نتائج مخيبة للامال لكرة السلة الاسيوية والافريقية في الاولمبياد

بقلم : كريم شاهين

كشفت النتائح التي حققها ممثل اسيا وبطلها الصين وممثل افريقيا وبطلها نيجيريا "مع افضلية بالنتائج لنيجيريا" عن المستوى المتواضع الذي تعيشه كرة السلة الاسيوية والافريقية وعن الخلل العميق الموجود بين كرة السلة في القارة الاسيوية والافريقية وبين كرة السلة العالمية ممثلة بالقارة الاوروبية وامريكا الشمالية وامريكا الجنوبية واوقيانوسيا ممثلة باستراليا ونيوزلندا واللتين ستلعبان حسب النظام الجديد ضمن القارة الاسيوية، مما سيزيد الضغط على الدول الاسيوية الاخرى وبالاخص الدول العربية في منافساتها على البطاقات السبعة لبطولة العالم عام 2019 في الصين.

فقد لعبت الصين بطلة اسيا ضمن المجموعة الاولى فتذيلت المجموعة بخسارتها جميع مبارياتها بفوارق كبيرة فخسرت من الولايات المتحدة الامريكية بفارق 57 نقطة وبواقع 119-62، ومن فرنسا 88-60، ومن فنزويلا 72-68، ومن استراليا 93-68، ومن صربيا 94-60. فالتنين الصيني لم يظهر بهذه القوة فكان فكان لقمة سائغة لجميع الفرق.

اما نيجيريا بطلة افريقيا فقد لعبت ضمن المجموعة الثانية وتذيلت مجموعتها ايضا، مع ان نتائجها افضل نسبيا من الصيت. فخسرت اربع مباريات من الارجنتين 94-66، ومن ليتوانيا 89-80، ومن اسبانيا 96-87، ومن البرازيل 86-69، وفازت بمفاجئة على المنتخب الكرواتي القوي 90-76.

ويعود سبب الفارق النسبي في النتائج بين ممثلي اسيا وافريقيا في ان جميع لاعبي المنتخب النيجيري يلعبون محترفين في الدوريات الاوروبية القوية المختلفة مثل الايطالي والبولندي والاسرائيلي والاسباني والتشيكي ولاعب يلعب في نادي ديترويت بيستونز NBA، اضافة الى تمتع لاعبيهم بخبرة كبيرة فمتوسط اعمار لاعبيهم حوالي 28 عاما، ومع ذلك فالمنتخب النيجيري كانت نتائجه مخيبة ايضا مقارنة مع امكانات لاعبي المنتخب الصيني المتواضعة، ويعود السبب الرئيسي لذلك الى قوة المنتخبات الاوروبية والامريكية وضعف مستوى بطولات القارة الافريقية.
اما اسباب الظهورالمخيب للمنتخب الصيني في هذه المشاركة فتعود الى ما يلي:

 فقدان المنتخب الصيني لعدد من اللاعبين المميزين مثل يو سن، وانغ زهيزي، وانغ شي بينغ، لو واي مع التأكيد على ان الفترة الذهبية للمنتخب الصيني كانت في فترة وجود ياو مينغ لاعب هيوستن روكتس الذي اعتبر من افضل لاعبي الارتكاز في العالم ان لم يكن افضلهم.
 قلة خبرة لاعبي المنتخب الصيني باستثناء جيانليان و زهو بينج، فمتوسط اعمار اللاعبين حوالي 23 عاما.

 جميع لاعبي المنتخب الصين يلعبون في الدوري الصيني ولا يوجد اي لاعب محترف خارج الصين مما اثر على مستوى اللاعبين وخبرتهم، خاصة ان الدوري الصيني يعتبر مستواه اقل بكثير من مستوى دوري المحترفين والدوريات الاوروبية والامريكية.
 ضعف مستوى بطولات القارة الاسيوية وهذا ظهر واضحا في بطولة اسيا الاخيرة التي اقيمت العام الماضي.

وقد ظهر بشكل صريح فارق المستوى بين اسيا وافريقيا وبقية القارات في البطولة المؤهلة لمسابقات كرة السلة في اولمبياد ريو دي جانيرو والتي اقيمت في شهر تموز وشارك فيها 18 منتخبا من اوروبا وامريكا الجنوبية واوقيانوسيا واسيا وافريقيا والتي تأهل عنها صربيا وفرنسا وكرواتيا. فقد احتلت المنتخبات الاسيوية والافريقية المراتب الاخيرة في المجموعات الستة المكونة من 3 منتخبات في كل مجموعة. ففي المجموعة الاولى خسرت انغولا العريقة بطلة افريقيا 11 مرة من بورتوريكو 91-81 ومن صربيا 83-60. وفي المجموعة الثانية خسرت اليابان بطلة اسيا مرتين من لاتفيا بفارق كبير 88-48 ومن التشيك 87-71. وفي المجموعة الثالثة خسرت السنغال بطلة افريقيا 5 مرات من كندا 58-55 ومن تركيا 68-62. وفي المجموعة الرابعة خسرت الفلبين بطلة اسيا 5 مرات من فرنسا 93-84 ومن نيوزلندا 89-80، وفي المجموعة الخامسة خسرت ايران بطلة اسيا 3 مرات من اليونان 78-53 ومن المكسيك 75-70. وفي المجموعة السادسة خسرت تونس بطلة افريقيا عام 2011 من ايطاليا 68-41 ومن كرواتيا 72-52.