وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صرح ثقافي حديث بطراز معماري في نابلس

نشر بتاريخ: 20/08/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
صرح ثقافي حديث بطراز معماري في نابلس
نابلس- معا- بدأت صباح اليوم أعمال جرف تمهيدا لبدء المرحلة الأولى من إنشاء مركز ثقافي تنموي يشتمل على معرض للعلوم والصناعة، بعد تأسيس مركز إحياء التراث الثقافي في قلب مدينة نابلس، وتبرع سبأ وعفاف عرفات كريمتا المرحوم الشيخ عمرو عرفات بقطعة الأرض المطلة على وادي نابلس شمال الحرم القديم لجامعة النجاح الوطنية.

ومَوّل المشروع كريم من الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي في الكويت وبإدارة مؤسسة التعاون وجمعية اللجنة الأهلية لمحافظة نابلس، وستبلغ مساحة الصرح الثقافي عند اكتماله في المراحل النهائية بمساحة بناء إجمالية حوالي عشرة آلاف متر مربع، ولضمان تمويل الأنشطة الثقافية وتأمين المصاريف التشغيلية في المركز فقد تم تضمين المبنى قسما تجاريا يحقق الإستفادة المالية من موقع الأرض التجاري الهام. 

ويحتل معرض العلوم والصناعة جزءا كبيرا من مساحة المبنى، وسيحتوي على العاب للصغار والكبار يمكن من خلالها تنفيذ التجارب العلمية في مجالات الرياضيات والعلوم والجغرافيا إضافة الى علوم الفضاء بحيث ينطلق من خلالها الخيال العلمي نحو واقع تعليمي عن طريق اللعب وهذا أساس فكرة المشروع، وبهدف تفعيل الأنشطة الثقافية سوف يشتمل المركز على قاعات للتدريب وقاعة للعرض الفني يحمل اسم المرحومة الفنانة عفاف عرفات اضافة الى مسرح مغلق للمحاضرات والعروض الفنية.

وقال نصير عرفات إن المشروع يهدف للإستفادة من تجارب عالمية في مجال العلوم والصناعة والتعليم البيئي، وأن فكرة المشروع بدأت بعد زيارته لمتحف العلوم والصناعة "Park de-La Villette"  في باريس عام 1993.  

وبحث عرفات عن مشاريع عالمية مماثلة لنقل تجربتها لنابلس مثل مدينة العلوم في نابولي "Citt della Scienza" ومتحف العلوم والتكنولوجيا في مدينة سنس"Sandnes museum og vitensenter" ومعرض العلوم الزراعية في مدينة "Clebb" في النرويج، وسيكون التشبيك معهم أساسا للعمل المستقبلي بهدف الإستفادة من هذه المشاريع الرائدة على مستوى العالم ومحاولة تضمين جزء من محتوياتها في مشروع نابلس وربما الشراكة في التنفيذ بحكم علاقات التوأمة التي تربط عددا من هذه المدن مع مدينة نابلس.

وأضاف عرفات أن التصميم المعماري بحد ذاته معبر وفكرته متميزة قائمة على ثلاثة كتل معمارية تمثل اثنتان جبلي عيبال وجرزيم على الجهتين الشرقية والغربية ويتوسطهما تشكيل يمثل نابلس القديمة بتراكب كتلها المعمارية وحجارتها القديمة، ويتوسطه مساحة مفتوحة تمثل الفناء الداخلي في العمارة التقليدية في البلدة القديمة.

 وأنجز هذا التصميم المعماري نصير عرفات وابن نابلس المغترب بلال حماد، وسبأ عرفات رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة الخيرية التي تحمل اسم والدها الشيخ عمرو عرفات.

واشادت سبأ بمشاركة ومساندة جمعية اللجنة الأهلية ممثلة برئيس هيأتها الإدارية منيب المصري لما كان له من أثر بارز في إخراج المشروع الى حيز الوجود عن طريق تبني الجمعية إدارة المشروع ومساندته، وما قدمته لجنة المشاريع في الجمعية من نصح وإرشاد وخصت بالذكر الحاج عدلي يعيش والمهندس ابراهيم مصلح والسيد عمر هاشم والسيد نجاد غنام، وكان للدعم الذي قدموه جميعا أثر طيب في وصول المشروع الى مرحلة الإنطلاق وتجاوز إجراءات بيروقراطية غير مسؤولة كادت أن تتسبب في اجهاض المشروع. 

وشكرت الصندوق العربي في الكويت الذي تبنى فكرة المشروع وبدأ مسيرة إقامته ليغدو صرحا معماريا وثقافيا في فلسطين.

وأوضح نصير أن المنحة المالية المتوفرة حاليا تكفي لجرف الأرض وإقامة الجدران الإستنادية وأساسات المبنى وهذا بحد ذاته إنجاز يسجل لنابلس، آملا باستمرار الدعم والمسيرة حتى استكمال المشروع بحسب ما هو مخطط له، مشيرا الى أن "مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة "، وأن هذا مشروع تحمل اجيال قادمة مسؤولية استكماله، ويسهم بتشكيل المستقبل الثقافي لفلسطين وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى محور اهتمامها العلوم على اختلافها والمستفيدون الأوائل هم الأطفال والشباب.