|
نابلس.. ومن واقع تجربتي الامنية
نشر بتاريخ: 25/08/2016 ( آخر تحديث: 25/08/2016 الساعة: 14:40 )
الكاتب: عبد الله كميل
كان لي شرف المشاركة الفعالة في إنهاء حالة الفلتان الأمني في محافظة نابلس باطار خطه امنيه محكمه اعددناها في سنه 2007 واسميناها(نهاية الظلام) حيث اعدها جهاز المخابرات واشرفت على اعدادها شخصيا ونالت موافقة كل الاجهزه الامنيه في نابلس حينها ...عملنا كفريق واحد في كل الاجهزة حينها وتمكنا من انهاء الحاله حيث عمدنا الى تفعيل كل الادوات والشرائح المجتمعيه والمؤسسات والاعلام والاكاديميين في سبيل انهاء الحاله المزريه التي ابكت البشر والحجر والشجر في نابلس في تلك الفتره العصيبه..تم اعتقال كل من كان له ضلع في الفلتان سواء كان من حماس او فتح او من اي فصيل آخر. حيث لم تكن الاعتقلات سياسيه كما روج لها البعض, بل كان المعيار القانون والنظام ..و.قد نجحنا بوضع حد لهذه الحاله خلال فتره وجيزه اذهلت العدو والصديق ما ادى الى حالة من الرضى الجماهيري الواسع بالرغم من محاولات التشويه والتحريض الكبيرة التي تعرضت لها العملية الأمنية ..لم نسمح حينها بالتطاول على اي من رجال الأمن فرجل الامن له هيبته ..ولم نسمح لاي رجل أمن من الاعتداء على اي مواطن حيث ان عقيدتنا الامنيه تقول اننا خدم لأبناء شعبنا وهدفنا الحفاظ على كرامة وممتلكات وامن المواطن ...أُُذكٍّر أحبتنا في نابلس بغول الفلتان والذي قاد نابلس للدمار الاقتصادي والاجتماعي والنفسي وحاله الرعب والهلع لدرجة ان المرء صار يخاف على ابنته او زوجته من الخروج للشارع حيث اطلاق النار في كل مكان..انتشرت الخاوات والقتل والنصب والاحتيال وحتى الاعتداء على الاعراض ...نعم عملنا ليل نهار ومعنا الغالبيه العظمى من ابناء شعبنا وكنا ندرك انه اثناء العمل يحدث خلل هنا وخلل هناك ولكن الأهم القضاء على الظاهره الخطره وهذا ما حصل فعلا..
للاسف الشديد بدأ غول الفلتان الامني يطل برأسه من جديد مدعوما من عدة جهات ..وكنا ندرك ان المستفيدين من حالة اللانظام والفوضى سيعمدون لاستخدام كل الوسائل والشعارات في سبيل اعادة عقارب الساعة للوراء والدفع باتجاه اشاعة الفوضى من جديد..تطورت الامور الى حد اغتيال اربعة رجال امن بدم بارد ما أثار حفيظة الجمهور والمؤسسة الامنيه علما اننا كنا نحذر من مغبة تطور الحاله الامنيه بشكل سلبي نظرا لوجود مؤشرات تشير الى ذلك ، وتمنيت لو تم التحرك مبكرا واولا باول حتى لا تتفاقم الازمة -حيث انني من أنصار مدرسة العمل الامني المستدام وضد فكرة الحملات الامنية- وامام كل هذه التطورات فمن الطبيعي أن تتحرك الاجهزه الأمنية للقضاء على الظاهره ومن الطبيعي ان يحدث خلل هنا او خلل هناك في اطار ردات الفعل ،فرجال الأمن المجروحين من الرتب الدنيا ايضا لهم مشاعر كباقي البشر خاصة حينما يفقدون اربعه من زملائهم خلال فتره قصيره وهؤلاء الاربعة شهداء تركوا ايضا خلفهم اطفالا ايتاما وارامل وامهات ثكالى، واخوة واخوات واصدقاء وزملاء بكوا دماً على فراقهم ويتمنون الموت الزؤام لقاتلي احبتهم. وعليه فمع ما حدث مع ابو العز حلاوه ومع انني مع تطبيق القانون وضد القتل خارج القانون الا ان العمليه الامنيه في نابلس وخاصه في ظل تصاعد العنف ضد رجال الامن المقترن بعمليات تحريض من عدة جهات لابد من استمرارها حتى يتم انهاء الظاهره التي لا يعرف مدى خطورتها من لم يعيشوا حالة الفلتان كأهل نابلس..حدث ما حدث مع احمد حلاوه ولابد من التحقيق في ملابسات الحادث واتخاذ الاجراءات القانونيه الصارمة حتى لا يتكرر هذا الحدث المدان كما اكد الرئيس ..اما ردات الفعل على الحدث وكأنه الحدث الاساسي فاعتقد انه مبالغ فيه وكأن الحدث الاساس هو حدث احمد حلاوه. العارض ..انا لا اقلل من قيمة الحدث حيث ان العقوبه تتم.عبر القضاء ، ولكن الحدث حصل ولا ندري كيف حصل وما هي الظروف والملابسات التي احاطت بالحدث وما دام السيد الرئيس قد امر بتشكيل لجنه تحقيق اذن لننتظر النتائج ولا ينبغي ان يتم السكوت عن اي مظهر من من مظاهر الفلتان او السكوت عن فلتان تحت يافطة وطنيه او يافطة الحرص على حقوق الانسان وكأن اهل نابلس الذين دفعوا ويدفعون فاتورة هذا الفلتان ليسوا من البشر. فالامن والسكينه حق انساني ايضا كما هو الحق في الحياه. لاي انسان بما فيهم احمد حلاوه الذي أدين قتله خارج القانون بغض النظر عن التهم المنسوبه اليه .. والمهم الان الانتباه جيدا والحذر من الاشاعات وعمليات التحريض الهادفه الى بث سموم الفرقه والفتنه والهادفة ايضا الى تحصين الفالتين واستمرار عملهم الهادف لتدمير الوطن ..فانتم اهل نابلس تعلمون علم اليقين معنى أن تكون السلطه ضعيفه أمام غول الفلتان. حيث جرّبتم ذلك وتعرفون النتيجة..تعلمون ان من يدفع الثمن هو انتم واولادكم. وأخيرا أقول أنه كان ينبغي أن لا تتشكل ظاهرة الفلتان مرة أخرى علما أنني مدرك تمام الادراك أن هناك حاضنات للفالتين أمنيا وإن تم ضرب هذه الحاضنات ستختفي الظاهره الى الأبد وأضف أيضا أن انهاء الحالة لا يتم فقط من خلال العمل الامني لوحده فأنا مع استمرار العمل وفق منهجيه أمنيه مستدامه تتضمن الامن والاداره والاقتصاد ومحاربه الجهل وان تشترك كل الجهات القضائيه والاعلاميه والاكاديميه والاجتماعيه والامنيه والحكم المحلي والعائليه والقوى المجتمعيه والوطنيه في سبيل الرقي بمحافظة نابلس بشكل خاص وبكل المحافظات الفلسطينيه بشكل عام مع عدم الالتفات الى الجهات التي تصطاد بالمياه العكرة وتحاول استثمار ما يحدث بهدف تجييش الناس ضد السلطه، واشاعة الفوضى خدمة لاجندة لا وطنيه .. واخيرا فان مشروعنا الوطني برمته على المحك والحفاظ على الامن ركن اساسي من اركان المحافظة على حيوية المشروع الوطني .. |