وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ارتقاء المرأة مرهون بمن!

نشر بتاريخ: 20/08/2016 ( آخر تحديث: 20/08/2016 الساعة: 20:18 )
ارتقاء المرأة مرهون بمن!
الكاتب: المحامية سناء طوطح

"لا أعرف احتقاراً لانسانية الإنسان أبشع من أن تجعل المرأة نفسها مصيدة"
أنيس منصور
" إن رقي الرجل رهن بإرتقاء المرأة، تلك حقيقة تفرض نفسها على الواقع ولا مجال المكابرة فيها"
مصطفى حجازي
"الرجل الحقيقي هو الذي يستوعب طموح وأحلام وتطلعات المرأة إلى العطاء في ميدان العمل"
كوليت خوري

إن المرأة التي تعيش في حالة يرثى لها دون أن تشعر او تتعالي هي على ذلك الشعور السيء ،هي تلك المرأة التي لا حول لها ولا قوة ، ولكن لا بد من أن يحين ذلك الوقت الذي تنهض به المرأة بنفسها من الضياع التي تعيشه في منزل العائلة وتنتقل به إلى منزل الزوج وبعد ذلك إلى القبر، إن الاخلاق والدين لا يرتبطان بقدسية البقاء في دائرة مغلقة على الاطلاق، بل على العكس من ذلك تكتشف الاخلاق والدين حينما نقتحم تلك الدائرة ونرى حينها ماذا ستكون ردة الفعل ، نحن نعيش في عصر تغيرت فيه جميع الظروف التي قد كانت متواجدة قبل مئات والاف السنين، فالحيوانات تتزوج وتتكاثر ولكن قد تميزنا نحن البشر بالعقل الذي منحه الله لنا لكي نعمّر في هذه الارض ولا نكون مجرد عالة أحدنا على الاخر، لا بل والاكثر من ذلك أن المرأة في ظل شريعة حمورابي قد منحت حقوقاً كثيراً من أهمها حق البيع والتجارة واستمرت تلك الحقوق وجاء الاسلام ورفع من مكانة المرأة، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد تزوج من أمراة تعمل وليس اي عمل إنما كانت خديجة رضي الله عنها تعمل في التجارة ولم يمنعها الرسول عليه الصلاة والسلام من العمل، ولذلك استغرب من حال رجال أيامنا الحالية الذين يمنعنون بناتهم من التعليم والعمل فهل أنتم أفضل من نبي الله المختار، بالطبع لا بل أنتم لا شيء، أنتم لا تختلفون عن الكائنات الحية الاخرى.
ليس ذلك وحسب بل لا بد للفتاة أن يكون لها الحرية في الرأي والحرية في الاختيار وعدم توثيقها باعمدة خشبية تقوم بالاعمال المنزلية من تنظيف وترتيب وانجاز طلبات الاب والاخوة، متى سيأتي ذلك القانون الصارم الذي يعاقب كل من يحرم فتاة من تعليمها أو عملها أو اعطاؤها فرصة أن تثبت فيه أخلاقها ودينها فالاخلاق والدين ليس بالحجاب فقط ولا بالبقاء بالمنزل بل لا بد من التأكد من كل هذا عن طريق جعلها تنطلق فهي ليست مجرد كائن حي يعيش في حديقة الحيوانات لا يطلق سراحه الا حينما يمرض أو ينفق وللاسف يطلق سراح الفتاة حينما يأتي الفارس الابيض لينتشلها من الضياع والارهاق إلى الحياة الوردية،كما تعتقد هي ولا تعلم أن اهم سلاح للمرأة هو علمها ومكافحتها في هذه الحياة، ولكن أعود وأقول أن سبب تعنيف المرأة هو رضوخها بل حتى استمتاعها بالاهانة والتهميش، حياتنا أيتها الفتيات ليست أن نأكل وننام ونبقى عديمي الفائدة ننتظر مبلغ زهيد من الزوج حينما يتذكرنا لكي نبتاع لنفسنا شيء، الحياة هي أن نثبت أنفسنا ويكتب اسمنا في التاريخ ونكون قدوة لغيرنا من النساء، نعم صحيح أن الاستقلال المادي ودعم العائلة هو من الركائز الذي تعتمد عليه المرأة القوية، الا أن ذلك لا يجب أن يكون عائق للنساء الاخريات اللواتي لا طموح لهن عدا الزواج والهروب من من كانوا عبيد لهم.
وبالرغم من أن دساتير معظم البلدان العرببة تنص على الحقوق التي كفلها الاسلام للمرأة،وبالرغم من أن هناك العديد من الاتفاقيات الدولية التي عنيت بالمرأة وعملت على انصافها كاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (اتفاقية سيداو)، إلا أن وضع المرأة ما زال مماثلاً لوضعه التاريخي خلال العصور السابقة، بسبب العادات والتقاليد البالية المتوارثة عن المرأة.
ولذلك لا بد من أجل تمكين المرأة من حقوقها، لا بد أن تتعاظم مساهمة ومشاركة المرأة في الحياة العامة بقوة القانون والدستور، ويتحقق ذلك من خلال توسيع حرية الاختيار للمرأة ، فلا بد أن يكون هامش واسع من حرية الاختيار سواء في التعليم أوالعمل أو اي جانب من جوانب الحياة.