وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ديموقراطية تحت الاحتلال؟

نشر بتاريخ: 23/08/2016 ( آخر تحديث: 23/08/2016 الساعة: 10:32 )
ديموقراطية تحت الاحتلال؟
الكاتب: م. طارق أبو الفيلات
اول شرط لممارسة الديموقراطية ان تكون الشعوب حرة ولا افهم كيف يمكننا ان نمارس الديموقراطية ونحن تحت الاحتلال وكيف اقنعنا انفسنا ان العملية الديموقراطية ممكنة في ظل الاحتلال بل كيف صدقنا ان من حقنا ان نمارس لعبة الديموقراطية ونكون اصحاب القرار ونحن بكل بساطة شعب محروم من الحرية ويتغنى بالديموقراطية في تنافض فكري غريب.
انتخابات البلدية نزيهة وحرة وديموقراطية هكذا يخبروننا بصوت عال جهوري قوي النبرات حاسم الصيحات ويامرونك ان تمارس حقك في الترشيح والانتخاب فانت حر........

وبصوت خافت يسرون اليك انه اذا انتخبت فصيلا معينا وفاز فان العالم لن يقبل التعاطي معه وان المجتمع الدولي سيقاطعه وان الاحتلال سيضيق الخناق عليك وان البلدية ستصاب بالشلل والدعم الذي هو عصب النشاط سيتوقف وستنقطع الكهرباء وستتراكم النفايات وسنرجع الى القرون الوسطى ويذكرونك عندما شكل هذا الفصيل الحكومة كيف جاع الموظفون وكيف ضاقت الدنيا علينا لكن انت حر وهذه ديموقراطية.
هذه ديموقراطية عرجاء منقوصة لان الديموقراطية تعني قبول النتائج ولما كان الطرف المنوط به قبول النتائج وهو الاحتلال والدول المانحة يعلنون من الان رفضهم لنتيجة متوقعة لهذه الانتخابات فهل يبقى من المنطق اقحام مصطلح الديموقراطية في هذه اللعبة.

يذكرني واقع الحال بديموقراطية معاوية بن ابي سفيان عندما خير الناس في اختيار خليفة من بعده فاجلس ابنه يزيد وحمل السيف وقال اما هذا واما هذا وسجل له التاريخ اسوا وابشع انواع الديموقراطية التي بسببها وباسلوبها الجاهل لا تزال تسيل دماء الى يومنا هذا.
اما ان اختار يزيد بن معاوية واما ان اختار الحصار والتضييق وانعدام الدعم وانعدام الخدمات والحصار وانال الشماته من معسكر معاوية بعد ذلك ,بربكم هل هذه ديموقراطية.

اننا في مازق يا سادتي ومن مصلحتنا ان نتعود التغيير في المؤسسات والتجديد في المواقع بالذات التي تمس حياتنا والبلديات اهم مؤسسة تقدم لنا الخدمات وبدونها لا يمكن ضبط الامور. لكننا تحت الاحتلال.
لو ان العقلاء في قديم الزمان نجحوا في تحييد يزيد بن معاوية واسقاط السيف من يد معاوية وتوافقو على شخص لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء لحقنوا الكثير من الدماء.
الطرح المقبول حاليا والذي فيه مصلحة البلاد والعباد هو مجلس لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء يكون الكل عنده سواء من كفاءات مخلصة معروفة انها تنتمي للمدينة تحظى بدعم وتاييد الجميع ولا تنتمي لاي فصيل يمكن ان يتخذه مدعوا الديموقراطية الكاذبة ذريعة لشق الصف وتمزيق النتسيج وتدمير الانجازات التي تحققت سابقا.

البلدية مؤسسة خدماتية بالدرجة الاولى ولها دورها الوطني لكن للسياسة اهلها ومجالسها وتنظيماتها فلمصلحة المدينة ولتفويت الفرصة على من يتربص قليتراجع الطرح الحزبي السياسي خطوة الى الوراء ولنتوافق على ان يخدمنا في بلدياتنا من لا يمكن ان يكون وجوده نقطة ضعف في الاداء او في تنفيذ المهمة وهذا ينطبق على كل الفصائل.
اذا جرت الانتخابات في ظل سيف معاوية فلا يظن الفائز انه فاز لان شعبيته طاغية بل لان الناس قد تختار بين امرين احلاهما مر.
وقد يفوز خصوم يزيد وندفع نحن الثمن وينالنا غضب معاوية, وحصار الروم , فهل هذا من الديموقراطية في شيء؟؟؟
اعطني حريتي اطلق يداي وبعد ذلك ضعني امام الصندوق
لكن في ظل الاحتلال وقدرته على مصادرة قراري واختياري
فليصنع الفلسطيني طريقته في الديموقراطية ولنسميها ديموقراطية تحت الاحتلال نمارسها بما يحفظ لنا وحدتنا وتماسكنا ويمكننا من تقديم الخدمة الافضل لانفسنا دون شعور الغالب والمغلوب لان تحت الاحتلال تعني اننا شعب مظلوم مقهور مغلوب وليس من حق الشعب المغلوب ان يقسم نفسه الى غالب ومغلوب .