وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أحوال الأقصى في الذكرى السابعة والأربعين لإحراقه

نشر بتاريخ: 23/08/2016 ( آخر تحديث: 23/08/2016 الساعة: 10:29 )
أحوال الأقصى في الذكرى السابعة والأربعين لإحراقه
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
يوم أن قام الصهاينة بإحراق المسجد الأقصى المبارك قبل 47 عاما على يد الصهيوني المتطرف الأسترالي الجنسية (مايكل دينس روهن ) التي تسببت بإحراق جزء كبير من المسجد أكثر من ثلثي المسجد وأحرقت النيران منبر صلاح الدين الأيوبي؛ يومها كان هذا الحدث الأليم والكبير بالنسبة للأمة الإسلامية حدث عادي لم يتحرك أحد، فيما انتاب الخوف الشديد الصهاينة جراء المساس بالمسجد الأقصى المبارك؛ يومها قالت رئيس وزراء الكيان الصهيوني (غولد مائيرا) " لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة. "!!

واليوم الأمة العربية الإسلامية نائمة وبعيدة عن ما يحدث في الأقصى من اقتحامات يومية، ومخططات تهويدية وجرائم بحق القدس، اليوم تحيا القدس نهارها وليلها على أصوات الجرافات والحفارات التي تهود أساسات المسجد الأقصى؛ ولا يسلم المقدسيون من جرائم التهويد الذين يواجهون كل يوم إخطارات هدم منازلهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى المبارك.
إن الاحتلال الصهيوني يسير قدما في تنفيذ مخططات التقسيم المكاني والزماني للأقصى ولو لا رعاية الرحمن وصمود أهل القدس في المسجد الأقصى لأصبح مخططات تقسيم القدس واقعا ملموسا.

القدس اليوم في الذكرى 47 لإحراق المسجد الأقصى يحيط بها الاستيطان من كل جانب، ويطلع علينا الاحتلال دوما بقرارات بناء وحدات استيطانية جديدة، آخرها قبل أيام قليلة الإعلان عن طرح عطاءات جديدة لبناء (323) وحدة استيطانية في القدس، وقبلها بأسابيع الإعلان عن عطاءات بناء (770) وحدة استيطانية جديدة من أصل مخطط يشمل بناء (1200) وحدة، في جنوب القدس المحتلة، وقبلها الإعلان عن مخططات بناء مستوطنة جديدة بالقدس تشتمل على 15 ألف وحدة سكنية لاستيعاب المستوطنين الجدد، و يواصل الكيان العبري مخططاته العنصرية الاستيطانية لإقامة مشروع "القدس الكبرى" وتعزيز الوجود اليهودي الصهيوني في القدس المحتلة .

إن حال القدس في الذكرى المشؤومة لإحراق الأقصى، حالا عسيرا وصعبا، يحمل الآلام والمآسي والهموم، حيث تقوم المؤسسة (الإسرائيلية) بدعم قطعان المستوطنين والجماعات اليهودية لتنفيذ العشرات من النشاطات والاحتفالات في باحات المسجد الأقصى، وتعمل الحكومة (الإسرائيلية) الفاشية على تأمين جولات المستوطنين في الأقصى، أما اليهود المتخصصين في التاريخ والآثار فهم يعملون ليل نهار على تزيف الآثار في المسجد الأقصى ووضع كتابات عبرية على الجدران القدس القديمة والأماكن الإسلامية الأثرية.

والجديد في تهويد المسجد الأقصى المبارك هو الدور الخبيث للمنظمات اليهودية في مخططات التهويد واقتحامات باحات المسجد الأقصى، حيث طالبت هذه المنظمات رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) بالعمل على تحجيم دور دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، والعمل ضد مسئولي الأوقاف لمضايقتهم في اقتحامات المستوطنين للأقصى، حيث تم رصد اقتحام قرابة 50 ضابط مخابرات (إسرائيلي) باحات المسجد الأقصى خلال الأسبوع الثاني من شهر آب/ أغسطس الجاري، والاقتحامات تتوالى ولن تتوقف الأيام القادمة.

إن أحوال القدس والمسجد الأقصى في الذكرى الـــــ 47 لحريق الأقصى تزداد معاناة وتزداد مأساة جراء مواصلة سياسات الحكومة (الإسرائيلية) العنصرية التي تعمل مصادرة المزيد من أراضي القدس وتقطيع أوصالها والسعي الحثيث والجاد لضم كبرى المستوطنات في الضفة المحتلة، وهي مستوطنة (معاليه أدوميم ) لمدينة القدس المحتلة، حيث قامت الحكومة (الاسرائيلية) الفاشية قبل أيام وبقرار من ( نتنياهو) بإغلاق وهدم مدرسة الخان الأحمر الأساسية المقامة شرق القدس، كما تشن الحكومة الصهيونية هذه الأيام هجمة شرسة ومسعورة على التجمعات البدوية في القدس بهدف تدميرها وتهجير سكانها من أجل السيطرة على تلك الأراضي والمناطق لصالح الاستيطان والمستوطنين.

وفي جانب آخر وضمن المؤامرات التهويدية للقدس فرضت السلطات (الإسرائيلية) على المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة تدريس المنهاج (الإسرائيلي) الذي يحمل الفكر الصهيوني اليهودي، ويشتمل على الافتراءات والأكاذيب التي يهدف الكيان على غرسها في عقول التلاميذ الفلسطيني، كما يهدد الكيان المدارس الفلسطينية بالتشديد عليها ومنع وصول أية مساعدات مالية لها في حال مواصلة رفض تدريس المنهاج (الإسرائيلي).

إذاً أحوال القدس والمسجد الأقصى لا تسر صديق ولا عدو وسط مواصلة الصهاينة مخططاتهم التهويدية الاستيطانية، ومواصلة وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة، والسعي الجاد لربط مستوطنات القدس ببعضها، وضم مستوطنة (معاليه أدوميم)، ومواصلة سياسات هدم منازل المقدسيين وإبعاد المرابطين عن القدس والمسجد الأقصى، ومواصلة قطعان المستوطنين اقتحاما باحات المسجد الأقصى، وتواصل السلطات (الإسرائيلية ) التضييق على موظفي الأوقاف الإسلامية واعتقالهم وإصدار قرارات إبعاد لهم عن الأقصى ..هذه الأحوال والمزيد يحياها المسجد الأقصى المبارك وهل من مغيث يا عرب ..؟؟
القدس تتعرض اليوم لحملات تهويد وتدمير شرسة من قبل العدو الصهيوني وصت حالة من الصمت الرهيب من قبل العرب والمجتمع الدولي الظالم، و يواصل الكيان الصهيوني جرائمه في المسجد الأقصى ويضرب عرض الحائط كافة المعاهدات والمواثيق الدولية والأممية، وتبقى القدس بحاجة إلى دعاء المؤمنين والأحرار من أبناء الأمة العربية والإسلامية أن يفك الله أسرها ويخلصها من الاحتلال اليهودي الصهيوني البغيض .