|
الرئيس عاقد العزم على محاربة التدخلات الخارجية
نشر بتاريخ: 07/09/2016 ( آخر تحديث: 07/09/2016 الساعة: 11:11 )
الكاتب: بهاء رحال
بالأمس وخلال تصريح السيد الرئيس محمود عباس والذي شدد فيه على أهميه القرار الفلسطيني المستقل، رأيته وكأنه يقول لدول بعينها ولو أنه آثر عدم ذكرها بالأسم لاسباب دبلوماسية، فأكتفى بالدعوة الصريحة والواضحة قائلاً كفى تدخلاً بالشأن الداخلي الفلسطيني وكفى لعباً بالورقة الفلسطينية وعليكم احترام قرارنا مثلما نحترم قراراتكم وعليكم عدم العبث في شأننا الداخلي كما لا نتدخل نحن في شؤونكم الداخلية، وقد لا تكون هذه هي المرة الأولى التي يطلق الرئيس الفلسطيني تصريحاته هذه، ولكن هذه المرة جاءت بشكل علني وواضح في ظل تنامي دور عربي اقليمي فيما بدا يعرف بالرباعية العربية والتي تشكلت من دول المملكة السعودية وجمهورية مصر والمملكة الاردنية والامارات المتحدة، كما جاءت في ظل ما يروج له البعض على ان هناك قراراً اقليمياً بضرورة المصالحة مع دحلان المفصول من حركة فتح على خلفية اتهامات كثيرة منها الفساد المالي والاداري وبعض التهم التي ادت الى فصله من حركة فتح وملاحقته قانونياً.
التهديد الذي اطلقه الرئيس الفلسطيني بالأمس جاد، وقد ظهر جلياً أنه عاقد العزم على محاربة تلك التدخلات التي لا تخدم القضية الفلسطينية بل تزيد من تعقيد وصعوبة الاوضاع الداخلية التي تعاني بالواقع الفعلي من الانقسام والتشتت ومن خطر الاستهداف الحقيقي الذي تقوده دولة الاحتلال والمتمثل في طمس الهوية الفلسطينية وتغييبها، ولكن كيف يمكن فعل ذلك؟! وهل تمتلك القيادة عوامل القوة التي تمكنها من الحفاظ على استقلالية القرار الفلسطيني المستقل والدفاع عنه؟! وماذا تعني تلك التدخلات وسط الحاجة الى توحيد الجهد العربي خلف موقف واحد في مواجهة ما يخطط له الاحتلال، وهل تلك الجهات التي لم يأت الرئيس على ذكرها، جهات رسمية أم جهات غير رسمية تسعى للعبث والتخريب؟ وكيف يمكن للحركة الوطنية الفلسطينية ان تحافظ على قرارها الذي تمثله المؤسسات والاطر الرسمية الفلسطينية صاحبة الولاية الوطنية والقانونية. في محطات كثيرة أثبت القرار الفلسطيني المستقل أنه قادر على مجابهة كل الأخطار الدولية والاقليمية التي تواجهه، وفي كثير من الأحيان استلزم الأمر دفاع مستميت لحمايته وكانت وحدة المواقف الوطنية كفيلة لتكون طوق نجاة نعبر فيه زمان المستحيل، ولكن هل نحن اليوم قادرين على المجابهة، وهل المواقف الفلسطينية المشتتة في بعضها والمتناثرة قادرة على فهم المعادلات والخطط التي تحاك ضد فلسطين ومستقبلها؟ هذا سؤال صعب، ستجيب عنه الأيام القادمة، فاما أن تتخلى بعض الفصائل عن حالة الترهل والتجاذب والانبطاح هنا وهناك، واما أن تبقى على حالها ترتهن بقراراتها للخارج وتترنح على طاولات القرار الخارجي، طمعاً في كسب مصالح ذاتية وحزبية ضيقة. لقد سمعت في دعوة السيد الرئيس غضباً شديداً، وعتباً على بعض الأطراف التي ستخلق المزيد من الفرقة والانقسام اذا ما استمرت في محاولاتها وتدخلاتها، وسوف تزيد تلك التدخلات من صعوبة الوضع الفلسطيني المتأزم اصلاً والمعقد التفاصيل والمتعثر في كافة الملفات، السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعلى كافة المستويات، خاصة في ظل انسداد الأفق السياسي وتهرب حكومة نتنياهو من كل التزاماتها، وتهربها من كل الدعوات الدولية التي كان آخرها الجهد الفرنسي والروسي المبذول في اطار تحريك عملية السلام، فبدلاً من أن تكون تلك الاطراف داعماً اساسياً للموقف الفلسطيني وبدلاً من سعيها لبذل جهد مضاعف لاعادة الوحدة الوطنية وانهاء حالة الانقسام، نجد ذلك التقاعس تماماً كما نجد بعض التدخلات التي تؤثر سلباً ولا تخدم المصلحة الوطنية ولا تخدم المشروع الوطني الفلسطيني، ولهذا كانت الدعوة الى وقف تلك المحاولات ومواجهتها بكل السبل تحقيقاً للمصالح الوطنية وترسيخاً لمبدأ الاحترام والاحترام المتبادل. |