وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قطار إسرائيل- أزمة مواصلات أم أزمة في قيادة الليكود؟

نشر بتاريخ: 04/09/2016 ( آخر تحديث: 06/09/2016 الساعة: 09:49 )
قطار إسرائيل- أزمة مواصلات أم أزمة في قيادة الليكود؟
بيت لحم- معا- ما تشهده إسرائيل من أزمة كبيرة في المواصلات العامة منذ ساعات فجر اليوم بعد توقف حركة القطار بين مدينتي تل أبيب وحيفا وخطوط أخرى، شكل حالة من الجدل الواسع في اسرائيل واتهامات مختلفة في الوقت الذي بات وزير المواصلات اسرائيل كاتس مهددا بشكل فعلي في الاستمرار في عمله.

المواقع العبرية تقوم بتغطية واسعة منذ صباح اليوم الأحد للازمة الكبيرة التي تواجهها المواصلات العامة، والازدحام المروي الكبير في أكثر من طريق رئيسي في اسرائيل، وكذلك طوابير المسافرين خاصة جنود الجيش الاسرائيلي الذين حتما سوف يتأخرون عن الوصول الى معسكراتهم حسب ما نشرت هذه المواقع، وكذلك التأخير الذي يتم تسجيله على وصول العديد من العاملين الى وظائفهم.
هذه التشويشات التي تشهدها حركة المواصلات العامة في اسرائيل بالرغم من قيام شركة "ايجد" بتسيير عدد إضافي من الحافلات وكذلك قيام وزارة الجيش بتسيير حافلات للجنود، فتحت الأمور للاشتباك السياسي الواسع في الحكومة الاسرائيلية وكذلك في حزب "الليكود"، فكل المعلومات الصادرة عن مكتب نتنياهو تشير بأن رئيس الوزراء يسير نحو تنحية كاتس عن وزارة المواصلات، وسط اتهامات صريحة بأن اسرائيل كاتس يسعى من خلال هذه الأزمة التي افتعلها مع المتدينين الى اسقاط نتنياهو شخصيا.
وأشارت هذه المواقع إلى أن ما يحدث اليوم من أزمة في المواصلات العامة الاسرائيلية يعود لخضوع رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو للمتدينين ومنع العمل يوم السبت، فبعد موافقة نتنياهو الأسبوع الماضي على الاستمرار في العمل كالمعتاد أيام السبت، عاد وخضع للمتدينين بعد التهديدات بالانسحاب من حكومة نتنياهو، وتوقف قطار اسرائيل اليوم كان نتيجة لوقف العمل في البنى التحتية يوم السبت والتي سيتم القيام بها اليوم، هذا الموقف دفع احزاب المتدينين الى اتهام اسرائيل كاتس بشكل مباشر في افتعال ازمة القطار اليوم، وبأنه يستغل الجمهور الاسرائيلي في محاولته فرض العمل ايام السبت.

وأضافت هذه المواقع أنه حتى الان لم يصدر أي تعليق وزير المواصلات اسرائيل كاتس، بالرغم من الاتهام الواضح له من قبل مكتب نتنياهو بأنه افتعل أزمة حقيقية مع المتدينين، وهي موجهة بشكل مباشر الى رئيس الوزراء نتنياهو، وحتى الأن لم تنجح كافة المحاولات التي يقوم بها أعضاء من "الليكود" لاحتواء هذه الأزمة بين نتنياهو واسرائيل كاتس، والتي تعود خلفياتها الى ما حدث في حزب "الليكود" مؤخرا، عندما حاول اسرائيل كاتس السيطرة على مؤسسات الحزب من خلال طرحه تغيير بعض القوانين، ما أثار حفيظة نتنياهو الذي اعتبر تلك المحاولة مساسا به بشكل مباشر ولتقليص صلاحياته، وقد استدعى في حينه نتنياهو وزير المواصلات كاتس لمكتبه واجتمع به وسط انباء عن توبيخه على ما قام به داخل حزب "الليكود".

والظاهر أن الأزمة بين نتنياهو واسرائيل كاتس لم تنته في ذاك الاجتماع، وقد تكون ازمة قطار اسرائيل اليوم هي مناسبة لتصفية نهائية لهذا الخلاف، وقد يجد اسرائيل كاتس نفسه قريبا خارج الحكومة وبعدها خارج حزب "الليكود" .

وقال رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو في بداية الاجتماع الاسبوعي للحكومة اليوم الاحد، لن اسمح لأي أحد بعمل انقلاب علي في الحكومة، ويجري تعيين الوزراء لحل الأزمات وليس لافتعالها"، وكان يوجه هذا الحديث الاذع لوزير المواصلات اسرائيل كاتس الذي كان يجلس الى يمينة في جلسة الحكومة، ارتباطا بأزمة قطار اسرائيل والمواصلات العامة.