكي يبلسم جراحهم ويعزيهم بكلماته النازلة من السماء". وأوضح: هذا هو دستورنا وهو ان ننحاز لكل انسان متألم ومظلوم ايا كان دينه ان ننحاز للمنكوبين والمشردين المظلومين، ان ننحاز لقضايا العدالة وان ندافع عن حقوق الانسان وان نرفض الارهاب والعنف والكراهية بكافة اشكالها والوانها. ولفت المطران إلى أن ان تضامن الوفد مع فلسطين ومع شعبها، انما هو تعبير صادق عن اصالتكم الايمانية، مضيفا:" ارثوذكسيتكم الصادقة التي هي ليست استقامة ايمان فحسب، بل هي استقامة فكر وسلوك". ودعا:" تضامنوا مع شعبنا الفلسطيني الذي يحتاج الى كل واحد منكم، فلا تتركوا هذا الشعب وحيدا يقارع جلاديه وقاهريه وظالميه". وقال المطران:" علينا ان نرفع الصوت عاليا منددين بالاحتلال الاسرائيلي وممارساته العنصرية الظالمة بحق شعبنا وعلينا ان نقول هذا القول دون ان نخاف من احد، فالمؤمن الملتزم بإيمانه وقيمه لا يهمه الا مرضاة الله فنحن جماعة نريد ان يرضى الله عنا حتى وان اضطهدنا السياسيون واصحاب المصالح والاجندات الخاصة". وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن مضامينها ورسالتها واهدافها، وقال: المسيحيون الفلسطينيون هم جزء اساسي من هذا الشعب المناضل والمقاوم من اجل الحرية وشعب فلسطين هو شعبنا وقضية فلسطين هي قضيتنا ونحن مسخرون في خدمة هذا الشعب وفي خدمة هذه المدينة المقدسة التي هي امانة في اعناقنا ويجب ان نحافظ عليها. واكد للوفد اننا نعيش آلام وجراح منطقتنا العربية ونتمنى منكم ومن كنيستكم ان تكون سوريا حاضرة معكم بآلامها وجراحها ومعاناتها، فآلام وجراح فلسطين هي آلام وجراح سوريا كما انها آلام وجراح مشرقنا العربي المعذب بفعل الارهاب والقتل والحروب. وأفاد المطران: نتضامن مع سوريا، نصلي من اجل المطارنة المخطوفين ونتمنى ان تتوقف الحروب وثقافة الموت والعنف في منطقتنا وان يكتشف انساننا انه مخلوق لكي يكون اداة محبة ورأفة وسلام، لا ان يكون اداة قتل وارهاب وعنف". وأضاف:" نتضامن مع ضحايا الارهاب في عالمنا ايا كان دينهم وايا كانت قوميتهم واولئك الذين يستهدفون عالمنا بالارهاب هم ذاتهم الذين يذبحون ويدمرون في منطقتنا". وشكر اعضاء الوفد المكون من 70 شخصا المطران على محاضرته وكلماته، وقالوا:" كنيسة رومانيا تقف الى جانبكم وتؤازر قضيتكم وهي تتمنى ان يتحقق السلام، وان تسود قيم العدالة في هذه المنطقة وفي العالم". ونقل الوفد للمطران بركة غبطة البطريرك دانيال وقدموا له كتابا عن تاريخ الكنيسة الرومانية وشكروه على مواقفه ودوره ورسالته، وأجرت فضائية "ترينتاس" الارثوذكسية الرومانية مقابلة معه سوف تبث خلال الايام القادمة. |