وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من اساتذة جامعة بيت لحم

نشر بتاريخ: 19/08/2016 ( آخر تحديث: 19/08/2016 الساعة: 15:27 )
المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من اساتذة جامعة بيت لحم
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الجمعة، وفدا من اساتذة جامعة بيت لحم الذين وصلوا الى المدينة المقدسة في زيارة هادفة لزيارة معالمها الدينية والتاريخية ولقاء عدد من شخصياتها الدينية والوطنية.

واستقبلهم المطران مرحباً بزيارتهم ووضعهم في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف يطال مقدسات المدينة المقدسة وشعبها في كافة مفاصل حياته اليومية.

وقال: يؤسفنا ان نقول ان القدس مغيبة في الاعلام العربي كما انها مغيبة بسبب الواقع المأساوي الذي تمر به منطقتنا العربية فالاحتلال الاسرائيلي يمرر مشاريعه في المدينة المقدسة في ظل انحياز غربي كلي لاسرائيل وفي ظل اوضاع عربية مترهلة، وقد شاهدنا ما حدث في القمة العربية الاخيرة التي تم اقتصارها على خطابات وكلمات وبيان ختامي وصورة تذكارية، مع تأكيدنا أن هذا الواقع العربي المأساوي لا يستفيد منه الا اعداء الامة العربية الذين لا يريدون الخير لها ولقضاياها الوطنية وفي مقدمتها قضية فلسطين، اما الواقع الفلسطيني الداخلي فهو ايضا مأساوي بسبب الانقسامات الداخلية وبسبب عوامل اخرى ادت الى ما وصلنا اليه والمستفيد الحقيقي من كل ما يحدث هو الاحتلال.

وتابع المطران: امام هذا الواقع الكارثي المأساوي الذي تمر به امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني، لا بد للمؤسسات الاكاديمية والعلمية والثقافية ان يكون لها صوتها وان تساهم في اصلاح ما يمكن اصلاحه.

وطالب الجامعات الفلسطينية ان تبقى دوما صروحا وطنية تخرج للمجتمع بناة المستقبل، الذين سيواصلون المسيرة وصولا الى الحرية التي يستحقها الشعب الفلسطيني.

وأضاف المطران أن الثقافة والمعرفة هي سلاحنا من اجل الثبات والبقاء والصمود، والاستقامة والحكمة والمسؤولية والرصانة التي يجب ان نتحلى بها جميعا لكي ننهض بالشعب ونصون القضية ونحقق امنياتنا وتطلعاتنا الوطنية العادلة.

وقال:" ان الواقع الفلسطيني الذي نعيشه هو واقع غير صحي وغير سليم ويجب علينا جميعا ان نتحمل المسؤولية وان نساهم في ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي لكي نكون جميعا اسرة واحدة وجبهة واحدة في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تعصف بنا جميعا وهدفها الاساسي هو تصفية القضية الفلسطينية".

واعتبر المطران" أنه من العيب والعار ان تبقى هذه الانقسامات في مجتمعنا الفلسطيني وسلطات الاحتلال ماضية في سياساتها بحق مدينة القدس، اعداءنا يخططون لتصفية قضيتنا وابتلاع قدسنا وصراعاتنا الداخلية تشتت شعبنا وتفقده القوة التي يجب ان يتحلى بها في مواجهة هذه التحديات وهذه المؤامرات".

وأفاد:" انه من العار ان تبقى هذه الانقسامات، فلا يجوز لاحد ان يضع انتماءه الحزبي او الفصائلي في المرتبة الاولى وبعدئذ الانتماء الوطني الفلسطيني، ففلسطين اولا وقبل كل شيء وقضية فلسطين هي الاهم، اما الانتماءات الحزبية او الفصائلية فهي اقل اهمية."

وتابع المطران أنه لا يجوز التفكير بعقلية هذا الحزب او ذاك بل يجب ان التفكير بعقلية الوطن والقضية والشعب، لأن الشعب أصحاب قضية عادلة وقادرون على إنجاز وتحقيق تطلعاته بالوحدة الوطنية ونبذ الانقسامات والتصدعات الداخلية.

واشاد بدور جامعة بيت لحم هذا الصرح الاكاديمي التعليمي المتميز، قائلا:" إنها مؤسسة مسيحية تخدم كل الشعب الفلسطيني، وقدمت للمجتمع المناضلين والمثقفين والمبدعين والشخصيات المميزة التي نفتخر بها وبعطائها".

وأشار المطران إلى ان الشعب الفلسطيني مثقف ويحب وطنه وينتمي لمقدساته وللجامعات والمؤسسات التعليمة دور اساسي في تكريس الثقافة الوطنية والعيش المشترك والسلم الاهلي ونبذ التطرف والكراهية والعنصرية والتلاقي بين كافة مكوناته.

وقدم للوفد بعض الاقتراحات والافكار الهادفة للنهوض بالحياة العلمية والاكاديمية والثقافية في مجتمعنا الفلسطيني لكي تبقى المؤسسات التعليمية منارات وطنية تبشر بقيم المحبة والاخوة والسلام والوحدة الوطنية والانسانية بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد.

وشكر اعضاء الوفد المطران على استقباله وكلماته، معربين عن سعادتهم بزيارة مدينة القدس عاصمة الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن جامعة بيت لحم كما هي باقي الجامعات الفلسطينية ستبقى صروحا علمية اكاديمية تخدم الشعب، وان بالثقافة والمعرفة يمكن للشعب ان يحقق الكثير من الانجازات.

وتجول الوفد وزار كنيسة القيامة والمسجد الاقصى المبارك.