وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أمريكا تسحب مشروع قرار من الامم المتحدة بسبب عدم رضاء اسرائيل.. وحماس تعتبره تعبيراً عن عدم جدية ادارة بوش

نشر بتاريخ: 01/12/2007 ( آخر تحديث: 01/12/2007 الساعة: 10:55 )
بيت لحم - معا - سحبت الولايات المتحدة مشروع قرار طرحته على الامم المتحدة يدعو الى التصديق على ما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الاوسط هذا الاسبوع لكن مسؤولين اسرائيليين قالوا انهم يشعرون بأنه غير مناسب، كما نشرت رويترز.

وقال دبلوماسيون اسرائيليون في الامم المتحدة انهم لا يعترضون على دعم مجلس الامن لنتائج اجتماع الثلاثاء لكنهم لا يعتبرون ان صدور قرار من المجلس هو السبيل المناسب لعمل ذلك. ولمحوا ايضا الى انه لم يتم مشاورة اسرائيل مسبقا بشأن الوثيقة التي طرحتها الولايات المتحدة على مجلس الامن الخميس.

وبعد مناقشات في المجلس بشأن القضية قال المندوب الامريكي الياندرو وولف للصحفيين ان "المشاورات المكثفة" التي اجرتها واشنطن جعلتها تستنج وجود "حالة من عدم الارتياح إزاء هذا النوع من الطرح "- مشروع القرار.

وقال "من منطلق الاحترام لكلا الجانبين (الاسرائيلي والفلسطيني) بالنظر الى ما يعتقد ان انه سيكون اكثر فائدة فقد توصلنا الى نتيجة مفادها انه سيكون من الافضل فحسب سحبه (مشروع القرار)." واضاف ان التركيز يجب ان يكون على أنابوليس.

واتفق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع أنابوليس الذي استضافه الرئيس الامريكي جورج بوش على محاولة التوصل الى معاهدة سلام وإقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية عام 2008.

وقال دانييل كارمون نائب المندوب الاسرائيلي لدى الامم المتحدة للصحفيين ان اسرائيل ترحب بدعم مجلس الامن لنتائج مؤتمر أنابوليس لكنه اضاف "نشعر ان تقدير المجلس له وسائل اخرى لطرحه والتعبير عنه خلاف القرارات."

وكان مشروع القرار المقتضب الذي اطلع عليه الصحفيون يقضي بالتصديق على الاجراءات التي اتفق عليها في مؤتمر أنابوليس ويطالب جميع الدول بدعمها بالاضافة الى تقديم مساعدات للاقتصاد الفلسطيني المتداعي.

ورغم ان اسرائيل لم تكن لديها اي مشكلات فيما يبدو تجاه المشروع غير المثير للجدل الا ان المحللين يعتقدون ان صدور قرار رسمي بدخول الامم المتحدة كطرف في جهود السلام بالشرق الاوسط امر يبعث على القلق.

وكثيرا ما تشكو اسرائيل والولايات المتحدة من انحياز الامم المتحدة ضد الدولة اليهودية.

وبدلا من مشروع القرار ادلى مارتي ناتاليجاو الرئيس الحالي لمجلس الامن وهو من اندونيسيا ببيان شفهي للصحفيين لخص فيه مشاعر الاجتماع وهي اقل درجة للتعبير عن آراء المجلس.

وقال "نحن رئيس مجلس الامن نلمس ونلاحظ احساسا طاغيا بالترحيب لما حدث في أنابوليس..يرى (الاعضاء) ان هناك حاجة لتشجيع الاطراف المعنية على بذل جهود كبيرة لمتابعة التفاهم المشترك الذي تم التوصل اليه."

وقال كارمون ان اسرائيل فهمت من الولايات المتحدة ان الفلسطينيين غير راضين ايضا على مشروع القرار.

غير ان عباس صرح في مؤتمر صحفي في تونس يوم الجمعة بأن مشروع القرار الامريكي كان من بين الدلائل على جدية الولايات المتحدة للمساعدة في التوصل الى اتفاق سلام بالشرق الاوسط رغم انه قال انه ليس لديه تفاصيل بشأن مشروع القرار.

واشار مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون الى انهم لم يطلعوا على مشروع القرار قبل قيام الولايات المتحدة بتوزيعه على الدول الاربعة عشر الاخرى الاعضاء بالمجلس والذين ليس من بينهم اسرائيل او السلطة الفلسطينية.

وقال السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة دان جيلرمان مساء الخميس انه سيكون سعيدا بالتحدث الى نظيره الامريكي بشأن مشروع القرار "لكنني لا اعرف في الوقت الراهن سوى القليل جدا بشأنه."

وقال دبلوماسي فلسطيني طلب عدم الكشف عن هويته يوم الجمعة ان بعثته الدبلوماسية لم تطلع على مشروع القرار ولذلك لا يمكن التعليق عليه.

وقال السفير الفرنسي جان موريس ريبير في بيان "نفهم الاسباب التي قدمتها الولايات المتحدة (لسحب مشروع القرار) ولكننا ما زلنا مقتنعبن بأن دعم المجتمع الدولي للعملية التي بدأت في أنابوليس يظل امرا لا غنى عنه."

حماس: التراجع الاميركي يعكس عدم جدية الادارة الامريكية
_____________________________________________

اعتبرت حركة حماس ان التراجع الأمريكي عن المشروع المقترح لمجلس الأمن لدعم لقاء انابولس "بناء على رفض الاحتلال الإسرائيلي" يعكس عدم جدية الإدارة الأمريكية ودعمها المطلق للاحتلال الإسرائيلي.

واعرب المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري عن استغراب حركته من استمرار مراهنة البعض على الموقف الأمريكي" المنحاز وغير النزيه" على حد قوله.

كما اعتبر ان عدم رضا اسرائيل عن القرار بمثابة دليل واضح على "كذب الادعاءات الإسرائيلية حول رغبتها في التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام 2008", مؤكدا ان هذه الخطوة تنسف لقاء انابولس من جذوره وتؤكد إن كل ما جنته قيادة السلطة من هذا اللقاء هو الأوهام ليس أكثر- كما قال.

وحول التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة قال ابو زهري في تصريح صحفي له اليوم "انه اعلان حرب على المقاومة وأنه الثمرة الوحيدة التي أنتجها لقاء انابولس من تساقط للشهداء ورفع وتيرة الحصار على غزة والذي كان أخر أمثلته منع دخول الوقود".

وأكد ابو زهري أن حركته ستستمر في مشروع المقاومة لمواجهة الاحتلال, مشيرا الى ان ما قال عنه استمرار تنسيق الاحتلال مع السلطة لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو دفعه لتنازل عن حقوقه وثوابته.