وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحزب الشيوعي يحذر من محاولات الالتفاف على القضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 17/08/2016 ( آخر تحديث: 17/08/2016 الساعة: 01:16 )
القدس -  معا-  عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي، جلسته الدورية مساء يوم الاثنين.

 وقدم فيه السكرتير العام للحزب الشيوعي عادل عامر بيانا، حول مختلف القضايا السياسية والتنظيمية الحالية، وجرى نقاش مستفيض من أعضاء المكتب، وصدر البيان التالي:
يحذر المكتب السياسي للحزب الشيوعي، من سلسلة المشاريع الاستيطانية التي انطلقت بها حكومة اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو في جميع أنحاء الضفة والقدس المحتلة، مستفيدة من التواطؤ الدولي، من الامبريالية والرجعية العربية والاقليمية. كما يحذر من محاولات عربية للركض نحو التطبيع الفعلي، بعد الالتفاف على القضية الفلسطينية. ويؤكد المكتب دعمه الكامل لمعركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال، ويدعو لدعمها شعبيا.

كما يحذر الحزب من مخاطر السياسة الاقتصادية المتمثلة بمشروع الموازنة العامة للعامين المقبلين. ويؤكد الحزب على موقفه الحازم مما يسمى "الخطة الاقتصادية لدعم الاقليات"، التي تحمل ما هو هشّا، مقارنة باحتياجات المجتمع العربي، مقابل العديد من المخاطر التي تتضمنها الخطة، وخاصة السعي لتدمير آلاف البيوت العربية، ومشاريع تدجين المجتمع العربي، تحت شعارات وهمية يحذر منها الحزب، الذي يدعو إلى أوسع شراكات نضالية على أسس ورؤى واضحة، مناهضة لسياسات الاحتلال وكل أشكال التمييز العنصري.

ضد الاستيطان ومع المقاومة الشعبية
شرعت الحكومة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة بسلسلة مشاريع استيطانية ضخمة، منها بناء مئات البيوت الاستيطانية في القدس المحتلة، ومشاريع توغل ومصادرات في منطقتي بيت لحم والخليل، وبموازاة ذلك تتواصل أعمال حكومة الاحتلال لتثبيت عشرات البؤر الاستيطانية في الضفة، لجعلها مستوطنات ثابتة، تنفيذا لما نصّت عليه اتفاقية الائتلاف بين حزب "الليكود" وتحالف أحزاب المستوطنين المسمى "البيت اليهودي".

وفي ذات الوقت يعمّق الاحتلال سياسة الحصار المفروض على قطاع غزة والضفة المحتلة، وبأشكال متعددة؛ ويواصل خنق الشعب الفلسطيني في حياته اليومية، لجعله شعبا يلهث وراء قوت يومه، ظنّا من الاحتلال أن هذا سيشل حركته في مقاومته للاحتلال وجرائمه، نحو الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ويؤكد الحزب الشيوعي على أهمية استنهاض المقاومة الشعبية الجماهيرية الواسعة، لصد الاحتلال، معيدا الى الاذهان ما يوفره العُرف والقانون الدولي للشعب الواقع تحت الاحتلال من حق مشروع في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة له. وهذا يتطلب تحشيدا ورؤية سياسة جماعية في الساحة الفلسطينية، التي تواصل معاناتها من حالة الانقسام بين الضفة والقطاع، وما يعكسه هذا على الأجواء السياسية في جميع أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، وهذه الحالة يجب أن تنتهي. وفي ذات الوقت، اعادة المكانة القيادية الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على أسس المشروع الوطني.

ويؤكد الحزب الشيوعي على دعمه الكامل، لمعركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها عشرات الأسرى في سجون الاحتلال، ضد الاعتقالات الإدارية، وظروف الاعتقال والسجن الوحشية، ويحذر من الخطورة المتزايدة على حياة الأسير بلال الكايد، الذي يخوض اضرابا عن الطعام منذ ما يزيد عن شهرين، رفضا للاعتقال الاداري الذي فرض عليه في اليوم الذي كان سيتحرر فيه من السجن، بعد قضاء 14 عاما ونصف العام، بمحكومية جائرة. ويدعو الحزب كوادره إلى المبادرة والمشاركة في الحملة الشعبية دعما للأسرى في معركتهم.

ضد مؤامرات الامبريالية والرجعية والتطبيع
ويحذر المكتب السياسي للحزب الشيوعي من تصاعد المؤامرة الامبريالية والمدعومة من أوساط في الرجعية العربية، للالتفاف على القضية الفلسطينية، وتهميشها، والشروع في مسارات تطبيع مع حكومة اليمين المتطرف على حساب القضية الفلسطينية واقامة الدولة وعودة اللاجئين. ويؤكد الحزب رفضه لكل هذه المحاولات، التي تنعكس في مسارات تفاوضية وهمية تقودها دول مساندة للسياسة الإسرائيلية، وأولها الولايات المتحدة.

ويؤكد الحزب على موقفه الرافض للشروع بأي لقاءات سياسية بين القيادة الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية، قبل وقف كلي للاستيطان، وتطبيق الاتفاقيات السابقة، وخاصة تحرير أسرى؛ وأن أي مفاوضات ستبدأ يجب أن تكون على أساس جدولة مواضيع، وجدول زمني واضحين، لتنتهي بالاتفاق على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب إسرائيل. وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية.

وفي ذات الوقت، يحذر الحزب من مسارات التطبيع التي تحاول خوضها دول رجعية عربية، بموجب ما دعا له في وقت سابق بنيامين نتنياهو، باستعداده للخوض في بند التطبيع القائم في مبادرة السلام العربية، قبل توقيع اتفاق مع الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، بقيام الدولة الفلسطينية.
وعلى أساس هذا الموقف، يؤكد الحزب الشيوعي مجددا، موقفه من زيارة الوفد السعودي برئاسة الجنرال  أنور العشقي، ولقاءاته مع شخصيات إسرائيلية رسمية، وأبرزها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، لتتأكد حقيقة التقارير التي ظهرت طوال الفترة الماضية، حول تنسيق قائم من "وراء الكواليس"، بين النظام السعودي والحكومة الإسرائيلية.

إذ يدين الحزب الشيوعي زيارة الموفد السعودي التطبيعية المشبوهة.

ويؤكد المكتب السياسي للحزب الشيوعي، أن مصلحة الشعب الفلسطيني الوجودية تتطلب الحفاظ على مركزية القضية الفلسطينية واستقلال القرار الوطني الفلسطيني، والنأي بالقضية الفلسطينية العادلة عن المحاور الاقليمية والتحالفات التآمرية المشبوهة التي تقودها اسرائيل والرجعية في خدمة مشروع الهيمنة الامبريالية في المنطقة.


استفحال العنصرية وقمع الحريات

ويؤكد المكتب السياسي للحزب الشيوعي، على أن نهج الحكومة الحالية هو حلقة تصعيد أخطر، في نهج كل الحكومات الإسرائيلية السابقة، وهو يأتي في سياق استفحال العنصرية، التي تبدأ من رأس الهرم الحاكم، بما فيه الكنيست، الذي يسجل باستمرار ذروة بعد ذروة في التشريعات العنصرية والداعمة للاحتلال، فمنذ الانتخابات الأخيرة وحتى نهاية الدورة الصيفية، طرح على جدول أعمال الكنيست 82 قانونا من هذه القوانين، وتم اقرار 14 منها بالقراءة النهائية.

الشراكة الكفاحية على أسس واضحة


أمام كل هذا المشهد القائم، يؤكد المكتب السياسي للحزب الشيوعي مجددا، على أهمية خلق أوسع قواعد جماهيرية للنضال ضد السياسات الرسمية، سياسة الحرب والاحتلال والتمييز العنصري، وبشكل خاص السعي إلى اختراق الشارع الإسرائيلي، للوصول إلى مجموعات وأطر تناهض السياسة الإسرائيلية، ولكن على أسس سياسية واضحة. بما في ذلك شراكات نضالية على قضايا محددا، وأيضا على السياسة العامة.
ويشدد الحزب على أن هذه الشراكات النضالية، يجب أن تكون في مركزها الجماهير العربية الأكثر تضررا بما لا يقاس من السياسات الإسرائيلية على مختلف مستوياتها، في تحالف متين وواع مع القوى الديمقراطية اليهودية الحقيقية، وأن لا تكون شراكات قائمة على أساس اقصاء وابعاد أي جزء.
وفي هذا الاطار يجدد الحزب الشيوعي على تمسكه بتحالف القائمة المشتركة، ويطمح إلى توسيعها، بناء على برنامجها القائم، ويحيي الأداء الجماعي فيها، حتى وإن وجدت ثغرات في هذه الناحية، ولكن هذا يبقى في اطار طبيعي بين أطر سياسية، ذات توجهات أيديولوجية مختلفة، ولكنها قررت العمل في اطار المشترك بيها. وتدعو الجماهير العربية الواسعة، والقوى اليهودية التقدمية، للتمسك بإنجاز تشكيل القائمة المشتركة، والسعي لتطويره.
كما يشير الحزب بإيجاب إلى الطفرة الواضحة في أداء لجنة المتابعة العليا، كالاطار الكفاحي الجامع للأطر السياسية الناشطة في الشارع العربي، ويدعو إلى المزيد من هذا التكاتف لمواجهة التحديات.

نداء الى الكوادر
ويتوجه المكتب السياسي الى كوادر الحزب، مشددا على أن مواقف الحزب، ورؤيته السياسية، القائمة على التحليل المعمق، المرتكز على فكرنا الايديولوجي، جعلت من الحزب حجر الرحى في كفاح الجماهير العربية والقوى التقدمية الحقيقية، في مواجهة العنصرية" الصهيونية" التي تطبقها كل حكومات إسرائيل على مدى عشرات السنين.
وهذا هو وقت الالتفاف حول الحزب، ورص صفوفه، على أسس فكرية وسياسية واضحة، فتنظيمنا القوي، هو قوة اضافية للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وجبهة قوية طليعية في النضال، كما هي دائما، هو ضمان استمرار الجاهزية النضالية للجماهير والعربية والقوى التقدمية في البلاد.