|
هل تحدث رسائل القسام اختراقا جديا في ملف التبادل؟
نشر بتاريخ: 27/08/2016 ( آخر تحديث: 29/08/2016 الساعة: 18:29 )
غزة- تقرير معا- لا تزال كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تبث فيديوهات عن الكمائن والعمليات التي نفذتها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي كان آخرها نشر فيلم تضمن مشاهد حقيقية عرضت لأول مرة لعملية أسر الجندي الإسرائيلي "شاؤول أرون" في ظل عدم حدوث اختراق جوهري في ملف التبادل.
ورأى مراقبون في أحاديث منفصلة لمراسل "معا" أن استمرار بث كتائب القسام للفيديوهات هو تحريك لملف التبادل وزيادة الضغط على حكومة الاحتلال. وكانت كتائب القسام أعلنت في الـ 20 من يوليو عام 2014 أثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون في عملية نفذت شرق غزة. الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني يقول :" إن حركة حماس تدرك جيدا طبيعة الحكومة الإسرائيلية وعدم اكتراثها بجنودها وكل ما يهم هذه الحكومة هو البقاء في مناصبهم السياسية وتحقيق المكاسب الشخصية، وكنتيجة لذلك يبدو أن المقاومة وضمن صراع الأدمغة والحرب النفسية التي لم تتوقف منذ انتهاء الحرب أرادت إرباك حسابات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وأركان حكومته، عبر بث الرسائل المختلفة التي هي موجهة بالدرجة الأولى للمجتمع الإسرائيلي، وعوائل الجنود المأسورين لدى المقاومة لدفعهم نحو التحرك الفاعل والضغط على الحكومة لتطبيق صفقة تبادل جديدة". وأضاف الدجني في حديث لمراسل "معا" بالدرجة الثانية للمجتمع الفلسطيني وللوعي الجمعي العربي والإسلامي بأن أسطورة الجيش الذي لا يقهر داس أبطال المقاومة عليها بالأقدام". وحول مدى تأثير الرسائل على المجتمع الإسرائيلي، أوضح أنه سيكون لها تأثير تراكمي في الوعي الجمعي الإسرائيلي وتحديدا لدى الجيش الإسرائيلي نفسه". وقال :" مع الزمن سيتأكد الجندي الاسرائيلي أنه ليس أولوية في حسابات قيادته وأن الذهاب لغزة يعني الذهاب للموت ... وعلى صعيد عائلات الأسرى أعتقد بعد هذه الرسائل ستتحرك تلك العوائل للضغط على الحكومة الإسرائيلية". وتابع :"القسام أجاب على رسالة والدة شاؤول أرون بأن احتمالات أنه على قيد الحياة احتمالات كبيرة وأن رواية الجيش ضعيفة.. فلم تتسلم العائلة أي شيء يدلل على الوفاة وهذا يدعم صحة فرضية الرسائل الضمنية للقسام وتحديدا خطاب أبو عبيدة في رفح بأن المقاومة ستتعامل مع أسرى الاحتلال لدى القسام كما يتعامل الاحتلال مع أسرانا". ورأى الكاتب الدجني أن خطاب الجمع يوحي بأن ثلاث جنود على الأقل أحياء لدى القسام. وقال :"ربما هذا الملف طي الكتمان فلا أحد يستطيع التنبؤ.. هل هناك وسطاء أو اتصالات؟ مبينا أن التجربة في ملف الجندي شاليط تؤكد حالة السرية لدى المقاومة في إدارة ملفاتها. من جانبه، رأى المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن حركة حماس تحاول تحريك المياه الراكدة في ملف التبادل بين الفينة والأخرى، وقال "بالأمس القريب نشرت صور لأربعة إسرائيليين واليوم تنشر فيديو يظهر عملية أسر شاؤول أرون في صورة تهدف لتحريك المياه الراكدة وتحريك الشارع الإسرائيلي وأهالي الجنود كي يشكلوا عامل ضغط على حكومتهم ودفعها نحو فتح قنوات جدية لإتمام صفقة تبادل". وأضاف فروانة في حديث لمراسل "معا" :"أعتقد أن حماس نجحت في الماضي في تحريك المياه واليوم تعزز هذا التحرك ولكن لا يزال النجاح محدودا ومن الممكن أن يتسع ويزداد في ظل تحرك عائلات الجنود الإسرائيليين". وتابع :"أعتقد أن الخطاب الإعلامي لحركة حماس في هذا الصدد جيد مؤثر وإن كنت أتمنى مزيد من الأوراق الضاغطة اليوم أو غد بما يسرع من إجراءات إتمام الصفقة ويقرب من انجازها هذا جانب". وأردف فروانة :" بتقديري جاء الفيديو لرفع معنويات المقاومة والأسرى في السجون ورسائل إحباط للجنود الإسرائيليين في ظل التصعيد الأخير وتصريحات ليبرمان وحكومته والتأكيد من قبل حماس بأن أسر الجنود هدف في أي مواجهة قادمة". بدوره، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حماس إبراهيم المدهون أن لدى كتائب القسام الكثير من أسرار وخفايا الحرب وترى قيادة القسام أنه من المفيد وطنيا نشرها للجمهور والتعريف بها ولهذا تعمل على استثمار ذكرى الحرب للحديث وإصدار هذه الأفلام التعريفية والتوضيحية. وقال المدهون في حديث لمراسل "معا" :"لهذا ما تبثه دائرة الإعلام العسكري في القسام في الإطار الطبيعي الاحتفائي بذكرى الحرب الثانية والعمل على إبراز البطولة خصوصا أن هناك شهداء يجب ذكرهم وتعريف الناس بهم وهناك أحداث من الضروري إيضاحها للناس لتظهر الصورة كاملة". ورأى الكاتب المدهون أن تحريك ملف الأسرى وصفقات التبادل تأخذ وقتا طويلا وهي عملية معقدة وتعتبر حربا نفسية وإعلامية وسياسية واستخباراتية وعملياتية متواصلة وعلى مدار الساعة. وقال :"هناك صراع أدمغة عنيف لا يقبل الخطأ.. القسام يدير المعركة بروية وهدوء ولا يجعل سيف الوقت مسلطا عليه فما يهمه الوصول للهدف المنشود والإفراج عن مئات الأسرى الذين حكموا بالمؤبدات". وأكد المدهون أن ما سربه القسام بطريقة مباشرة وغير مباشرة حرك المياه الراكدة وجعل أهالي الجنود الأسرى يتحدثون في الإعلام ويتحدون حكومة نتانياهو. وقال :"ما زال لدى القسام مساحات واسعة من المناورة يستثمرها بحكمة وروية دون عجلة ويظهر ما لديه في الوقت المناسب". يشار إلى أن عائلتا الجنديين المفقودين في قطاع غزة بدأت بعد مرور عامين على الحرب الأخيرة القطاع حملة على الانترنت لاستعادتهما وفقا لما نشره موقع صحيفة "معاريف" العبرية. وأشار الموقع أن عائلتي الجنديين هدار جولدن وشاؤول أرون باشرتا اليوم بحملة على الانترنت لتذكير الإسرائيليين بأن الحرب لم تنته بعد حيث سيكتبون عبارة "اليوم هو اليوم 770 للقتال في الحرب التي لم تنته بعدْ حتى الأبناء يعودون إلى بيوتهم". تقرير: أيمن أبو شنب |