|
على أبواب العام الدراسي الجديد
نشر بتاريخ: 23/08/2016 ( آخر تحديث: 23/08/2016 الساعة: 21:06 )
الكاتب: أ. خلود دراس
ونحن على مشارف بداية العام الدراسي الجديد تواجه العائلات الفلسطينية صعوبة تعويد أبنائهم على النظام والانضباط من جديد بعد أشهر من المتعة والراحة والترفيه, فيبدأ الأبناء بالتمرد وإبداء امتعاضهم من الذهاب إلى المدرسة عندما يقترب موعدها بسبب الخوف والقلق وخاصة عندما يشعر الطفل أن المدرسة هي حبس لحريته أو بسبب العديد من العوامل قد يعود بعضها إلى صعوبة المناهج أو الواجبات المدرسية والامتحانات الكثيرة أو عدم الاهتمام بمشاعر الطفل مما يسبب له أزمة نفسية للأطفال خاصة المرتبطين منهم بأمهاتهم بصورة قوية,
فالحل لمواجهة هذه المشاكل هي أن نحاول تغيير الصورة السلبية العالقة بذهن الطفل عن المدرسة والتي تكون إما اكتسبت خلال الأعوام الدراسية السابقة مثل ذكريات مؤلمة عالقة في ذهن الطالب عن عقاب او اهانة تعرض لها الطفل أمام زملائه في المدرسة أو عدم رضا الوالدين عن تحصيله الأكاديمي وتوقعهم أفضل العلامات ونتيجة لذلك يحرص الطفل على نيل أفضل النتائج ويخاف من ضياع العلامات فيصاب بالقلق والخوف المستمر. وهنا يأتي دور الأم باعتبارها المصدر الرئيسي لتطويع البيئة الأساسية في تهيئة الطفل نفسياً ليتأقلم في المدرسة ويتفاعل مع الأنشطة الموجودة فيها عن طريق إقناع طفلها بأن هذا العام سيكون أفضل من العام الدراسي السابق, فتعودهم على تنظيم الوقت والنظام في ترتيب الكتب ومتابعة التحصيل الدراسي لأبنائهم من بداية العام الدراسي فتقوي علاقتها بالمدرسة ولا تتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذا الجانب للحيلولة دون إلقاء اللوم كله على المدرسة والكادر التعليمي في حال حصول أي تقصير من قبل الطالب , فعادة ما ترسل المدرسة دعوات لأولياء الأمور للحضور إلى المدرسة لمناقشة وضع الأبناء وتكون النتيجة هي اللامبالاة وعدم الحضور أو التواجد من جانبهم. كما ينبغي أن يشعر الطالب بأنه يمتلك الحق في اتخاذ القرارات بشأن دراسته وتعزيز ثقته بنفسه وتقبل إمكانياته وقدراته, فلا نفرض عليه ما الذي يجب أن يدرسه أو ننعته بالفاشل إذا لم يحقق العلامات المطلوبة, بل نجعله يختار ونشاركه الرأي ونتبادل الحوار معه ونخلق لديه أهداف قصيرة المدى كحق اللعب والترفيه ومحاولة تنمية ما لديه من مهارات كالرسم والموسيقى والرياضة ,بعد مضي وقت الدراسة, وكذلك أهداف بعيدة المدى كتحقيق حلمه بأن يصبح طبيبا أو مهندسا أو معلما. كما تؤدي المدرسة دوراً محورياً في هذا المجال لتشكل الدعم الكامل للطالب حتى لا يستغرب من المدرسة او ينفر منها من خلال المبادرة بالترحيب والتقرب من الطلبة وخاصة في المراحل الأساسية بحيث يتعود الطالب تدريجيا على الانضباط والجدية و يشعر بأن بيئة التواصل في المدرسة صحية وليست مشحونة ويغلب عليها طابع العقاب وهنا تأتي الحاجة إلى ابتكار وسائل تعليمية باستخدام الأفكار المتعلقة بالألعاب مثل شد الحبل ولعبة الكراسي والبالونات او استخدام الدراما في التعليم حتى يحب الدراسة ويقبل عليها وترتبط المرحلة الدراسية في ذاكرة الطفل بالذكريات الجميلة. _________________________________________ * رئيسة قسم العلاقات العامة والإعلام/ تربية بيت لحم |