|
قوات الاحتلال تخضع مريضاً من غزة للتعذيب وتتسبب في وفاته
نشر بتاريخ: 16/08/2016 ( آخر تحديث: 16/08/2016 الساعة: 10:51 )
غزة - معا - تسببت الإجراءات التعسفية التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند معبر بيت حانون "إيرز"، في وفاة مريض، بعد منعه من الوصول إلى المستشفى دون أية أسباب واضحة، وكانت تلك القوات اعتقلت المريض في وقت سابق وهو في طريقه للمستشفى وأخضعته للتعذيب قبل أن تطلق سراحه. وأعرب مركز الميزان لحقوق الإنسان عن استنكاره الشديد لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي، باستمرار حصاره لقطاع غزة وحرمان سكانه من أبسط حقوق الإنسان مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي بملاحقة كل من يشتبه بارتكابهم جرائم حرب. وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن المريض المتوفي يدعى يوسف يونس محمد يونس (19) عاماً من سكان محافظة شمال غزة، ويعاني من سرطان في الدم، وجرى اعتقاله يوم السبت الموافق 14/4/2016 من أمام حاجز عرابة قضاء جنين وذلك بعد مروره من معبر بيت حانون (ايرز) بغرض العلاج في مستشفى النجاح الوطني الجامعي في مدينة نابلس. وحسب إفادة أدلى بها يوسف يونس لمحامي المركز عقب إخلاء سبيله، أنه مكث في مركز تحقيق عسقلان مدة (13) يوماً تعرض خلالها للتعذيب الجسدي والنفسي من خلال إجباره على الجلوس على كرسي مصنوع من الحديد صغير الحجم قيدوه إليه لساعات طويلة علاوةً على السب والشتم والابتزاز والمساومة، ثم أُفرج عنه بتاريخ 27/4/2016، دون أن توجه له لائحة اتهام. وبتاريخ 28/6/2016 حصل على موعد للعلاج في مستشفى هداسا عين كارم داخل الخط الأخضر، وتمكن من المرور والوصول هناك ومكث في المستشفى حتى تاريخ 5/7/2016، ثم عاد إلى غزة في انتظار موعد من المستشفى لإجراء عملية لزراعة نخاع، وبعد أن تحصل على عينات من أقاربه وعلى حجز في مستشفى هداسا عين كارم، تقدم بطلب للحصول على تصريح مرور بناء على حجزه في المستشفى بتاريخ 11/7/2016، حيث رفضت سلطات الاحتلال طلبه، وبعد أربعة أيام تلقى اتصالاً هاتفياً من جهاز المخابرات الإسرائيلية ساومته من خلالها على العمل معها كمخبر مقابل السماح له بالمرور، وعندما رفض المريض التعاون، منعته تلك السلطات من المرور ما تسبب في تدهور حالته الصحية حيث فارق الحياة بتاريخ 8/8/2016. ودعا المركز إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في الجريمة التي جرى ارتكابها بحق المواطن يونس سواء ما تعرض له من تعذيب واعتقال تعسفي أو حرمانه من العلاج، وإلى نشر نتائجها على الملأ، مؤكدا بأنها انتهاك مركب لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان كونها تنتهك حق الإنسان في تلقي الرعاية الصحية المناسبة، وتمس بحق الإنسان في الحياة وحقه في حرية الحركة والتنقل، كما أنها تشكل محاولة لإرغام المدنيين على العمل لصالح القوات المحتلة الأمر الذي يحظره القانون الدولي. وواوضح مركز الميزان ان سلطات الاحتلال تواصل انتهاكها لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان في تعاملها مع المدنيين في قطاع غزة، ولم تكترث تلك القوات بمصائر المرضى، وواصلت بشتى الوسائل عرقلة تمتع الأفراد بحقهم في العلاج، حيث اعتقلت منذ بداية العام الجاري من أمام معبر بيت حانون (ايرز) (20) مواطناً من بينهم (5) مرضى و(4) مرافقين، كما وثق مركز الميزان خلال الفترة نفسها مماطلة السلطات الإسرائيلية في الرد على (67) طلباً لمرضى من سكان قطاع غزة بشأن المرور عبر حاجز بيت حانون (إيرز) والوصول للمستشفيات. |