وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لا تضحكوا ولا تستغربوا..نتنياهو يهتم برفاهية الشعب الفلسطيني !!!

نشر بتاريخ: 21/08/2016 ( آخر تحديث: 21/08/2016 الساعة: 15:51 )
لا تضحكوا ولا تستغربوا..نتنياهو يهتم برفاهية الشعب الفلسطيني !!!
الكاتب: محمد خضر قرش
في أحدث تصريح لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عبر شبكات التواصل الاجتماعي(الفيس بوك واليوتيوب) لمدة دقيقتين فحسب، نشرهيوم الخميس الموافق 11/آب الجاري قال فيه" أنا رئيس الحكومة الإسرائيلية، أهتم برفاهية الفلسطينيين أكثر من زعمائهم،وإسرائيل تهتم برفاهية الفلسطينيين أكثر من زعمائهم”. وأردف قائلا "أن هذا الكلام قد لا يصدقه البعض ولكني سأقوله على أية حال" وتابع " تم حرمان فلسطينيين أبرياء وفقراء من معونات إنسانية ضرورية تبرعت بها دول العالم. فحماس أنفقت تلك الأموال المسروقة على إقامة آلة حربية تهدف إلى قتل اليهود".هو يعلم أن لا أحد في العالم حتى شعبه يصدقه، لذلك ابتدأ حديثه بالقول "أن هذا الكلام قد لا يصدقه البعض".فنتنياهو حاله كحال كل الحكام العنصريين والكذابين والمخادعين في العالم يكذب الكذبة ثم يريد من العالم أن يصدقها.

وقبل الدخول في صلب تصريحه لا بد من الإشارة إلى ما يلي:
1- هو يقول ان حركة حماس انفقت الأموال المسروقة!!على شراء وإقامة آلة حربية لقتل اليهود!!! بينما نتنياهو وكل حكومات إسرائيل قبله لم تشتر السلاح لقتل الفلسطينيين والعرب أبدا!!!!بل ولم تستخدمه يوما ضدهم اليس كذلك بما في ذلك النابالم واليورانيوم المستنفذ!! فالفصائل الفلسطينية قبل حماس بعقود كثيرة كانت تشتري السلاح للدفاع عن شعبها ورد الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وإقامة دولتها فوق أرضها.
2- لماذا يحق لإسرائيل فقط دون غيرها شراء السلاح بكل انواعه وإقامة المفاعلات النووية المنتجة للقنابل ،بينما لا يحق للفلسطينيين شراء السلاح البسيط جدا!!!
3- والسؤال الذي يتجاهله نتنياهو وكل المسؤولين الإسرائيليين هو، من الذي دمر وهدم منازل الشعب الفلسطيني في غزة وقصف مؤسساتهم الاقتصادية وحال بينهم وبيم الرفاهية وساهم في إنتشار البطالة وجعلهم يحتاجون للمساعدات أهو جيش الاحتلال الإسرائيلي أم حركة حماس ومنظمة التحرير!!
4- من الذي كان المسبب لانتشار الفقر والعوز وطرد الناس من بيوتها وتحويلهم إلى لاجئين أكثر من مرة أهي منظمة التحرير وحركة حماس والتي تأسست حديثا عام 1987 وبعلم وموافقة المؤسسات الأمنية والعسكرية لإسرائيلية، أم الحروب العدوانية المتكررة منذ عام 1948 و1956 و1967 و2000 و2002 و2008 و20014 وحبل القصف والحصار والتدمير ما زال قائما،هذا عدا العمليات الاقتحامات المتواصلةوالاغتيالات والتي لن تنته أو تتوقف يوما.فأساس الفقر والجوع والعوز هو الاحتلال والعدوان.

وبالعودة إلى تصريحه الذي لم يصدقه احد في العالم بل ولم يعره أي اهتمام،لأنه يعلم أنه شيك بلا رصيد.فحين يقول "أنا رئيس الحكومة الإسرائيلية، أهتم برفاهية الفلسطينيين أكثر من زعمائهم وإسرائيل تهتم برفاهية الفلسطينيين أكثر من زعمائهم"فهو بذلك يتفوق على جورج بوش الأبن وطوني بلير وغيرهما في تبرير حربهما العدوانية على أرض وشعب العراق،وحتى لا اطيل أكثر فانه من الضروري الرد عليه بنقاط محددة ليس بغرض نسف هذه المقولة العبثية وإنما لتسهيل المقارنة فحسب:
1- الذي يريد الإهتمام برفاهية شعب فلسطين عليه ان لا يفرض عليه الحصار والإغلاق برا وجوا وبحرا
2- والذي يهتم برفاهية شعب فلسطين عليه أن ينهي احتلاله للأرض الفلسطينية ويعود إلى حيث أتى.
3- والذي يدعي باهتمامه برفاهية شعب فلسطين !!عليه أن لا يمنعه من استغلال موارده الطبيعية من مياه وابار ونفط وغاز وأسماك للتمتع بها وتحقيق رفاهيته التي ما فتئ يتبجح بانه حريص عليها كما كان يتوجب عليه عدم الاعتراض على اقامة الميناء والمطار الذي دمرته الة الحرب العدوانية الإسرائيلية.فالمطار ومحطة توليد الكهرباء والمؤسسات الاقتصادية والمصانع والمزارع وكل مظاهر الحياة والرفاهية والعيش الآمن وغيرها كثير،تم تدميرها بالطائرات الحربية الإسرائيلية وليس بغيرها.
4- فلو كان كما يدعي ويتشدق لما نسف ودمر أكثر من نصف محطة توليد الكهرباء وأوقف الحصار وسياسة التجويع لنحو 1.8 مليون نسمة من البشر في القطاع وضعفهم في الضفة الغربية وتركهم يعيشون كبقية خلق الله ،لا يريدون من أحد مَنًا ولا شُكورا.
5- ولو كان جادا فيما يقول، لفتح الجسور وانهى إحتلاله للأرض الفلسطينية ولأوقف سياسة الاعتقالات التعسفية التي تنتهجها قواته،ولما قام بحجز جثامين الشهداء الذين مضى على بعضهم في الثلاجات أكثر من عشرة أشهر والتي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.
6- والذي يهتم برفاهية شعب فلسطين عليه أن يزيل حواجز الإذلال والإهانات العسكرية العديدة المنتشرة في الطرقات والشوارع وإطلاق النار من المسافة صفر على الشباب والصبايا وحتى الأطفال لمجرد أنه يحمل مفكا أوسكينة لا تقطع باللبن.
7- من يهتم برفاهية الفلسطينيين وسعادتهم كما يفتري، عليه أن يوقف اقتحام المنازل والبيوت بعد منتصف الليل واقتحام المخيمات بشكل شبه يومي حيث الفقر والجوع والبؤس منتشرا بكثافة ويقوم باعتقال الشباب ويهينهم أمام أبائهم وأمهاتهم،وعليه أن بوقف هدم المنازل التي تأوي عشرات العائلات بحجة أن احد أفراد العائلة قد طعن جنديا مسلحا او مستوطنا يتمختر ويستفز المواطنين في شوارع ومدن فلسطين.
8- من يهتم بحياة كريمة للفلسطينيين عليه ان لا يعيق حقهم في البناء في عاصمتهم الأبدية القدس والتوقف عن هدم المنازل بحجة عدم الترخيص ،فلماذا يحق لليهودي البناء بدون عقبات ولا نكد ولا دفع غرامات ولا ملاحقات قضائية في القدس الغربية ويحظر ذلك على المقدسيين فعل نفس الشيء فوق أرضهم . فالرفاهية تكون بحقهم ببناء منازل لهم يعيشون فيها بكرامة وسعادة ووئام،أوليست الرفاهيةوالسعادة أن يكون للإنسان بيت يؤيه اولا وقبل أي شيء؟
9- ومن يهتم برفاهية الفلسطينيين كما يقول ،فلماذا يحرض عليهم الشارع اليهودي ويصاب بهستيريا في الانتخابات الأخيرة ويطلق تصريحات عنصرية عمقت الحقد والكراهية بين الشعبين لم يطلقها قبله احد بما في ذلك بيغن وشامير وشارون ؟
10- ومن يدعي بأنه مهتما بشعب فلسطين وامنه الغذائي فعليه ان يوقف مصادرة ونهب الأراضي وخلع الأشجار المثمرة وتدمير المزروعات التي تشكل أساس سلة الغذاء لمحاربة الفقر والجوع وتحقيق الرفاهية
11- واخيرا وليس آخرا، من يدعي بأنه يهتم برفاهية شعب فلسطين أكثر من اهتمام مسؤوليهم ،فلماذا يقوم يحجز أموالهم بين الفترة والأخرى ولا يحولهابإنتظام وبدون إبتزاز .

لا اعتقد أنني بحاجة لإيراد عشرات الأمثلة الأخرى الهامة لتفنيد إدعاءاته وتقويضها ،فلا يوجد رئيس دولة غربية في العالم الغربي لم يقل عن نتنياهو بانه كذاب بما فيهم أعز أصدقائه كساركوزي وأوباما وغيرهما كثير.فتصريحاته حول إهتمامه برفاهية شعب فلسطين ليست أكثر من فرية لا تنطلي على احد.فمن عاشر المستحيلات تسويقها او تمريرها على اي رجل شبه عاقل في الكرة الأرضية.فحتى الشعب اليهودي لم يولها أي إهتمام .فتصريحاته ستضاف إلى قاموس الإفتراءات "النتنياهية" بغرض تأليب الشارع الفلسطيني ضد منظمة التحرير وحماس ومحاولة التأثير على بعض الأوروبيين ليس اكثر .فالقادة الأوروبيون باتوا على قناعة تامة بأن نتنياهو لا يريد السلام وإنما ضم الأراضي الفلسطينية.فمن يريد بقاء الاحتلال ومواصلة بناء المستوطنات وتشديد الحصار وحجز جثامين الشهداء شهور طويلة وإقامة الحواجز العسكرية والقتل بدم بارد بلا وازع من ضمير أو اخلاق إنسانية فهو ضد رفاهية وسعادة شعب فلسطين .وجملة اخيرة نقولها لنتنياهو " على هامان يا فرعون" أو إذا أردت بالعامية الفلسطينية "لن تستطيع بيع السلق على اهل سلوان ولا بيع الميَ في حارة السقايين" كما يقول المثل العامي المصري.